طالب البرلمان العربي المجتمع الدولي والأمم المتحدة وكافة المنظمات الدولية والإقليمية وبرلمانات العالم كافة للتصدي للحملات المغرضة للإساءة للرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، ودعا لتجريم الإساءة لنبي الإسلام وللإسلام والمسلمين، ومنع الإساءة وازدراء الأديان والرموز الدينية والرسل والأنبياء كما يحدث الآن لرسول الإسلام سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وجاء في بيانه البرلمان العربي الصادر الخميس “يُدين البرلمان العربي بشدة ويستنكر الإصرار على الإساءة لخير خلق الله محمد عليه أفضل الصلاة والسلام بإعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، ويحذر البرلمان من نتائج الاستمرار في إثارة الفتن والضغائن الدينية، الأمر الذي يغذي خطاب الكراهية على حساب تعزيز ثقافة التسامح والحوار”، وأكد البرلمان على ضرورة احترام مشاعر وعقائد كافة المؤمنين في العالم وتعزيز ثقافة التسامح واحترام المقدسات والرموز الدينية، كما يرفض التذرع بحرية الرأي والتعبير لمهاجمة المعتقدات الدينية، ويؤكد أن حرية الرأي يجب أن تقف عند حدود حرية وحقوق ومعتقدات الآخرين، كما يستنكر البرلمان العربي محاولات ربط ما تقوم به الجماعات التكفيرية الإرهابية بالإسلام ويؤكد أن الاسلام دين للمحبة والسلام.

وأصدر البرلمان العربي في ختام أعمال جلسته الأولى من دور الانعقاد الأول للفصل التشريعي الثالث التي عقدت أول من أمس الخميس بمقر جامعة الدول العربية في القاهرة برئاسة عادل عبدالرحمن العسومي رئيس البرلمان، في إطار متابعته لتطورات الأحداث على الساحة العربية، عدداً من البيانات بشأن القضية الفلسطينية وتطورات الأوضاع في دولة ليبيا ومستجدات الأوضاع في الجمهورية اليمنية، كما أصدر بيانات لمتابعة تطورات الأوضاع في العراق ولبنان والسودان، وأكد البرلمان العربي استمراره وتمسكه أن تظل القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى إلى أن تتحقق آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وأدان سياسة الاستيطان الإسرائيلي التي لاتزال مستمرة ويدعو إلى إلغائها فوراً، كما يدعم البرلمان كافة الجهود المبذولة لتوحيد كلمة الأطراف الفلسطينية للسعي لموقف فلسطيني موحد يساعد في توحيد رؤية الفلسطينيين داعياً إلى إجراء الانتخابات النيابية الفلسطينية في أقرب وقت، وفي ظروف تضمن انتخابات حرة وعادلة ونزيهة تعبر عن أماني وطموحات الشعب الفلسطيني.

وأدان البرلمان العربي إطلاق ميليشيا الحوثي الانقلابية ست طائرات بدون طيار مفخخة باتجاه المملكة، والتي اعترضتها بنجاح قوات تحالف دعم الشرعية الأربعاء الماضي، مؤكداً أن استهداف الميليشيا الانقلابية للمدنيين والأعيان المدنية في المملكة هو عمل إرهابي جبان يتنافى مع القيم الإنسانية باستهداف أرواح المدنيين الأبرياء الآمنين والاعيان المدنية المحمية بالقانون الدولي، ويثبت أن ميليشيا الحوثي الانقلابية مستمرة في أعمالها الإرهابية وليست جاهزة للمشاركة في جهود حل الأزمة في اليمن سلمياً، وحمل البرلمان النظام الإيراني كل الأعمال الإرهابية الجبانة التي تقوم بها ميليشيا الحوثي الانقلابية، لإصرار هذا النظام على نشر الفوضى والتخريب والدمار في المنطقة العربية من خلال تزويده ميليشيا الحوثي بالأسلحة الذكية والصواريخ الباليستية والطائرات المُسيرة والخبراء والمستشارين العسكريين خدمة لمشروعه التوسعي وأجندته التخريبية في المنطقة، مؤكداً دعمه التام ومساندته لكل ما تتخذه قوات تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة في التصدي لتلك الأعمال الإرهابية.

