صدر إعلان مشترك من دولة الإمارات والولايات المتحدة عن التزامهما بالعمل سوياً لمواجهة تداعيات التغير المناخي، وذلك على هامش الحوار الإقليمي للتغير المناخي الذي استضافته أبوظبى، ليسطر الصفحة الأولى من حقبة جديدة من التعاون في المنطقة ضمن الجهد العالمى لإنقاذ كوكب الأرض وسكانه، وفق صحيفة الرؤية الإماراتية.
لم يقتصر الإعلان المشترك على الحديث عن الجهد الحكومي بين البلدين، وإنما فتح الباب على مصراعيه أمام شركات القطاع الخاص من خلال تشجيع الاستثمارات ودعم التقنيات المبتكرة لتخفيف تداعيات التغير المناخي والتكيف معه، وأيضاً خلْق فرصٍ اقتصادية في مجال التصدي لتحديات التغير المناخي.
يتوافق هذا الإعلان مع ما عبر عنه الرئيس الأمريكي جو بايدن من رؤية شمولية إنسانية حين أعلن أواخر مارس الماضي عزمه عقد مؤتمر دولي لمتابعة أحوال المناخ العالمي المقلق والمضطرب وتنسيق الجهود، لا سيما بعد أن باتت التوقعات سلبية، إن لم تبادر البشرية إلى تغيير الكثير من أنماطها وسلوكها تجاه أمنا الأرض.
يلفت الانتباه في المؤتمر العالمي الذي يدعو إليه الرئيس بايدن، أنه يتجاوز الخلافات السياسية، وقضايا الصراع القطبي، فقد كانت الدعوات الأولى من نصيب القيصر الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الصيني شي جين بينغ، ما يعنى أن الإشكال يهم الخليقة برمتها، ويقفز فوق أى خلافات ثنائية أو ثلاثية.
ومن المنتظر أن يشارك في تلك القمة التي ستعقد في الثاني والعشرين، والثالث والعشرين من أبريل الجاري، نحو 40 زعيماً من رؤساء وقادة العالم، وفي مواكبة ليوم الأرض، وقبل الاجتماع الكبير للأمم المتحدة المقرر انعقاده في نوفمبر في غلاسكو باسكتلندا.
وتعني دعوة بايدن أن أكبر اقتصاد عالمي، وثاني أكبر دولة ملوثة بثاني أكسيد الكربون، باتت منضوية تحت راية اتفاقية باريس للمناخ، الأمر الذي يشجع ولا شك الصين بدورها، والتي تعد الملوث الأول للمناخ عالمياً، من جراء استخدامها للفحم الكربوني كمولد للطاقة، في السعي على نفس المسار في محاولة لإعادة ضبط أحوال الكوكب المضطرب.
في بيان البيت الأبيض الخاص بهذه القمة، نجد أن أحد الأهداف الأساسية لها، تنشيط جهود الحفاظ على هدف ألا يتجاوز ارتفاع درجة حرارة الكوكب أكثر من درجة ونصف مئوية.
وفي الوقت عينه كانت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تؤكد على أن عام 2020 كان من بين آخر ثلاث سنوات (بالإضافة إلى 2016 و2019 )، الأشد حرارة منذ بدء تسجيل الأرصاد الجوية قبل 140 عاماً، موضحة أن الفارق بين الأعوام الثلاثة ضئيل جداً.
تظهر إحصائيات الأمم المتحدة أن كل عقد منذ ثمانينات القرن الماضي تجاوز السابق حرارة، الأمر الذي دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لأن يشدد على أن هذه الإحصائيات تمثل «مؤشراً صارخاً على استمرار تغير المناخ دون هوادة»، ومحذراً من أن هذه الظاهرة “تدمر الحياة وسبل العيش في العالم.