تترقب الجماهير الرياضية عامة وجماهير دوري الأمير محمد بن سلمان للدرجة الأولى بشكل خاص انطلاقة البطولة مساء غد (الثلاثاء) والتي ستدخل عامها الـ 44 بمشاركة 20 فريقاً، إذا ما استثنينا الدوري المشترك العام 1402 والذي اشتركت فيه فرق الممتاز والأولى.. ويبدو أن مسمى «دوري المظاليم» الذي كان يطلق على دوري الدرجة الأولى بات من الماضي، بعد القرارات التطويرية المميزة التي شهدتها المسابقة خلال النسخ الثلاث الماضية، بتغيير مسمى الدوري إلى «دوري الأمير محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى»، مع زيادة عدد اللاعبين المحترفين غير السعوديين لكل فريق في دوري الدرجة الأولى إلى أربعة لاعبين ولاعبين اثنين من مواليد المملكة، وبتقديم دعم مادي سخي بخمسة ملايين ريال لكل نادٍ.
تحول هذا الدوري إلى رافد مهم للدوري السعودي للمحترفين لأندية الدرجة الممتازة، وواجهة مهمة لاستقطاب المواهب وارتفاع حمى المنافسة الحقيقية بين الفرق، بعيداً عن طموح الصعود والبقاء الثابتين منذ مواسم عدة، ولعل من أهمية تطوير البطولة نحو الأفضل هو إيجاد حلول لإشكالية اختصار النقل على نصف مباريات كل جولة؛ إذ يمثل النقل التلفزيوني وتسليط الأضواء عليه أهمية كبرى لمتابعة الدوري، وخطوة للارتقاء بمنافساته على الأصعدة كافة الفنية والجماهيرية، كما أن تسميته باسم ولي العهد، منحه أهمية كبيرة وقيمة تسويقية عالية لجلب الرعاة وزيادة مداخيل الأندية، التي كانت إداراتها إلى وقت قريب تصدح بالشكاوى في كل منبر إعلامي، بحثاً عن الدعم الذي أصبح يصل من قبل وزارة الرياضة، وبشكل يفوق حجم الطموحات المتوقعة، التي كانت تطمح لها أندية الدرجة الأولى في وقت سابق. الدعم الكبير الذي وجهته وزارة الرياضة إلى أندية الدرجة الأولى، امتد إلى أندية دوري الدرجة الثانية، كذلك بمبلغ نصف مليون ريال لكل ناد مع السماح لكل فريق بتسجيل لاعبين اثنين غير سعوديين بالإضافة إلى لاعبين من المواليد، وسيرفع قرار اتحاد الكرة الأخير من حدة وقوة المنافسة بين الفرق والمتمثل في تقليص عدد أندية دوري الأمير محمد بن سلمان للدرجة الأولى للمحترفين إلى 18 فريقا اعتباراً من الموسم المقبل بحيث عدد الهابطين للدرجة الثانية خمس أندية والصاعدين من الثانية ثلاث أندية.
وسينطلق الدوري بمشاركة الفرق العشرين وهي البكيرية وأحد وهجر والعدالة والدرعية والكوكب والشعلة والنهضة والحزم والثقبة والجيل وعرعر والطائي والجبلين والخليج والساحل وجدة ونجران والفيحاء والنجوم.
بداية المسابقة بثماني فرق وارتفع إلى 20 ناديا على أربع فترات..
البطولة ومن خلال الـ 43 عاماً التي مضت مرت بالعديد من التغييرات سواء على مستوى الفرق أو على مستوى التطور في الأداء أو المنافسة أو الأبطال فقد شهد الدوري منذ انطلاقته بعد تقسيم الفرق من الدوري التصنيف إلى الذهاب والإياب بمشاركة ثماني فرق، شهد تنافساً حميماً وتلاه ارتفاع ملحوظ في الأداء ألهب الحماس من أجل التنافس على بطاقتي التأهل والصعود لدوري الأضواء والشهرة ومقارعة الكبار، وارتفع في عدد الفرق على أربع مراحل حتى وصلت إلى 20 فريقا.
