فيني من البحر هم وفيني من الحزن آهات ، وفيني على الماضي ندم وفيني إلى المستقبل توقات.
الموضوع كبير ويحتاج من الشرح إلى الكثير، ولدي الكثير لأقوله وقد يطول بي الوقوف لشرحه ويطول بكم الجلوس لسماعه ، لذا سأختصر المقال حصرا للخيال وأترك لك عزيزي القارئ المجال تغوص فيه بقدر ما لديك من وقت واسع وخيال شاسع ، فليس كل ما يعرف يقال.
تأبطت سيفي وامتطيت جوادي وأخذت أجوب البوادي في اندفاع شديد كمن يرجي الثواب جسور لا يهاب ولا يخاف العقاب ، يدفعني الى ذلك إيماني بعقيدتي ووجوب رسالتي مستعينا بربي ثم بما لدي من شجاعة فارس وخبرة ممارس و شهامة أحرار ونخوة مستجار للدفاع عن قريبه والجار.
فقمعت الأعداء و رفعت عن اخواني البلاء فتنفسوا الصعداء واصبحوا بعد حزن سعداء وفي الاقطار نشرت دين السماء ، و صعدت من سفح جبل المجد الى قمته بكل عزة وهمة رافلا في ثياب العزَّة والشرف.
بعد هذا الاعجاز وسرعة الانجاز ، اخذت اجني ثمار الانجاز من الصين الى الحجاز ، فتمرغت في رغيد العيش وانصرفت عن الجهاد والجيش وطاب لي بعد هذا العناء صفو البقاء في هدوءٍ ونقاء ، فقررت الاستراحة في هدوءٍ وراحة واخذت لي غفوة.
غفوتي لم تكن قصيرة ، بل استغرقت ردحا من الزمن ليس بالقليل ، بل بالقدر الذي جعلني اجد نفسي في سفح جبل المجد بين الحفر ،وجميع من كان في سفحه من اعدائي يتربعون على قمته.
لم يعجبني الحال كعادتي واستشطت غضبا وقررت الهجوم على اعدائي من جديد واعادة الأمور الى نصابها فلست ممن يعيش اسفل القوم بين الحفر، فبحثت عن سيفي لأجده غمدا بلا سيف وبحثت عن جوادي فلم اجده ، فذهبت استنجد بإخواني فوجدتهم مطأطئوا الرؤوس صابهم ما صابني.
فانكفأت الى نفسي واقتنعت بما ينفخ في رأسي مما يفسد تفكيري و يذهب احساسي و يجعل حياتي سلسلة من المآسي في رضاً مني و قناعة بأني أمتلك الشجاعة و أني أفضل الجميع ومن غيري الكل سيضيع فأنا أتربع على قمة جبل المجد، هكذا أوهموني وهكذا ارادوني وهكذا كنت.
الآن و قد انكشف المستور وعريت الحقيقة وتبين لي انني بعيد كل البعد عن قمة جبل المجد بل من المستحيل الوصول لها اذا استمريت على هذا النهج ، فما زلت في سفحه بين الحفر ، بدأت أقنع نفسي بأن اقبل بالأمر الواقع و أن لا انظر الى قمة الجبل فلن استفيد الا الألم في رقبتي و انعكاس الشمس في عيوني متناسيا ان النظر الى اعلى سيحرك فيني شموخي وسيزيد طموحي وان شعاع الشمس سيكون المشكاة التي تنير لي طريق الأمل الذي انشده وهنا حدث الاصطدام بيني و بين نفسي فهممت بالنهوض لكني لم استطع فأنا فارس بلا جواد.
فارس بلا جواد
التعليقات 12
12 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
غير معروف
08/25/2013 في 12:00 م[3] رابط التعليق
صح لسانك مقالك هز كيانى واحساسه روعه وفيه حرية الراى
غير معروف
08/25/2013 في 2:39 م[3] رابط التعليق
ماشالله تبارك الله قمه الابداع وهذا يحكى حال المسلمين الآن مشكور
بدر عمر المطيري
08/25/2013 في 3:13 م[3] رابط التعليق
في تاريخ هزيمة الأمة وحين يبدو الحل غير ممكن التحقيق .. يشتعل خيال الأفراد وتكثر أحلام اليقظة كما هو الحال مع كاتبنا الجميل سعود العتيبي ..
المقال فلسفي فيه صدق عاطفة وخيال مجنح ..
لكن أحس فيه نبرة حزن وإحباط .. ربما لأن الفارس فقد جواده منذ أن عرفته أنا قبل سنوات .. أنت ياصديقي تحتاج لدبابة لا لحصان !
