أعلن أكبر منتج ومصدر مستقل للنفط الخام في العالم شركة أرامكو السعودية عن اعتزامها تزود عملاءها بقدرة 8.5 ملايين برميل يومياً من النفط اعتبارا من 1 مايو القادم، وذلك امتثالاً لاتفاقية خفض الإنتاج المشترك في تحالف دول أوبك+ المحدثة التي أقرت أخير في اجتماع الأحد الماضي التاريخي بخفض 9,7 مليون برميل في اليوم من مايو الى يونيو القادم، ومن ثم 7.7 ملايين برميل يومياً في النصف الثاني من العام و5.8 ملايين أخرى حتى نهاية أبريل 2022.
وستقوم المملكة وروسيا بموجب شروط الاتفاقيات، بتخفيض إنتاج النفط بحصة متساوية، 2.5 مليون برميل يوميا مقارنة بمستوى الإنتاج الأساسي للبلدين البالغ 11 مليون برميل يوميا. واعتبرت التخفيضات الأولية المقدرة بنحو 10 ملايين برميل في اليوم التي تمثل 10 % من الإنتاج العالمي أكبر تخفيض لإنتاج النفط على الإطلاق وهي أكثر من أربعة أضعاف التخفيضات المعتمدة خلال الأزمة المالية الأخيرة. وأتى الاتفاق التاريخي بعد أربعة أيام من المفاوضات الصعبة. وكجزء من الاتفاقية، ستساهم الولايات المتحدة والبرازيل وكندا بخفض إضافي قدره 3.7 ملايين برميل على الورق بينما ستقدم مجموعة العشرين الأخرى 1.3 مليون برميل. وسوف تساهم الولايات المتحدة بـ250 ألف برميل أخرى في التخفيضات لمساعدة المكسيك التي لا يمكنها سوى خفض 100 ألف برميل في اليوم.
وفي إطار مشاورات المملكة وروسيا المنتظمة حول أوضاع السوق البترولية جرى اتصال هاتفي بين وزير الطاقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، ونظيره الروسي ألكسندر نوفاك، يوم الخميس صدر عنه بيان مشترك أبرز ما جاء فيه أن المملكة وجمهورية روسيا الاتحادية عملتا بشكل حثيث مع الدول الأخرى الأعضاء في أوبك+ وكذلك مع الدول المنتجة الأخرى للبترول للتوصل إلى اتفاق تاريخي يهدف إلى تحقيق الاستقرار للسوق البترولي.
وأكد الوزيران التزام البلدين بشكل راسخ بتنفيذ التخفيضات المستهدفة المتفق عليها خلال العامين المقبلين، وسوف تستمران في مراقبة أوضاع السوق البترولية عن كثب، وأنهما على أتم الاستعداد لاتخاذ أي إجراءات إضافية بالمشاركة مع الدول الأعضاء في اتفاق أوبك+ والمنتجين الآخرين، إذا ما بدت ضرورة لذلك. كما أكدا ثقتهما بأن شركاءهما في اتفاق أوبك+ والمنتجين الآخرين سوف يحافظون على التزاماتهم، لتحقيق الأهداف المرجوة.
وعززت الرياض وموسكو بالفعل قدرا أكبر من التحالف البترولي القوي، فالمملكة أكبر منتج ومصدر للنفط الخام في العالم وتقود منظمة أوبك التي تضم دولا من كبار منتجي النفط في العالم مسؤولين عن ثلث إنتاج العالم، وروسيا ثاني أكبر منتج للنفط في العالم تقود مجموعة دول من خارج أوبك واجتمع الفريقان في تحالف أوبك+ لخفض الإنتاج المشترك للمحافظة على توازن واستقرار أسواق البترول العالمية الذي كانت الرياض صدره الدافئ وحضنه الأمين.