وكان أول دوري للدرجة الأولى قد انطلق بعد التصنيف الجديد الذي اعتمده الاتحاد السعودي العام 1397هـ بمشاركة ثماني فرق وهي (النهضة، الاتفاق، أحد، الخليج، الكفاح (حراء حالياً)، الربيع، الأنصار، عكاظ) واستطاع فريق النهضة أن يحقق لقب البطولة والصعود للدوري الممتاز كأول بطل لدوري الدرجة الأولى ورافقه فريقا الاتفاق وأحد بعد قرار زيادة فرق الدوري الممتاز إلى عشر فرق بدلاً من ثماني فرق، فيما كانت فرق الباطن والعين والقادسية آخر الصاعدين لدوري الأضواء واللذان يلعبان هذا الموسم بدوري الأضواء والشهرة بمسماه كأس دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين.
25 فريقاً حققوا اللقب اثنان منهم أربع مرات.. وأحد الأكثر صعوداً. من خلال المنافسة المحمومة نحو الصعود للأضواء وتحقيق لقب دوري أندية الدرجة الأولى أثمرت هذه المنافسة عن تحقيق 25 فريقاً لدرع الدوري، وما زال ناديا الوحدة وهجر أكثر الفرق تحقيقاً للقب دوري أندية الدرجة الأولى برصيد أربع ألقاب لكلا منهما، ومن ثم أحد والقادسية والطائي والنهضة برصيد ثلاث ألقاب ثم الرائد والأنصار والنجمة والرياض برصيد لقبين، ولقب وحيد لكل من الباطن وأبها والفيحاء والاتفاق والعروبة والشعلة والكوكب والفيصلي والوطني والخليج والحزم وسدوس والتعاون والجبلين والشباب، فيما كانت فرق أحد والأنصار والرائد الأكثر صعوداً للأضواء، فأحد حقق الصعود للدوري الممتاز تسع مرات، ويليه الرائد الذي صعد للمرة السابعة وما زال يلعب في الأضواء، فالأنصار أيضا بذات الرقم، وتقرر زيادة فرق الدوري أربع مرات الأولى كانت العام 1398 والمرة الثانية موسم 1420. أما قرار الزيادة الثالث فكان العام 1424 وقرار الزيادة الأخير موسم 1436.
انتقل دوري الدرجة الأولى من عالم الهواية إلى عالم الاحتراف وذلك في العام 1413هـ بعد تطبيق نظام الاحتراف في فترته الثانية للاعبين المحليين والأجانب مما ساهم في ارتفاع مستوى الأداء وحدة التنافس بين فرق الدوري وكان لأندية الدرجة الأولى نصيب من المحترفين الأجانب فاستقطبت الأندية عدداً من المحترفين من كافة الدول، وشهد دوري الدرجة الأولى تألق عدد من المحترفين بالدوري كانوا تحت أنظار أندية المراقبين، وقد ألغي نظام الاحتراف للاعب الأجنبي بالدرجة الأولى العام 1424هـ، قبل أن يعود اللاعب الأجنبي من جديد بعد خمسة مواسم.
عمدت الفرق في السنوات الأخيرة على جلب لاعبين محليين مميزين على سبيل الإعارة أو بالانتقال النهائي أو بنظام التعاقد لمدة موسم لدعم صفوفها في المنافسات الحامية نحو الصعود مما أعطى الدوري الكثير من الأهمية وجلب له المتابعين وأصبح الجميع يترقب ما ستسفر عنه نتائج مباريات الدوري فكانت أندية الوسطى والقصيم بشكل عام الأكثر استقطاباً للاعبين بحكم القرب من العاصمة الرياض، أما بقية الأندية فدعمت صفوفها بلاعبين ولكن ليس بكثرة الفرق السابقة ويعتبر فريقا الهلال والنصر والشباب الأكثر إمداداً للفرق باللاعبين ولا مجال لذكر الأسماء لكثرتها. ويعد الدوري هو الأطول على المستوى المحلي بتواجد 20 فريقا يلعبون 38 جولة على مدار نصف عام بقوة وإثارة وحماس بلا حدود. وأصدرت لجنة المسابقات بعض التعديلات على المسابقة تتمثل في زيادة عدد تبديلات اللاعبين من ثلاث إلى خمس تبديلات وزيادة عدد قائمة اللاعبين الاحتياط من سبع إلى تسع لاعبين ويحق لكل ناد إشراك لاعبين سعوديين من الدرجات الأدنى دون حد أعلى.