تمضي المملكة قدماً لإضافة 300 ألف برميل يومياً من النفط الخام العربي المتوسـط من حقل المرجان النفطي البحري، والذي سيمكن الشركة ايضاً من إضافة 2,5 مليار قـدم مكعبـة قياسـية مـن الغـاز، بالإضافة إلـى 360 ألـف برميـل مـن غـاز الميثان وسوائل الغاز الطبيعي، في أكبر منطقة كثيفة الاستخدام للطاقة الممتدة من أعمال مصفاة رأس تنورة ومعمل البري والكبريت إلى موانئ الجبيل الصناعية ورأس الخير التعدينية وما بينهما من حقول النفط والغاز في واسط وكران والخرسانية والفاضلي إلى أقصى الشمال من الجبيل الصناعية حيث حقول السفانية والمرجان والظلوف والخفجي وتناقيب وغيرها والتي تشكل شريان الاقتصاد السعودي وقلبه النابض.
ويعـد برنامـج تطويـر حقـل المرجـان مشـروعا متكامًلا لتطويـر إنتـاج النفـط، والغـاز المصاحـب، والغـاز غيـر المصاحب، والغاز المتجمع أعلى المكامن، في هذا الحقل البحري الذي يعد أحد أكبر حقـول النفط والغاز البحرية في المملكة. ومـن خلال تعزيـز قدراتهـا فـي إنتـاج النفـط ومعالجـة ِّ الغـاز، ترسـخ أرامكـو السـعودية مكانتهـا كشـركة متكاملـة رائـدة فـي مجـال إمـدادات الطاقـة، وتسـتجيب للطلـب المتنامـي علـى النفـط والغـاز علـى المـدى البعيـد، وفـاء بالتزاماتها نحو العملاء الدوليين، والاستهلاك المحلي.
وفي جانب تخفيض الانبعاثات الكربونية، من جهة أخرى، سيمكن هذا البرنامج الشركة من تخفيض كثافة الانبعاثات الكربونية الناتجة عن اسـتخدام النفـط الخـام فـي مجـال إنتـاج الطاقـة، ممـا سـيدعم ِّ اسـتراتيجيتها في تخفيض الانبعاثات المحلية، بينما توفر الطاقة لمن يحتاجها في الوقت نفسه.
ووصـف نائـب الرئيـس لإدارة المشـاريع في شركة أرامكو، أ. فهـد الهلال، تلـك للحظـة التي تبدأ قطرات الإنتاج بالتاريخيـة، مشيراً إلـى جميـع المشـاريع العملاقة التـي صادفهـا فـي طريقة مـن الظهـران إلـى تناقيب والتي شيدت جميعهـا خلال الأعوام العشرة الماضيـة، بمـا فيهـا واسـط وكـران والخرسـانية ومنيفـة، بالإضافة إلى مرافق الشركة في رأس الخير والفاضلي. وقال الهلال إن برنامـج تطويـر حقـل المرجـان، الـذي يشـتمل على منشـآت إنتاج النفط ومعمل الغاز في تناقيب هو المشروع الأكبر، وجوهرة التاج. وأضـاف الهلال: بعـد عاميـن أو ثلاثة أعـوام مـن الآن سـتتغير هـذه المنطقـة بأكملها وأنا متأكد من أنها ستزدهر أكثـر، عندما نشيد هذه المرافق من أجل سكان المملكة العربية السعودية، مستذكراً وضـع أعضـاء الإدارة فـي أرامكـو السـعودية حجـر الأساس لمشـاريع النفـط والغـاز الجديـدة فـي تناقيـب، لينضمـوا بعـد ذلـك إلـى ممثليـن لأعمال الهندسـة والمشـتريات ومقاولـي الإنشاءات لتدشـين المشـروعين الجديدين في تناقيب.
وعند اكتمل أعماله، سيشـتمل برنامـج تطويـر حقـل المرجـان علـى معمل بحري جديد لفـرز الغاز من الزيت، بالإضافة إلى 27 منصة بحرية لحقن النفط والغاز والماء. ومـن أجـل التعامل مع الغـاز المصاحب من حقـل المرجان، ستنشئ أرامكو السـعودية معملاً جديدا للغـاز في تناقيب، لمعالجة الغاز وضغطه، واستخلاص سوائل الغاز الطبيعي وتجزئتهـا. إلـى جانـب ذلك، سـيجري تطوير مرفـق للتوليد المشـترك للطاقة، إضافة إلى مرفق لتحلية المياه، وشبكة خطوط أنابيب جديدة بطول 1300 كيلومتر. وقـال المديـر العـام لإدارة مشـاريع التنقيـب والإنتاج، أ. فهـد العمـاري اننا نشهد البدايـة الحقيقيـة لرحلتنـا، «وأنـا متأكـد تمامـا مـن أن هـذا المشـروع سـيكون أحد أفضل المشاريع، نظـراً للتحضيرات الضخمة والتخطيط، والتعاون الفاعل بين إدارة المشاريع والإدارات المسؤولة عن الأعمال، بالإضافة إلى المسـاندة من جميع دوائر أرامكو السعودية وشركائنا في الأعمال».
من جهته قـال مديـر إدارة مشـاريع معمـل الغـاز فـي تناقيـب، أ. حسـام الجلال، إن مقيـاس النجـاح فـي تنفيـذ برنامـج تطويـر حقـل المرجـان لا يقتصـر علـى بنـاء مرافـق الأعمال، بـل يتعـداه إلـى الالتزام بالأهداف الرئيسـة، بمـا فيها السلامة، وزيادة نسـبة المحتوى المحلي، والاستفادة مـن التقنيات الجديدة، والجودة العاليـة، والالتزام بالجدول الزمنـي، والتعـاون مـع الدوائـر المسـاندة وشـركائنا فـي العمل.