تحتاج أن تجلس مع نفسك من حين الى آخر لتكتشف علاقة الرضى بينك وبين نفسك، خصوصا حينما نتجاوز خريف العمر تتساوى عندنا الأمور، الفرق انه في الخريف تتساقط اوراق الشجر بينما لا تتساقط الذكريات من ذاكرتنا بل تبقى بحلوها ومرها لكنها تبقى باهتة الطعم واللون فلا يوجد لدينا حافز لمتابعتها فكل ما نطمع فيه الهدوء والسلام.
الحياة مدرسة نتعلم منها وقد تعلمت منها الكثير، من ضمن ما تعلمت من الحياة ان الحب حالة نادرة مرت عبر العصور ولم يعد له وجود بصورته الحقيقية الصادقة، وان ما يوجد بين الناس في وقتنا الحاضر من تقارب ما هو الا تقليد للحب الحقيقي ومحاولة منهم لعيش الحالة وتجربتها او استغلالها لمصالحهم الخاصة المادية او الاجتماعية.
بلا شك ظروف الحياة التي نعيشها وقساوتها جعلت من البعض يستغل الحب من اجل المادة وهذا شيء سيء ينزل بمستوى الشخص الى الحضيض والانحطاط الأخلاقي، فاستغلال مشاعر الناس من اجل المادة شيء مقزز وحقير.
المرأة صاحبة النصيب الأكبر من الاستغلال بحكم طيبتها وبحثها الغريزي عن الحب والاحتواء، فقد استغلت كثيرا من قبل رجال لا علاقة لهم بالرجولة الا الاسم.
مثل هذه المواقف تجعل الإنسان يمر بحالة نفسية لا تطاق قد تقود البعض الى التفكير في الانتحار او حتى الإقدام عليه، فهي تجعله تحت ضغوط قوية بين الانتقام والعجز عن فعل شيء.
إلا أن المرأة قد تكون أكثر حظا من الرجل فهي تستطيع البكاء متى شاءت لتفريغ ما بها من غيض دون ان ينتقدها أحد او يشمت بها، بينما يتفجر الرجل غيضا ويرغب في البكاء ويحجب دموعه خجلا من العادات والتقاليد التي تكاد تحرم البكاء على الرجال، لكنه في الواقع يبكي في داخله بكاء لا يجدي فلا يسمع بكاءه غيره.
الرجل العربي كالجمل، الكل يحمل عليه ويعتقد انه ما زال قادرا على حمل المزيد وهو لا يستطيع الشكوى لأنه رجل وبكاءَه عار ينزع منه وقاره واحترامه في مجتمع يرى ان بكاء الرجل عيب.
في النهاية نبقى بشر نخطئ ونصيب ويبقى الله غفور رحيم، وإذا كان الرب غفار فيجب أن نكثر من الاستغفار، أستغفرك الله ربي وأتوب إليك إني كنت من الظالمين.
بقلم / سعود العتيبي
التعليقات 6
6 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
غرم الله
09/18/2020 في 12:39 ص[3] رابط التعليق
بارك الله فيك اباطلال.
وفيت وكفيت مقال يجب أن يدرس في المناهج التعليميه .
…
البترول
09/21/2020 في 11:30 ص[3] رابط التعليق
بسم الله و ماشاء الله .. اشهد ان العين حق !.. سبحانه!..
زائر
09/28/2020 في 5:12 م[3] رابط التعليق
يوسف
زائر
09/22/2020 في 1:17 م[3] رابط التعليق
الله يحفظك يافارس المعنى
زائر
09/23/2020 في 12:54 م[3] رابط التعليق
الله يجزاك خير ويجعل لك من دعائك
نصيب.
زائر
09/28/2020 في 9:57 ص[3] رابط التعليق
رائع