مونس الدحيلي
08/25/2013 في 3:23 م[3] رابط التعليق
أسلوب رائع وشرح جميل للماضي والحاضر واشكر الاخ سعود على هذا الشعور والإحساس
مواطن صريح
08/25/2013 في 5:59 م[3] رابط التعليق
أيها الفارس لم تكن روح الفروسية حاضرة في هذا المقال ولا شجاعة الفرسان ايضاً , كان المقال مبهماً وذو رمزية مفرطة للغاية بحيث لا يستطيع القارئ ان يفهم من هذه الطلاسم سوى انها صدرت من انسان خائف مرتعب من ان يصرح أو يقول ما يريد , لقد خانك التعبير في هذا المقال وسأعتبره نوعاً من الهلوسة ” وهارد لك في المرة القادمة ” ,
العتيبي 511
08/25/2013 في 11:06 م[3] رابط التعليق
صح لسانك
كلام جميل وراق لي كثير عساك على القوة
استمر ياغالي
فارس بلا جواد
08/26/2013 في 7:48 ص[3] رابط التعليق
أخي العزيز مواطن صريح :
قبل كل شيء اريدك ان تعرف انك من القراْء الذين اسعد بمرورهم بمقالاتي و اتعلم منك الكثير ، وتعجبني صراحتك وعدم نفاقك .
أنا على يقين ان قارئ فطن مثلك لم يفته شيئا مما قصده المقال و لكنك تريد التوضيح لغيرك ، أما ان المقال مبهم فهذه من محاسن الكتابة ان تكون مبهمة وذات رمزية يعرفها من اراد الكاتب ان يحرك فيهم موضوع المقال ، فقد يكون الهدف ناس معينين ليس بشخصهم انما بمستواهم الفكري.
ما تراه هلوسة قد يراه الآخرون فلسفة ، كما ان المجنون قد يكون اعقل العقلاء انما نأى بنفسه الى الجنون حينما لم يفهمه احد.
و اذكرك بقولك سابقا وهو( همسة في إذن أخي فارس بلا جواد ” لا أزال اجد في قلمك بعضاً مني ” وأصل مهدياً بعون الله )
مواطن صريح
08/26/2013 في 9:23 م[3] رابط التعليق
نعم كنت ولا زلت اجد نفسي في الكثير مما تكتب , ولا اخفيك أني شديد الاعجاب به ايضاً , كما انني لا زلت انتظر الكثير من كاتب بمستوى وعيك وقلمك , اما ما أسميته “مقال ” فلا اجد له في هذا الباب نصيب او مجال , ربما نستطيع ان أقبله على مضض في باب ” الخواطر” اما كمقال فلا مجال , ما قرأته اشبة بخارطة دون بوصلة , والاستغراق في الرمزية يفقد الكتابة والكاتب ذلك الخيط السحري الذي يربط الكاتب بالمتلقي , الكاتب لا يكتب لمنجمين او ضاربي ودع ممن يؤولون مقاصد الكاتب في رمزيتة وإيحاءاته , انت يا سيدي تكتب ” للغلابة ” أمثالنا من متوسطي الفهم فالله الله بنا انزل من عليا صهوتك وتنازل عن القليل من رمزيتك لعلنا ندرك ما ترمي اليه , شكرا لك مع خالص اعجابي وتقديري
خفجاويه
08/27/2013 في 12:46 ص[3] رابط التعليق
كلام جميل استمر ياصاحب القلم السحري
فارس بلا جواد
08/27/2013 في 7:31 ص[3] رابط التعليق
صديقي مواطن صريح:
واسمح لي بأن ادعوك صديقي فقد بدأت أشعر و كأني أعرفك منذو زمن بعيد ، تعجبني شخصيتك التي لمستها من خلال حروف كلماتك الرنانة في ايقاعٍ موسيقي جميل ، ولنجعل الأمر سهلا سأوضح لك ما قصدته من المقال مع علمي ان ذلك لم يفتك.
هذا المقال لم يكن موجه بالمطلق للعامة فليس في ايديهم تغيير الحال، انما موجه لمن بيدهم عقد الأمر وحله.
ما عنيته من المقال هو انني مثلت العربي كفارس مغوار تمكن من السيطرة على زمام الأمور في العهد القديم حينما كان للعرب سطوتهم وكيانهم ، ثم ان ذلك الفارس بعد الانتصارات والفتوحات والتقدم العلمي، استطاب الراحة في غفوة فارس وهي الفترة التي تخلف فيها العرب عن اعدائهم بحيث اصبحوا في الحضيض بعد ان كانوا في قمة المجد.
وكما ترى نحن الآن في سفح الجبل بين الحفر واعدائنا يتحكمون بنا من قمته و السبب تلك الغفوة التي كانت ردحا من الزمن. مع حبي و تقديري لشخصك الكريم
الرتاج السهلي
08/27/2013 في 4:17 م[3] رابط التعليق
كلام رائع ومتزن ويحاكي الواقع إلى أبعد مجال.ولم أجد فيه تلك الرمزية التي لايفهمها العامة.
بارك الله فيك وبقلمك الرائع.
فارس بلا جواد
09/01/2013 في 6:55 ص[3] رابط التعليق
أشكركم جميعا على مروركم الكريم