من أكبر النعم على العباد أن يدركوا المواسم الفاضلة المباركة كي يتزودوا من الرصيد الباقي المضاعف، وكم من حيٍ أدرك رمضان فسبق الشهداء في الدرجة كما في حديث طلحة رضي الله عنه.
ومن أدرك أعظم الليالي فهو ذو حظ عظيم:
فليلة القدر ذات قدر كبير، جعلها الله سبحانه خيرًا من ثلاثة وثمانين عاما، ويقول عنها صلى الله عليه وسلم( من حرم خيرها فقد حرم).
وتقع في ليالي العشر الأواخر ولا يجزم أحد بتحديد ليلة معينة.
وخير البشر صلى الله عليه وسلم كان يتحراها ويعتكف كل ليالي العشر إلى ليلة العيد.
وثواب العمل الصالح في هذه الليلة خير من عمل ثلاثين ألف ليلة تقريبا، فقراءة حرف واحد من القرآن فيها خير من قراءة حرف لمدة ٨٣ سنة وأربعة أشهر والحرف بعشر أمثاله، وقس عليه التسبيحة الواحدة والتحميدة والتكبيرة...وهكذا، إن هذا لهو الفضل العظيم.
فالموفق والموفقة من يكثرون في هذه الليالي من أنواع العبادات، الدعاء والصلاة وقراءة القرآن وذكر الله كثيرا والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والصدقة وغيرها من الأعمال الصالحة.
والمرأة المسلمة الفطنة هي التي تستثمر كل أوقاتها بذكر الله تعالى حتى وهي تعد الطعام.
وفي وقت الحيض لا تفوت الدعاء والذكر، فقد ثبت عن بعض الصحابة أنهم يأمرون الحائض بالوضوء لكل وقت صلاة والجلوس للذكر والدعاء حتى تبقى على علاقة لا تنقطع، تتقرب إلى ربها بسائر العبادات، ومن أجلها وأعظمها الدعاء.
ومن المناسب أن تحضر دعاء القنوت إن كان عندها من يوتر، أو دعاء ختم القرآن لمن يختم في بيتها، وتؤمن على دعائهم، قياسا على فعل الصحابيات في حضور دعاء صلاة العيد.
ووضوء الحائض لا يعني طهارتها، وإنما هو راحةٌ لها وتسكينٌ لنفسها وإذهابٌ لأذى الشيطان ورجسه.
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه: أنه كان يأمر المرأة الحائض في وقت كل صلاة أن تتوضأ وتجلس تذكر الله وتهلل وتسبح. رواه ابن أبي شيبه، وهو هدي نساء المسلمين أيام حيضهن، نقل ذلك ابن حجر في كتاب فتح الباري عن التابعي الجليل مكحول رحمه الله.
وقفات مع ليالي العشر
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.alkhafji.news/articles/2020/05/15/496337.html
المحتوى السابق المحتوى التالي
أضف تعليقاً إلغاء الرد
This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.
التعليقات 1
1 pings
سعود صنيتان العتيبي
08/07/2020 في 10:02 م[3] رابط التعليق
جزاك الله خير