بالرغم من تداعيات «كورونا» الأكثر قسوة على صناعة النفط، فمن الطبيعي أن تتأثر تجارة كبرى الدول المنتجة للنفط وتتراجع، إلا أن الملفت أن الشحنات من المملكة إلى الصين قد زادت بنسبة 19 % عن العام الماضي إلى متوسط 1.48 مليون برميل في اليوم هذا العام.
وفيما يعتبر البعض أن زيادة نسبة الواردات السعودية البترولية للصين تمثل في الواقع الشهية الصينية للنفط بحكم كونها أكبر المستهلكين للطاقة في العالم، يرى آخرون الرغبة الصينية بالبناء المحكم للمخزونات الاستراتيجية الذكية التي تضمن بقاء اقتصادها في المنطقة المأمونة دوما في مختلف ظروف العالم المتقلبة والطارئة.
وتمثل الصين الآن ما يقرب من ربع صادرات المملكة، وساعدت هذه الشهية من الصين، والتي ترجع جزئيًا إلى بناء المخزونات التجارية والاستراتيجية، على تعويض التدفقات المتراجعة إلى البلدان الأخرى، بما في ذلك اليابان، حيث تواجه الصناعة تحديًا وجوديًا مع انخفاض التدفقات إلى اليابان بنسبة 18% حتى الآن في 2020 مقابل 2019.
إلى ذلك خفضت الصين معدل تشغيل المصافي في عام 2021 وسط نمو الطاقة الإنتاجية والطلب الفاتر. وقالت هان بينج، مديرة التسويق بقسم المبيعات في شركة بتروتشاينا، في حدث صناعي في شنغهاي، إنه من المرجح أن تخفض المصافي الصينية معدل الاستخدام في عام 2021 وسط طاقة التكرير المتزايدة ومنافذ المنتجات النفطية المحدودة في الخارج.
وعلى الرغم من الركود في الطلب بسبب الجائحة، فإن طاقة التكرير في الصين مستمرة في الارتفاع، حسبما قالت هان في مؤتمر الصين الدولي التاسع لتجارة النفط والغاز في 9 نوفمبر. وقالت مصادر في السوق منفصلة وبعيدا عن المؤتمر إن العديد من الاستثمارات تمت في وقت سابق ولا يمكن استبعادها رغم أن الطلب على بعض المنتجات النفطية سيبلغ ذروته في وقت أقرب من المتوقع.
وأظهرت بيانات ستاندرد آند بورز جلوبال بلاتس أنه من المتوقع أن تضيف البلاد 440 ألف برميل في اليوم أو 22 مليون طن متري سنوياً من السعة الجديدة، والتي من المقرر أن تدخل حيز التشغيل التجاري في عام 2021، بالإضافة إلى 260 ألف برميل في اليوم المتوقع طرحها على الإنترنت في عام 2020.
وقالت هان: «ومع ذلك، فإن طلب الصين على المنتجات النفطية في عام 2021 سوف يتعافى فقط إلى المستوى في عام 2019، بينما سيظل الطلب في الأسواق الخارجية أقل من عام 2019 بسبب الوباء المستمر». وأضافت «لن يكون لإمدادات المنتجات الإضافية مكان تذهب إليه، فيما يتعين على المصافي خفض معدل الاستخدام نتيجة لذلك». وتتوقع شركة بتروتشاينا أن ينخفض الطلب الواضح على منتجات النفط المحلية في الصين بنسبة 4.7% على أساس سنوي إلى 322 مليون طن متري في عام 2020، مع احتمال انخفاض الطلب على البنزين بنسبة 2.4%، ومن المتوقع أن ينخفض استهلاك البنزين بنسبة 1.1%، وأن ينخفض استهلاك وقود الطائرات بنسبة 28.9%. وقالت هان إنه بالإضافة إلى كوفيد -19، تراجع طلب الصين على منتجات النفط بشكل كبير بسبب تقلبات الطقس مثل الفيضانات الصيفية والأعاصير. وقالت: «لقد أثر ذلك بشدة على عملياتنا». وانعكاسًا لذلك، كانت مخزونات زيت الغاز في بتروتشاينا عند مستويات عالية تاريخيًا في الأشهر الأخيرة.