كشف مسح إجمالي الأجور السنوي لعام 2020 التي أجرته شركة “ميرسر” أن الشركات السعودية بقيت مرنة وتكيّفت مع الجائحة، وذلك رغم التحديات الكبيرة التي ترافقت معها.
وأظهر المسح الذي شمل 424 شركة في المملكة، أنه قد يلجأ البعض لزيادة في الرواتب السنوية لعام 2020 بنسبة 3.7 % في السوق بشكل عام، وسجّل قطاع علوم الحياة والمواد الطبية والتكنولوجيا الزيادة الأكبر، وقد سجّلت 22.5 % من الشركات زيادة في الإنتاجية سببها عمل الموظفين من المنزل، وذلك على الرغم من تخفيض 6.2 % من الشركات في السعودية للرواتب بشكل مؤقت.
في السابق شهد السوق العام تضخّماً إيجابياً في الرواتب، وذلك على الرغم من إشارة 19.4 % من الشركات إلى قيامها بتجميد الرواتب في عام 2020، فيما تنوي 21 % من الشركات تقليص القوى العاملة لديها للمحافظة على الإنتاجية والربحية. الجدير بالذكر أن معظم القرارات المتعلقة بالميزانية والرواتب لعام 2020، قد اتخذت في وقت مبكر من العام في بدايات الجائحة، أي قبل التداعيات الاقتصادية للإغلاق الكامل الذي فرضته الدولة، ومن ناحية أخرى، أجّلت 57 % من الشركات زيادات الرواتب لعام 2020 بسبب جائحة “كوفيد-19″، لمدة 7 أشهر في المتوسط. في حين يتوقع السوق العام زيادة في الرواتب لعام 2021 بنسبة 4 %، فإن الأرقام في القطاعات المختلفة تتفاوت إلى حدّ كبير، أما الزيادة الأكبر، فكانت لقطاع علوم الحياة والمواد الطبية 4.6 % والتكنولوجيا 4.5 %، في حين لا يزال يشهد قطاع الطاقة الزيادة الأبطأ في الرواتب، مع توقعات بنسبة 1.2 %.
وأدّت جائحة “كوفيد-19″إلى تنفيذ إجراءات العمل المرن عن بُعد بسرعة فائقة، حيث وضعت 66 % من الشركات سياسات جديدة للعمل عن بُعد، بينما كانت تضمّ 23 % منها فقط سياسات للعمل عن بعد حتى قبل جائحة كورونا، أدى ذلك بدوره إلى إبلاغ كثير من أصحاب العمل عن زيادة الإنتاجيّة، إلى جانب توقّعهم باستمرار ترتيبات العمل المرن حتى بعد انتهاء جائحة “كوفيد-19”.
وتعليقًا على نتائج الاستطلاع، قالت نجلاء نجم مدير الأعمال المهنية في “ميرسر” المملكة: ” من الواضح بشكل عام أن العديد من الشركات السعودية ما زالت تحاول التعامل مع الآثار الاقتصادية القوية للجائحة، و لكن بعض الشركات في المملكة أظهرت مرونة كبيرة وسط أوقات الأزمة الراهنة، و نلاحظ أيضاً العديد من المبادرات استجابةً لبيئة التشغيل الجديدة التي أحدثتها جائحة “كوفيد-19″. كما أنه من المشجّع أن نشهد وجود زيادة في الرواتب من قبل بعض الشركات في المملكة في عام 2020”. وفي ما يتعلّق بالشركات التي أبلغت عن خفض الرواتب، فيشار إلى أنها اتخذت هذا الإجراء بشكل مؤقت، الأمر الذي يشير إلى تفاؤل حذر و توقع انتعاش الاقتصاد بشكل تدريجي مع انتهاء فترة الجائحة. ومن العلامات المشجعة أيضًا استمرار نمو بعض القطاعات، حيث أشارت نحو ربع الشركات أنها تنوي زيادة عدد الموظفين هذه السنة مثل قطاع الخدمات اللوجستية.