جاءت ملفات الحرب ضد الإرهاب في منطقة الساحل ومحاربة عصابات التهريب والهجرة غير الشرعية، ضمن أهم القضايا في زيارة وزير الداخلية الإسباني فرناندو جراندي مارلاسكا إلى تونس.
ووصل مارلاسكا إلى تونس في وقت مبكر من صباح الجمعة واستقبله في المطار نظيره التونسي توفيق شرف الدين الذي غادر معه إلى مقر وزارة الداخلية قبل أن يستقبله رئيس الوزراء هشام المشيشي.
ومن بين القضايا المطروحة على الطاولة، يبرز وضع 700 مهاجر تونسي غير شرعي تم إيداعهم لأكثر من عام في مركز الإقامة المؤقتة للمهاجرين في مليلية.
وقد سبق أن ناقش الأمر وزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا جونزاليس لايا خلال اجتماعها في سبتمبر مع رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد، الذي دعا إلى “حل ضمن حل شامل لمشكلة الهجرة”.
وقال مارلاسكا، “أنا مقتنع بأننا جميعا متفهمون تماما ولدينا مصلحة مشتركة تتمثل في محاربة المنظمات الإجرامية من كافة الأشكال، وفي هذه الحالة تلك التي تمارس الإجرام مع البشر”، مشيرا إلى أن العمل جار على اتفاق مع تونس في هذا الصدد.
وأصبحت إسبانيا الوجهة الأكثر جاذبية للمهاجرين التونسيين غير الشرعيين في عام 2019، وهو توجه تغير مجددا هذا العام حيث عادت إيطاليا، التي كانت الهدف التقليدي، لتكون مجددا البلد الذي يستقبل العدد الأكبر من السفن.
ووفقا لأرقام المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية (FTDES) ، فإن أكثر من نصف التونسيين الذين خاطروا بحياتهم في البحر هذا العام فعلوا ذلك من أجل الذهاب إلى إيطاليا، البلد الذي استأنف الترحيل المباشر وهدد تونس بتعليق المساعدات إذا لم توقف حركة المهاجرين.
وكان الأمن في منطقة الساحل، حيث تكثر العصابات التي تعمل في تهريب الوقود والأشخاص، ومحاربة الجماعات الجهادية التي تهيمن على المنطقة، من القضايا الهامة الأخرى التي نوقشت خلال الاجتماع .
وستختتم الزيارة القصيرة بوضع إكليل من الزهور أمام النصب التذكاري الذي يخلد ذكرى ضحايا الهجوم الجهادي الذي وقع عام 2015 في متحف باردو بالعاصمة وأسفر عن مقتل 22 شخصا بينهم سائحان إسبانيان.