قال أنثوني سكاراموتشي، مستشار السياسات الاقتصادية الذي عمل في في غولدمان ساكس لـ”الرياض” أن السياسات السعودية واستثمارات صندوق الاستثمارات العامة السعودي جعلا السعودية رائدة في مجال الاستثمار في التقنيات المبتكرة مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية التي تعد ضرورية لمواجهة التحديات العديدة الناشئة عن جائحة COVID-19 في خطوة تعزز دور السعودية العالمي في أهم قطاعات المستقبل وتسرّع من تنفيذ الخطة الطموحة بعيدة المدى لتنويع الموارد بعيداً عن الوقود الأحفوري.
ويرى سكاراموتشي أن السعودية التي تستضيف قمة مجموعة العشرين تقدّم للمجتمع الدولي نموذج ممتاز حول تكييف الاقتصاد مع المتطلبات والحقائق الحديثة بالإضافة إلى أن السعودية قدمت واحدة من أروع وأنجح الأمثلة في العالم في طريقة استجابتها لوباء كوفيد – 19 وتضرب منذ أربع سنوات مثال رائع حول امكانية تحسين القيادة السليمة للدول من نمط ومستوى المعيشة للمواطنين.
ويشير سكاراموتشي إلى تكامل تحرّكات القيادة السعودية في السنوات الأخيرة، حيث ترتبط كل جزئية من جزئيات التحديث في السعودية ببعضها وتصب في صالح المواطن السعودي والاقتصادي السعودي على المديين القصير والبعيد، فالرياض اليوم تستعد لأن تصبح واحدة من أهم مدن العالم خلال العقد المقبل، وهذا يترافق مع رؤية متشعبة تعتمد على خلق بيئة وسياسة اقتصادية جاذبة لرؤوس الأموال ومختلف قطاعات الاستثمار بما في ذلك السياحة التي تحظى اليوم باهتمام خاص وطموح لايصالها الى أفضل المعايير العالمية.
ويضيف، هذا كله أمر ممكن وكان دائماً ممكناً إلا أن المبادرة والخطة موجودة الان، فالسعودية ونظراً إلى توازن النظام العالمي بين الغرب والشرق، تمتلك مكانة خاصة حيث تقع في نقطة استراتيجية جغرافياً وديموغرافياً ما يؤهلها لتكون بوابة تجارية وثقافية تزداد أهميتها مع الوقت، لافتاً إلى أهمية وإيجابية التغيير الذي يجري في السعودية في السنوات الاخيرة بينما لا يزال هناك تقصير من قبل الإعلام العالمي وفشل في عرضه كما هو.
ويشدّد سكاراموتشي، الذي عمل كمدير للاتصالات في البيت الأبيض في عهد الرئيس ترمب، ثم اختلف مع ترمب ليصبح من مناوئيه وأهم المروّجين لضرورة انتخاب جو بايدن، على أن الالتزام الأميركي تجاه المملكة العربية السعودية راسخ وقوي حيث تبقى السعودية حليف رئيسي لا غنى عنه لأميركا وأن المصلحة الأميركية تكمن في دعم النمو الاقتصادي والتحديث المجتمعي السعودي الذي يعتبر بارقة أمل للعلاقة والشرق الأوسط برمته.
ويتوقّع سكاراموتشي أن يحمل الهدوء السياسي في أميركا هدوءاً للعلاقة بين البلدين ومجال أكبر للتركيز على التعاون المشترك في مجالات هامة مثل الابتكارات العلمية والذكاء الاصطناعي والاستدامة البيئية، مشيراً إلى الجهود الجبارة والمثمرة التي تقودها صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر سفيرة السعودية في واشنطن التي تستمر في البناء على العلاقة التاريخية الإيجابية بين البلدين.