نشرت صحيفة واشنطن بوست، مقتطفات من كتاب يكشف عن تعاون عالم سورى بارز مع السى أي إيه فى كشف أسرار برنامج الأسلحة الكيماوية. الكتاب الذى يحمل عنوان: “الخط الأحمر: تفكك سوريا وسباق أمريكا لتدمير أخطر ترسانة فى العالم”، ألفه الصحفى بواشنطن بوست جوبى واريك ويتناول قصة الأسلحة الكيماوية فى سوريا.
وقالت الصحيفة إن هذا العالم، الذى عرف فى الكتاب باسم “أيمن” كان معروفا لدى الخدمة السرية للسى اى أيه باسم “الكيميائى”، ولم يعرف اسمه الحقيقى سوى عدد قليل من العاملين فى وكالة الاستخبارات الأمريكية. وكان هذ العالم المرموق فى وضع مثالى للعمل فى التجسس، حيث عمل فى وظيفة تمنحه امتيازات لا تمنح للسوريين العاديين، بما فى ذلك مجال واسع للسفر واللقاء مع الأجانب فى الأسواق المزدحمة والمقاهى المبيئة بالدخان فى المدينة القديمة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا العالم قضى بداية حياته فى الولايات المتحدة قبل أن يعود إلى وطنه ويصبح خبيرا فى صنع المواد الكيماوية المصممة لقتل البشر، مشيرة إلى انه هو من عرض التعاون مع السى أي إيه. وكان فخورا جدا بعمله لدرجة أن المحللين بالوكالة شكوا أحيانا أن عمله فى التجسس لم يكن مدفوعا بكراهية النظام او الجشع بقدر ما كان مدفوعا بالتباهى.
وحدث أول اتصال فى مؤتمر علمى فى أوروبا حين طلب من صديق أن يقدم ملاحظة طويلة لأمريكى فى أقرب سفارة أمريكية، ومرت أشهر طويلة قبل أن يتواصل معه السى اى إيه، لكنه لم يندهش عندما اقترب شخص غريب منه بعد واحدة من محاضراته المسائية فى جامعة دمشق.
ويكشف كتاب “الخط الأحمر” الصادر حديثا” أن مسئولى السى أي إيه خشوا عند اندلاع الحرب الأهلية فى سوريا من ان تفقد دمشق السيطرة على مخزونها من غاز السارين وغازات الأعصاب وتعززت هذه المخاوف بتقارير سرية على مدار أكثر من 14 عاما لوكالة السى أي إيه من قبل العالم الذى يعتبر من أكبر العلماء العسكريين فى سوريا.