أبدى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، تشاؤما إزاء إمكانية تنفيذ الإصلاحات الأساسية المطلوبة للنهوض بالاقتصاد اللبناني الذي يُعاني تدهورا كبيرا، مشيرا إلى أن لا إصلاحات تُرجى مع وجود المجموعة الممسكة حاليا بزمام السلطة في لبنان.
جاء ذلك خلال استقبال رئيس حزب القوات اللبنانية، للمنسقة المقيمة للأمم المتحدة لدى لبنان نجاة رشدي، حيث جرى التباحث في الأوضاع التي تشهدها البلاد، لا سيما الشئون المعيشية والإنسانية في ضوء الأزمة الاقتصادية والمالية التي يمر بها لبنان وتداعيات انفجار ميناء بيروت البحري.
واعتبر جعجع أنه في ظل غياب الإصلاحات، فإن الأمر الوحيد المفيد في هذا الوقت هو العمل على توفير “المزيد من المساعدات الإنسانية المباشرة للبنانيين”.. مشيرا إلى أن أكثر من نصف الشعب اللبناني أصبح في حالة فقر، الأمر الذي عقّبت عليه المنسقة الأممية بتأكيد بذل كل جهد ممكن على هذا الصعيد.
ويمسك فريق قوى الـ 8 من آذار السياسية التي يتزعمها حزب الله إلى جانب حركة أمل والتيار الوطني الحر وحلفاء لهم، بالحكم في لبنان، كما أنها تحوز الأغلبية النيابية داخل البرلمان.
ويشهد لبنان أزمات مالية واقتصادية ونقدية ومعيشية على نحو غير مسبوق في تاريخ البلاد، أدت إلى انهيار العملة الوطنية وتدني قيمتها الشرائية وتراجع شديد في حركة الأنشطة التجارية والأعمال، فضلا عن التدهور الشديد في الخدمات العامة.
وأصدر البنك الدولي قبل أيام قليلة تقريرا تناول فيه الوضع داخل لبنان، مشيرا إلى تراجع الناتج المحلي الإجمالي إلى (-) 2ر19% هذا العام، وزيادة معدلات التضخم بشكل كبير تجاوزت حد الـ 100% ، وتوقف تدفق رؤوس الأموال الوافدة، واستنفاد احتياطي العملات الأجنبية لدى البنك المركزي.
ورجّح البنك الدولي استمرار تفاقم معدلات الفقر في لبنان لتغطي أكثر من نصف عدد السكان، لاسيما مع انكماش نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي وارتفاع التضخم، فضلا عن فقدان فرص العمل المنتجة، وانخفاض القوة الشرائية الحقيقية، وتوقف التحويلات الدولية.