رأس صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للفضاء أمس، الاجتماع الثالث لمجلس إدارة الهيئة عبر الاتصال المرئي.
وثمن الأمير سلطان بن سلمان الدعم الذي تلقاه الهيئة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – الأمر الذي مكنها من استكمال بنائها المؤسسي وإنجاز الاستراتيجية الوطنية ونظام الفضاء ودراسة تأسيس الشركة السعودية للفضاء والرفع بها لدراستها والنظر في اعتمادها وتوفير الممكنات اللازمة لانطلاق المشاريع والمبادرات والمهمات الفضائية وإجراءات تنظيم القطاع وتحفيز الاستثمارات فيه والاستفادة القصوى منه.
وأكد سموه أن خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- واكب انطلاقة قطاع الفضاء في المملكة قبل أربعة عقود، وتابع مشاركة الفريق العلمي ورائد الفضاء السعوديين في رحلة الفضاء ديسكفري عام 1985م، وصولاً لأمره الكريم – رعاه الله- بإنشاء الهيئة السعودية للفضاء لتكون الجهة الوطنية المسؤولة عن تطوير القطاع وتوجيه الجهود بما يحقق للمملكة الريادة والمكانة الدولية التي تستحقها.
وعدّ سموه تأكيد مجلس الوزراء في اجتماعه المنعقد أمس الأول، على ما توليه المملكة من حرص على تنظيم كل ما يتصل بأنظمة الأقمار الصناعية، وتطوير تقنيات إطلاق المركبات الفضائية، والعمل على تعزيز الأمن الفضائي، وتعزيز التعاون الدولي مع الجهات المختصة في مجال الفضاء، ودعوة المملكة إلى تضافر الجهود الدوليّة لوضع الأسس اللازمة لضمان استخدامه للأغراض العلميّة والسلميّة، ومواجهة التهديد الذي يشكّله الحطام الفضائي، وأن تعمل الدول على تنفيذ أنشطتها في الفضاء الخارجي بروح من المسؤولية، بيان لاهتمام الدولة بقطاع الفضاء والعمل على استثماره بما يعود بالنفع على الوطن ويتماشى مع رسالة المملكة الدائمة بالتكامل مع الجهود الدولية في شتى المجالات، وتأكيداً على الالتزام بمستقبل هذا القطاع وتمكينه في المملكة.
واستعرض المجلس تقريراً حول البناء المؤسسي وأساليب الارتقاء بالعمل وترسيخ ثقافة مؤسسية متطورة، ومنها الحملة التي تم إطلاقها تحت مسمى “شارك في البناء”، الهادفة لتحفيز الجميع على تقديم الأفكار والمبادرات المرتبطة بمجالات العمل في الهيئة، مؤكداً سموه أن الهيئة التزمت بتقديم نموذجاً متفوقاً يرتقي بالعمل الحكومي ويوفر بيئة عمل محفزة للعمل والإتقان وتتسم بالإنتاجية.
وجرى خلال الاجتماع استعراض نتائج الاجتماع الأول لـ “قادة اقتصاد الفضاء 20” ضمن برنامج المؤتمرات الدولية المقامة بالتزامن مع رئاسة المملكة لمجموعة العشرين، بهدف تنسيق جهود الاستخدام السلمي للفضاء من قبل الوكالات في أكبر 20 دولة اقتصادياً على مستوى العالم، ودعم الجهود القائمة والمستقبلية للدول الأعضاء للنهوض بمستوى الاستثمار العلمي والاقتصادي لقطاع الفضاء ورفع تنافسيته واستدامة أنشطته، والترحيب الدولي بمبادرة المملكة للدعوة لهذا الاجتماع الذي يشارك فيه للمرة الأولى قادة أهم الهيئات والوكالات المعنية بشؤون الفضاء، وتأسيس المملكة لمؤشرات قياس الأثر الاقتصادي لقطاع الفضاء بالتعاون مع منظمة التعاون الاقتصادي التابعة للأمم المتحدة (OECD) ومكتب الفضاء الخارجي بالأمم المتحدة (UNOOSA).
وشدد رئيس مجلس إدارة الهيئة على أن الثروة الكبرى والميزة التنافسية التي تملكها المملكة في قطاع الفضاء هو الثروة البشرية المؤهلة، لذا ركزت الهيئة منذ إنشائها على تطوير رأس المال البشري وأطلقت مبادرة ضمن هذا المسار العريض هي برنامج “أجيال الفضاء” الذي يدخل مرحلة مهمة بتوقيع اتفاقيات مع عدد من الجامعات المحلية وأبرز الجامعات العالمية في تخصصات الفضاء وعلومه لتوفير برامج متعددة المدد والتخصصات لتأهيل المواطنين في مجالات الفضاء المختلفة، وتوفير برامج تحفيزية وإثرائية لربط الناشئة بقطاع الفضاء بالتعاون مع وزارة التعليم والجامعات المحلية ومؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع “موهبة”.