ويعرب البرلمان العربي عن قلقه إزاء تطورات الأوضاع في اليمن وتداعياتها الإنسانية والصحية على شعبه في ظل انتهاكات الميليشيا الحوثية لكرامة وإنسانية الشعب اليمني وخرقًها الفاضحً للدستور وكل المواثيق الدولية وقيم المساواة والعدالة الاجتماعية في أوساط المجتمع اليمني، ورحب باتفاق تبادل الأسرى الذي تم التوصل إليه بين الحكومة اليمنية الشرعية وميليشيا الحوثي الانقلابية بمشاركة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ودعا إلى اتفاق شامل للإفراج عن كافة الأسرى والمعتقلين وإنهاء هذا الملف باعتباره أحد الملفات الإنسانية المهمة المرتبطة بتسوية الأزمة اليمنية، والتنبيه إلى خطورة الوضع الذي وصل إليه خزان النفط العائم “صافر” والذي لم يخضع للصيانة منذ خمس سنوات، ويواجه خطر تسريب مليون ومئة ألف برميل من النفط الخام، الأمر الذي سيؤدي إلى غرق أو انفجار الخزان بعد حدوث تسرب للمياه داخل الخزان، ويدعم البرلمان الآلية التي قدمتها السعودية لتسريع العمل في تنفيذ اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، ويدعو إلى الإسراع في تنفيذ بنود هذا الاتفاق.

وجدد البرلمان العربي دعمه للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة في ليبيا تحفظ سيادة الدولة الليبية على كامل أراضيها وتصون وحدتها الوطنية وتنهي جميع صور التدخل الأجنبي في الشأن الليبي الداخلي، ويطالب كافة الأطراف الفاعلة في ليبيا بمواصلة الحوار الليبي الليبي لتحقيق ما يتطلع إليه الشعب الليبي من حياة كريمة وآمنة ومستقرة والعيش بأمان وسلام وتنمية واستقرار، وفي الشأن اللبناني أكد البرلمان العربي أهمية الإسراع بتشكيل حكومة تكون قادرة على تلبية طموحات الشعب والبدء في تحقيق الإصلاح الشامل، كما جدد البرلمان وقوفه التام مع العراق في تحقيق أمنه واستقراره وصون وحدته الوطنية وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، وأكد دعمه للقرارات والإجراءات التي تتخذها الحكومة العراقية برئاسة مصطفى الكاظمي ويدعو رؤساء الكتل والأحزاب السياسية وشيوخ العشائر العراقية ومنظمات المجتمع للمدني إلى دعم جهود الحكومة العراقية في جمع السلاح وجعله حصراً بيد الدولة وأجهزتها الأمنية وتمكينها من فرض سلطة القانون في جميع أنحاء الدولة العراقية ومواجهة الميليشيات المسلحة الخارجة عن القانون والتي تعمل على تقويض الأمن والاستقرار في العراق.

وأكد البرلمان العربي دعم وحدة واستقرار وأمن الصومال مشدداً على ضرورة الاسراع في معالجة وإعفاء الديون الخارجية الصومالية المستحقة للدول والصناديق العربية، انطلاقاً من المسئولية العربية الجماعية لدعم الاستقرار والتنمية في الصومال، ومتابعةً للقرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الجامعة على مستوى القمة، وتابع البرلمان العربي وتيرة الإصلاحات العميقة في الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، بقيادة السيد عبدالمجيد تبون، رئيس الجمهورية الجزائرية وينوه بالمسار الديمقراطي الذي تعتمده الجمهورية من أجل استكمال بناء جزائر جديدة أساسها العدالة والتنمية والحريات وترسيخ دولة الحق والقانون، ويشيد في هذا السياق بالمحطة الحاسمة التي تُحضر لها الجزائر من خلال تنظيم استفتاء شعبي على مشروع دستور جديد في صورة مشرفة للالتزام الصادق تجاه الشعب، يتضمن تعديلات تساهم في تجسيد طموحاته التي عبر عنها في حراك شعبي التزم بسلميته منذ انطلاقه، فكان فيه داعياً للتغيير داعماً لأمن واستقرار وطنه، متحلياً بالوعي والرقي وروح المواطنة.

وفي الشأن التونسي أعلن البرلمان العربي تضامنه ووقوفه التام مع الجمهورية التونسية في حربها على الإرهاب والجماعات الإرهابية، ودعمها في كل ما تتخذه من إجراءات للتصدي للعناصر الإرهابية المتطرفة، ويثمن الجهود التي تبذلها قوات الأمن التونسية لحماية أمن تونس والحفاظ على استقراره، كما جدد البرلمان التأكيد على دعمه الكامل لجمهورية مصر في مفاوضات سد النهضة، وفي جهودها التي تقوم بها في مواجهة قوى الإرهاب والتطرف، ويؤكد البرلمان دعمه ووقوفه إلى جانب جمهورية السودان لتحقيق تطلعات الشعب السوداني في الأمن والتنمية والاستقرار وتعزيز وحدته الوطنية.