شدد أستاذ التدريب الرياضي المساعد بقسم الميكانيكا الحيوية والسلوك الحركي بجامعة الملك سعود الدكتور منصور الصويان، بأن تأثير فترة التوقف على اللاعبين خلال فترة فايروس كورونا ستكون قوية، على الرغم من ندرة الدراسات أو شحها حول التأثير المنتظر للتوقف على اللاعبين خلال فترة جائحة الفايروس الذي ضرب العالم، وقال: “هناك مؤشرات كثيرة تدل على أن هناك تأثيراً لهذا التوقف على اللاعبين وسيكون هذا التأثير شاملاً لجميع جوانب الحالة التدريبية للاعبين والتي تتكون من الحالة البدنية، المهارية، الخططية، النفسية الفسيولوجية، الذهنية، الاجتماعية.
وتابع الصويان في حديثة لـ”دنيا الرياضة”: “يمكن ملاحظة ذلك التأثير بزيادة الوزن أو زيادة نسبة الشحوم في الجسم حيث أن هناك بعض اللاعبين لا يستطيعون التحكم في نسبة الشحوم خلال فترات التوقف، وكذلك بإضطرابات الايقاع الحيوي: والذي يعني ارتباط وظائف الجسم بحلقات زمنية في شكل دورات زمنية تطول أو تقصر مثل دورة النوم واليقظة على سبيل المثال مع افتقاد اللاعبين للتدريبات الحقيقية في الملعب والمشابهة للأداء في كرة القدم أفقدهم الكثير من متطلبات اللعب الحقيقية في التدريب والمباريات والتي لا يمكن أن يؤديها اللاعب في البيت مهما توفر لديه من إمكانات”.
اللاعبون سيفتقدون للحوافز الدافعية الجماهيرية والإعلامية”.
وأضاف “في هذه الفتره سيفتقد اللاعبون للحوافز أو للدافعية حيث إن وجودها مهم ومؤثر للدخول في الحالة التدريبية المثالية كالتدريب الجماعي، الحوافز الجماهيرية، النقاط والترتيب، النتائج، الدعم الإعلامي، كما أن هناك تحديات أخرى لها تأثيرها الكبير على حالة اللاعبين التدريبية ولا تقل أهمية عن تأثير فترة التوقف وهي الصيام واختلاف أوقات تناول الوجبات والتدريبات وتغير دورتي النوم واليقظة وهذا له تأثيره الكبير على الإيقاع الحيوي، بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة حيث لا مست درجات الحرارة 40 درجة في معظم مناطق المملكة وهذا سوف يكون له تأثير كبير على الأداء البدني”.
وانتقد الصويان الوضع الحالي موقف الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، مشيرا إلى أن ردة فعله لم تكن على قدر المتوقع منه وقال: “كنا ننتظر منه إتخاذ إجراءات أكثر صرامة وحكمة خاصةً وهو الذي يضع صحة اللاعبين والمتفرجين وجميع المشاركين في كرة القدم بشكل عام شغله الشاغل في هذا الوقت”، وحتى لا يخسر مالياً قيمة العقود والصفقات والرعايات أصدر بالسماح لفرق كرة القدم باستخدام خمسة تغييرات لكل مباراة، بدلاً من ثلاثة كانت موجودة من قبل، كإجراء مؤقت للمساعدة في التأقلم، ويدخل التعديل المؤقت حيز التنفيذ على الفور، وقد تم اتخاذ هذا الإجراء للمساعدة في لعب مباريات مكثفة في ظروف جوية مختلفة للحفاظ على حالة اللاعبين وتكيفهم وهذا يعتبر جيداً بالنسبة للاعبين ولكن مازالت هناك حالات جديدة تُسجل يومياً في مختلف أنحاء العالم وفي بعض الأندية والدوريات العالمية كما يطالعنا بها الإعلام. كما أصدر الفيفا بعض الإجراءات والتعليمات السلوكية للحفاظ على المشاركين أو تقليل انتشار خطر الاصابة بالفيروس”.
وأوضح “هناك دراسات قليلة نُشرت مؤخراً تعارض عودة مباريات كرة القدم وتؤكد بأن عودة المنافسات تعرض صحة اللاعبين للخطر وفي حالة إصابة اللاعبين قد لا يجدون العلاج المناسب في ظل امتلاء المستشفيات بالحالات كما أشارت بعض الدراسات أيضاً أن الاصابة بكوفيد 19 قد له تكون آثاراً صحية مزمنة على القلب، الرئتين، الكبد، والجهاز المناعي ونفس الوقت قد يكون للأدوية المستخدمة في العلاج آثار سلبية طويلة الآمد”.