مع تبقي خمس جولات على ختام دوري الأمير محمد بن سلمان للدرجة الأولى تتواصل الإثارة والندية في كل أطرافه وجولاته والذي أضحى محط اهتمام الأندية الكبيرة لاصطياد البارزين منهم وهو ما حدث وبشكل لافت في المواسم الأخيرة.
المواجهات العشرة الأخيرة شهدت خمسة انتصارات لأصحاب الأرض وأربعة أخرى للضيوف وتعادل وحيد واهتزت الشباك في 36 مرة وحافظت ثلاثة فرق على شباكهم نظيفة.
بعض النتائج كانت طبيعية والأخرى مفاجئة وحضرت الانتصارات الكبيرة وأهداف الرمق الأخير للوقت الضائع. ومع ختام الجولة الـ33 منه فإن ما يزيد من أهمية دوري هذا العام هو الصراع الدائر فيه سواء بين الفرق التي تتطلع للصعود وحجز المقاعد الثلاثة أو الفرق التي تسعى للهروب من شبح الهبوط والتي ستطيح برباعي المؤخرة، ففي الوقت الذي تتنافس فيه ثمانية فرق على الصعود وهي الباطن والعين والقادسية والبكيرية وأحد والنهضة والثقبة وجدة بوجود ثلاثة مقاعد مؤهلة لدوري المحترفين وإن كان الأول والثاني شبه محسوم للباطن والعين، تتصارع في الوقت ذاته ستة أخرى على الهبوط وهي المجزل والتقدم وحطين والنجوم والأنصار والخليج، وحتى الأخير مازال لديه فرصة في البقاء، ومع بقاء خمس جولات إلا أنه يحتاج لمزيد من الجهد خصوصاً مع هبوط أربعة فرق وهو ما يجعل فرق الوسط مثل الجيل والكوكب في خطر.
ومع اشتداد المنافسة يخطئ من يظن أن ملامح المنافسة قد اتضحت، فحتى الباطن والعين اللذين يقفان على صدارة ووصافة الدوري وأصبحا على مقربة من الصعود فإنهم بحاجة لعمل مضاعف في الجولات المقبلة خصوصاً أنهم أمام مواجهات قوية بين فرق السباق، وهذا ما يؤكد أن أي شعور بالاطمئنان على الصعود سيعيد تلك فرق من المقدمة إلى الوراء. ولا يعني تقسيمنا للفرق إلى ثمانية في المقدمة وقريب منها في المؤخرة أن ذلك أمر ثابت، فالجولات المتبقية يمكن أن تعيد ترتيب جدول الدوري، بحيث تتقدم فرق نحو المنافسة وتتراجع أخرى لدخول صراع الهبوط، فمثلا صاحبي المركزين السابع والثامن الثقبة وجدة يملكان 50 نقطة ويمكنهما أن يدخلا سباق الصعود إذا ما حققا الفوز في مبارياته المقبلة، إذ سيتجاوز أحدهما حاجز الـ60 نقطة لكن ذلك يعتمد على نتائج الفرق الأخرى، وعلى الرغم أن الأمور تبدو صعبة لكنها بالطبع ليست مستحيلة، وعلى العكس منهم فريق الكوكب الذي حقق فوزا ثمينا على أحد خارج ملعبه، إذ بات يملك 38 نقطة وابتعد قليلا عن دائرة الخطر إلا أنه في حال خسر جولاته المتبقية يمكن أن يعود لدوامة الهبوط، وينطبق على الكوكب ما ينطبق على صاحب المركز الـ12 نجران، إذ تبدو عودته للمؤخرة أمراً صعباً عطفاً على مبارياته المتبقية وحضوره المقنع في مبارياته الماضية، لكن لغة الأرقام تقول ذلك، ومن اللافت للنظر في الدوري هو الحسابات التي باتت تظهر لدى أنصار الفرق عطفاً على تقارب النقاط فضلاً عن التوقعات والترشيحات التي كثرت في الآونة الأخيرة، عطفاً على ما تبقى من مباريات. ويختلف المراقبون لدوري الأمير محمد بن سلمان للدرجة الأولى حول ما إذا كان هذا التنافس دلالة ضعف أو قوة، ففي حين يجده البعض دلالة قوة باعتبار الشكل العام للمنافسة يرى آخرون أنه دلالة ضعف بدليل عدم قدرة أي فريق على فرض نفسه، فضلاً عن المستويات المتذبذبة لكل الفرق، وتبقى الجولات الخمس المقبلة هي الأهم في تحديد شكل المنافسة على الصعود والهبوط غير أنها بالطبع لن تحسم الأمور تماماً.