تحتفي مكتبة الملك عبدالعزيز العامة غد باليوم العالمي للغة العربية، وذلك بالإعلان عن أسماء الفائزين بجوائز مسابقة الخط العربي، التي نظمتها المكتبة خلال الأشهر الماضية .
ويأتي ذلك اتساقا مع ما يمثله الخط العربي من صورة تشكيلية وفنية بحروفه وطريقة كتابته للأبجدية العربية، حيث يتشكل بجماليات متعددة وما يمثله من أهمية واتصال وثيق باللغة العربية ، وما يزخر به من تاريخ مديد وتنوعات في هندسته ورسومه، وفنونه الحروفية التشكيلية، وإيمانا بقدرة الخط العربي على الظهور أكثر من خلال إبداع الخطاطين كقيمة جمالية للحرف العربي عبر أنواع الخطوط المتعددة .
وتبلغ جوائز المسابقة أكثر من 80 ألف ريال في فروعها الثلاثة: فرع خط الثلث، وخط النسخ، والخط الديواني ، وقد شارك في المسابقة (186) مشاركا من 14 مدينة ومحافظة بالمملكة العربية السعودية، وقد تم ترشيح (77) عملا في كل المجالات للفرزالنهائي، وفاز (17) عملا من هذه الأعمال، حيث يتم إعلان التفاصيل كاملة في اليوم العالمي للغة العربية الذي يصادق الـ 18 من ديسمبر من كل عام .
وكانت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة قد نظمت المسابقة أيضا مواكبة لإطلاق وزارة الثقافة العام 2020م عامًا للخط العربي ، واعتزازًا بهذا الفن الخالد ورغبة في تسليط الضوء على فن الخط العربي الأصيل وترسيخه لدى جميع أفراد المجتمع ورفعه للذائقة الجمالية لدى الأجيال الناشئة من خلال مشاهد تنضح بالذوق الرفيع، وتشجيعا للمواهب المبدعة والكفاءات المهتمة بالخط العربي بمختلف أشكاله ومستوياته .
وقد تضمنت شروط المسابقة أن تكون الأدوات المستخدمة في إنتاج اللوحة الورق المقهر فاتح اللون بمقاس 50-70 سم أو مقاس 40-60سم، والحبر الأسود والأدوات التقليدية، وللمشارك الحرية في استخدام الورقة بشكل أفقي أو عمودي، ودون زخرفة، أو إضافة تجميلية، أو تعديل ببرامج الحاسوب، ويحق للجنة حق حجب الجوائز، ومناصفتها، واستبعاد الأعمال المشتملة على الأخطاء الإملائية، ويمنع على الخطاط وضع اسمه أو توقيعه على الورقة، وقد تم تقييم الأعمال عبر لجنة التحكيم المكلفة بتحكيم المسابقة بناء على الالتزام بقواعد الخط المتبعة، وتوزيع العمل داخل النص، وحسن الإخراج الفني، وما يتطلبه هذا النوع من الفن من تركيز وإثراء جماليات الحروف من حيث أبعادها وسماكتها، وتناسقها على امتداد اللوحة المكتوبة.
يذكر أن الأمم المتحدة عبر منظمة اليونسكو تحتفي باليوم العالمي للغة العربية في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام ميلادي، وتُعد اللغة العربية -كما جاء بموقع الأمم المتحدة على الشبكة العنكبوتية- ركناً من أركان التنوع الثقافي للبشرية، وهي إحدى اللغات الأكثر انتشاراً واستخداماً في العالم، إذ يتكلمها يومياً ما يزيد على 400 مليون نسمة من سكان المعمورة .
وتتيح اللغة العربية الدخول إلى عالم زاخر بالتنوع بجميع أشكاله وصوره، ومنها تنوع الأصول والمشارب والمعتقدات، كما أنها أبدعت بمختلف أشكالها وأساليبها الشفهية والمكتوبة والفصيحة والعامية، ومختلف خطوطها وفنونها النثرية والشعرية، آيات جمالية رائعة تأسر القلوب وتخلب الألباب في ميادين متنوعة تضم على سبيل المثال لا الحصر الهندسة والشعر والفلسفة والغناء .
وسادت العربية لقرون طويلة من تاريخها بوصفها لغة السياسة والعلم والأدب، فأثرت تأثيرًا مباشرًا أو غير مباشر في كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي مثل: التركية والفارسية والكردية والأوردية والماليزية والإندونيسية والألبانية وبعض اللغات الأفريقية الأخرى مثل: الهاوسا والسواحيلية، وبعض اللغات الأوروبية وخاصةً المتوسطية منها كالإسبانية والبرتغالية والمالطية والصقلية.
وفضلا عن ذلك مثّلت حافزاً إلى إنتاج المعارف ونشرها، وساعدت على نقل المعارف العلمية والفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا في عصر النهضة، كما أتاحت إقامة الحوار بين الثقافات على طول المسالك البرية والبحرية لطريق الحرير من سواحل الهند إلى القرن الأفريقي.