عقدت جامعة الدول العربية، اليوم الأربعاء، مائدة مستديرة، مع حكومة اليابان وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى، بشأن السياسات حول أهمية التحول الرقمي لبناء مستقبل أفضل في المنطقة العربية لما بعد كورونا، وذلك عبر تقنية الفيديو كونفرنس.
وافتتحت المائدة المستديرة الشبكة الرقمية الجديدة والمعدات الخاصة بها في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة. وإظهاراً لوفاء المنظمة الإقليمية بتعهدها بالشروع في التحول الرقمي، شملت مبادرة التحديث الرقمي إصلاحاً كاملاً للبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات في مقر الأمانة العامة، فضلاً عن تدريب الدبلوماسيين لدى جامعة الدول العربية على الاستخدام الفعَّال لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مكان العمل.
ومن جانبه، صرح السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية قائلاً “يتزايد الإدراك بأن التحول الرقمي أصبح لا غنى عنه، وخاصة في ظل تفشى جائحة كوفيد-19. وتعمل جامعة الدول العربية حالياً بالتعاون مع شركائها (الإسكوا، والاتحاد الدولي للاتصالات، والمنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات) على تحديث الإستراتيجية العربية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للفترة 2022–2026 وتنفيذها. كما تتعاون جامعة الدول العربية مع الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي لتنفيذ “الإستراتيجية العربية للاقتصاد الرقمي”، ومع الإسكوا بشأن إطار عمل الأجندة الرقمية العربية لعام 2030. وأردف قائلاً “إن جامعة الدول العربية تعمل أيضاً على تطوير ورفع كفاءة البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات في الأمانة العامة حتى تتمكن من مواكبة التحول الرقمي العالمي”، حيث انتهت جامعة الدول العربية مؤخراً من تنفيذ أعمال تجديد البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات المدعومة من قِبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي واليابان، والتي سوف تتيح للأمانة العامة بالعمل على نحو أكثر كفاءة.
وصرحت السيدة خليدة بوزار، الأمين العام المساعد ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قائلة “إن أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) أكدت على الحاجة الملحة للشروع في تحول رقمي شامل في شتى أرجاء المنطقة العربية”. وأردفت قائلة “إن جامعة الدول العربية قدمت مثالاً رائعاً للقيادة في هذا المجال، حيث تمضي قدماً في رقمنة جميع أعمالها وعملياتها بدعم مقدّم من الحكومة اليابانية. ويسر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن تتاح له فرصة تيسير هذا التحول”.
ومع تزايد أهمية الأدوات الرقمية بشكل كبير بسبب تفشي الوباء، أظهرت المائدة المستديرة، التي عُقدت على نحو افتراضي، رغبة المنطقة الملحة وشعورها بضرورة التوجه نحو الرقمنة والتطرق إلى الفرص والتحديات المحتملة التي قد تواجهها في المستقبل. كما ناقشت المائدة المستديرة – بشكل خاص – تحديات الفجوات الرقمية الآخذة في الازدياد، ومخاطر الأمن السيبراني، ومدى أهمية الدعم والتنسيق الإقليمي والدولي لمواجهة هذه التحديات.
ومن جانبه، صرح السفير ماساكي نوكي، سفير اليابان لدى القاهرة أنه “يمكن أن يؤدي التحول الرقمي إلى زيادة القيمة المضافة للخدمات في العديد من المجالات، بما في ذلك الصحة، والرفاهية والتعليم، وخاصة في مرحلة ما بعد كوفيد-19، وتحاول اليابان استخدام الأدوات الرقمية لزيادة فعالية مشاريع الدعم التي تقدّمها في المنطقة العربية. ومن ناحية أخرى، ينبغي أن نكون على دراية بمخاطر التكنولوجيا الرقمية، ولا سيمّا الهجمات الإلكترونية، فضلاً عن استغلال نقاط ضعف الأمن السيبراني”، وأضاف موضحاً الثلاث ركائز الأساسية لإستراتيجية الأمن السيبراني في اليابان وهي “تعزيز سيادة القانون”، و”تعزيز تدابير بناء الثقة” و”التعاون من أجل بناء القدرات”.
وتعتبر المائدة المستديرة – التي عُقدت على نحو افتراضي اليوم – الرابعة في سلسلة الحوار رفيع المستوى، والتي شارك في استضافتها الشراكة الثلاثية منذ عام 2019، والتي بدأت بعد اختتام الحوار السياسي العربي الياباني الأول بنجاح، والذي عُقد في سبتمبر 2017. وتهدف سلسلة اجتماعات المائدة المستديرة إلى تعزيز أواصر التعاون بين اليابان والدول العربية وإنشاء منصة حوار بشأن السياسات تتضمن الأولويات والشواغل المتعلقة بالتنمية ذات الاهتمام المشترك في المنطقة.