أكد الدكتور علي بوخمسين الرئيس التنفيذي لمركز التنمية والتطوير للاستشارات الاقتصادية والإدارية، أن أهمية القمة الحالية لدول العشرين تأتي من كونها تمثل الاقتصادات الأكبر في العالم والتي تضم قرابة ثلثي سكان العالم، و80 % من حجم التجارة العالمية، ولكن وصف هذه القمة التي ترأسها المملكة العربية السعودية بالاستثنائية ليس لهذا فحسب بل لأنها تأتي في ظل ظروف استثنائية، حيث يمر العالم أجمع بأزمة كوفيد 2019 الذي شل اقتصاد العالم وفرض متغيرات جديدة على الساحة الدولية لم تشهدها دول العالم سابقاً من ظروف الإغلاق وحظر السفر الدولي، وتأثر قطاعات الإنتاج، والخدمات، والسياحة، والطيران، والنفط، وغيرها، وتسبب في إرباك هائل بالاقتصاد العالمي نتج عنه خسائر بالترليونات في مختلف اقتصادات الدول الكبرى والصغرى.
وتابع د. علي في تصريح لـ»الرياض»: من هنا جاءت هذه القمة لتكون بمثابة نافذة الأمل الذي قد تشرق منه شمس الحلول المرتقبة للكثير من القضايا الدولية العالقة فضلاً عن معالجة آثار الكورونا وما سببته من إرباك للدول الغنية فضلاً عن الدول الفقيرة، من هنا جاءت مخرجات القمة التي تم التوصل إليها من خلال عمل ثماني مجموعات تواصل مكونة من منظمات مختلفة من دول المجموعة لدراسة المشاكل والتحديات، وطرح التوصيات والحلول خلال اجتماعات سبقت القمة خلال العام الجاري، وهذه المخرجات تمثل النتائج التي تم إقرارها ومن ثم ترفع كتوصيات يعتمدها قادة الدول العشرين لتصدر كتوصيات نهائية تمثل مخرجات القمة، وتتكون مجموعات التواصل الثماني من كل من: «مجموعة الفكر (T20)، ومجموعة الأعمال (B20)، ومجموعة الشباب (Y20)، ومجموعة المجتمع المدني (C20)، ومجموعة المرأة (W20)، ومجموعة العمال (L20)، ومجموعة العلوم (S20)، ومجموعة المجتمع الحضري (U20)».
وتطرق قادة المجموعة إلى معالجة قضايا من شأنها أن تمهد الطريق نحو تعافٍ أكثر شمولية واستدامة ومتانة، ووضع الأسس لمستقبل أفضل، ومن المفترض أن تجد مجموعة العشرين برئاسة السعودية خلال جدول أعمال القمة حلولاً ناجعة لكيفية استعادة الاقتصاد العالمي للنمو والحماية من آثار جائحة «كورونا» على جميع جوانب الحياة تتصدرها الرعاية الصحية وحماية حياة الإنسان، بينما تكون دول المجموعة قد خصصت 11 تريليون دولار لضمان استدامة الاقتصادات، ومن المعلوم أن قمة العشرين طوال تاريخها وخلال الدورات الـ14 السابقة، لم تواجه مرحلة صعبة واستثنائية كما تواجه الدورة الحالية التي تستضيفها السعودية 2020، حيث أدى انتشار جائحة كورونا (كوفيد – 19) إلى إعلان غالبية دول العالم حالة الطوارئ، وتأثر اقتصاداتها بفعل إجراءات الإغلاق.
وكما شهدنا فإن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في كلمته الافتتاحية أكد أن أولوية مجموعة العشرين القصوى والآنيّة هي مكافحة الجائحة وتبعاتها الصحية والاجتماعية والاقتصادية، مشيراً إلى أن حماية الأرواح والحفاظ على الوظائف وركائز المعيشة تأتي في مقدمة اهتمامات قادة العشرين، وبطبيعة الحال فإن الأثر الأكبر الذي ترك بصمته على مؤتمر القمة وكلمات القادة كان حول تداعيات الجائحة والحلول العملية المطروحة للتعافي من آثارها الاقتصادية والصحية والاجتماعية المتداخلة على مستوى جميع دول العالم، كما تبحث القمة أيضاً في أجندتها عدداً من أهم القضايا المالية والاقتصادية أبرزها: دعم نمو الاقتصاد العالمي، وتعزيز أهداف التنمية المستدامة، ورقمنة الاقتصاد العالمي، والاهتمام بالعنصر البشري في العالم عبر التركيز على خلق فرص عمل حقيقية، وتحقيق الأمن الغذائي، والطاقة، إضافة الى بعض الملفات المحورية الأخرى التي تتعلق بالصحة والتعليم والشباب، والتغير المناخي. وعبر بوخمسين عن اعتقاده بأن أهم منجزات هذه القمة هو التزام مجموعة العشرين تقديم 21 مليار دولار للتصدي لآثار كورونا اقتصادياً وطبياً، إلى جانب توفير نحو 14 مليار دولار لتخفيف أعباء الديون عن الدول الأقل تقدماً والأكثر فقراً بهدف دعم أنظمتها الصحية وبرامجها الاجتماعية، وهي في مجملها التزامات ضخمة غير مسبوقة تعكس حجم الثقة الكبيرة التي نجحت المملكة العربية السعودية في الوصول إليها كمخرجات عملية ملموسة سيكون لها تأثير كبير على معظم دول العالم لا سيما الدول الفقيرة.