جزى الله الشدائد كل خير ،،،
وأن كانت تغصصني بريقي .
وما شكري لها حمداً ولكن ،،،
بها عرفت عدوي من صديقي .
قد قد تبدو كارثة كورونا من أسوأ الكوارث الصحية والاقتصادية والاجتماعية التي مرت على العالم الحديث او على الأقل التي عايشها وعاصرها أبناء هذا الجيل فبرغم قصر مدتها الى الان على الاقل لكن نتائجها كانت كارثية فشركات الطيران العربية لوحدها خسائرها تجاوزت عشرات المليارات ناهيك عن خسائر المنشآت المتوسطة والصغيرة إضافة للملايين الذين فقدوا وظائفهم ومصادر عيشهم من نتائجها أيضا على المستوى السياسي بوادر تفكك بعض التحالفات والاتحادات الدولية وعلى سبيل المثال بداية التصدع بالاتحاد الاوربي وغيرها الكثير والكثير مما أظهرته هذه الكارثة للوهلة الأولى قد يبدو ذلك من مساوئها إلا أنها في الحقيقة ماهي الا عملية هيكلة وترتيب بعض الأمور وإعادتها إلى نصابها الصحيح.
فبعد ان ملئت حياتنا بالضحيج وصُدعت رؤسنا بالنصح غير المفيد الذي لا يهدف إلا لكسب المزيد من الجماهيرية والمتابعين واستعراض توافه الامور وتسليط الضوء على لا شيئ وتضخيم مالا يذكر وتبسيط المهم والعظيم من بعض مشاهير السوشيل ميديا وبالرغم من اختلاف توجهاتهم ومشاربهم الا إنهم اتفقوا في المحصلة النهائية على استهداف ايراد رب الاسرة المغلوب على أمره والراضخ تحت وطأة مجاراة المجتمع من حوله ، وكذلك استهداف تفكير الشباب وضرب العادات والقيم والتشكيك في ثوابت الدين .
اتفقوا على حرب كل من يدعو الى الفضيلة ونبذ من همه الرقي في التفكير و تخوين من يذكر إنجازات الوطن ولكن من يُجاري تفاهاتهم وينساق ورائهم فهو المطلب وهو المغنم .
ما قبل كورونا علا صوت من لا صوت له وصار يوجه الناس ويسفه العقلاء فلا عالم يُستفتى ولا طبيب يُستشار ولا مختص يُسأل ولا مربٍ يُسمع إنما تصدر المشهد الغوغاء الذين لم يقدموا للمجتمع خدمة تذكر بل قدموه للآخرين مثالاً للتندر وقلة الحيلة فسببوا ارباكاً في القيم وازدواجية في المعايير ، وسلبوا أوقات الأسر والبيوت وانتهكوا الخصوصية و حطموا كل جميل واستبدلوه بالقبح والوقاحة ، صاحبُ الفكر والمبدأ ان تكلم سلطت عليه الألسِنة والاقلام فآثر الصمت والتزم العزلة .
قبل كورونا تصدر المشهد التافه و الأفاق وحُيد المخلص وخبأ صوته تحت وطأة ضوضاء النشاز .
ولكن هي سنن ربانية يُظهر فيها رب العالمين الحق فيميز الطيب من الخبيث ويتبين النفيس من البائس ففي عز الكارثة لم يجد الناس إلا العلماء والاطباء وأصحاب الاختصاص من رجال ونساء واختفى من تصدر المشهد وذاب ، فلا بضاعة لديهم يقدمون لان الوضع يتطلب الجد والاخلاص في كل شيء وبذل الجهد والتفكير وابتكار كل ما من شأنه تجاوز الكارثة والعبور بالسفينة إلى بر الأمان كل ذلك لا يملكه أولئك التافهون ، وبما أنهم لا يملكون الا الجرأة على الوقاحة والمجاهرة بها ظنوا بأنفسهم أنهم خارقين للعادة وانهم فوق النظام و المسائلة وبأنهم يفعلون ما يشأؤون كيفما يشاؤون فهداهم قصور افهامهم الى استعراض تفاهاتهم بخرق الانظمة وتصويرها ونشرها والمجاهرة بها بلا خوف ولا حياء فكان ذلك مثل التنافس والسباق بينهم ، و فاتهم أن الناس إذا جد جدهم رموا التوافه ولزموا الأمر الرشيد و نسوا أنهم في مجتمعٍ العقلاء فيه هم الاغلبية وأن التافهين لايشكلون شيئاً من النسيج الاجتماعي فكان المجتمع بنسيجه المترابط لهم بالمرصاد .
في هذه الكارثة لابد للمجتمع من ان يدرك ان عليه حماية نفسه من هذا الخطر فكما استشعر خطر المخدرات والإرهاب من قبل وإنكوى بنارهما فعليه أن يعي بأن خطر هؤلاء السفهاء و التافهين أشدُ وادهى ويعلم بأن شرهم يتعدى للنشئ ان لم يُوَجه ويُحصن من شرورهم فكما وعى المجتمع والسلطة خطر الكارثة وتصديا لها صفاً واحداً فأنهما الآن بحاجة لوقفة مماثلة تقنن وتحجم وتحد من تأثير التافهين و يعاملو على انهم فيروسات مُعدية مؤذية يجب تحييد خطرها الذي يستهدف القيم والمبادئ والفضيلة .
بقلم/أ. خالد بن مناحي المطيري
مدير إدارة العلاقات العامة بجامعة حفرالباطن
التعليقات 3
3 pings
زائر
04/10/2020 في 6:59 م[3] رابط التعليق
كلام جميل … سلمت
زائر
04/10/2020 في 7:00 م[3] رابط التعليق
صادق بكل كلمة
ابو محمد الشمري
04/10/2020 في 10:22 م[3] رابط التعليق
مهما اشكرك على ما ذكرت لنا ووضحت أمور كثيره أمامنا قليله بحقك أيها الكاتب العظيم..
شكرا من القلب