وكالات أممية تحذر من أزمة إنسانية في السودان
حذرت وكالات الأمم المتحدة من أزمة إنسانية في السودان حيث يحتاج ما لا يقل عن 24 مليون شخص (أكثر من نصف السكان) إلى المساعدات، وأن الغالبية يواجهون الجوع الشديد منهم 6 ملايين على شفا المجاعة، فيما يحتاج نحو 14 مليون طفل إلى مساعدات إنسانية وأن 3 ملايين طفل سوداني دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية.
وقال ممثلو منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف”، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية “أوتشا”، إن نحو 4 ملايين شخص نزحوا من منازلهم بحثًا عن الأمان إلى دول الجوار، مشيرين إلى أن الأمم المتحدة و93 شريكا في المجال الإنساني يقدمون المساعدات أينما أمكنهم ذلك.
وقال تيد شيبان نائب المدير التنفيذي لـ”يونيسيف” للعمل الإنساني والإمدادات، إن الأطفال في السودان يقتلون ويصابون ويختطفون، بالإضافة إلى تجنيدهم من جانب الجماعات المسلحة، وأنهم وقعوا ضحية للعنف العرقي، في الوقت الذي تتعرض فيه المدارس والمستشفيات للتدمير والنهب، منوهًا بأن 70 ألف طفل تعرضوا لخطر سوء التغذية الحاد والوفيات، فضلًا عن خطر تفشي الأمراض بسبب عدم حصول نحو 1.7 مليون طفل على التطعيمات الضرورية.
وأضاف أن في ولاية النيل الأبيض هناك إصابات بالإسهال المائي الحاد والحصبة وسوء التغذية، ويجب احتواء ذلك تمامًا لأنه بخلاف ذلك تكون العواقب وخيمة.
بدورها، استعرضت إديم ووسورنو، مديرة قسم العمليات بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية، جهود الأمم المتحدة وشركائها في المجال الإنساني لتقديم المساعدات والوصول إلى مناطق يصعب الوصول إليها، مشيرة إلى نقل الشاحنات من بورتسودان إلى دارفور، وذلك من خلال التحدث إلى أطراف النزاع للسماح بنقل البضائع قدر الإمكان.
وأضافت أن مكتب تنسيق الشئون الإنسانية نجح في تسهيل حركة نحو 780 شاحنة تحمل 35 ألف طن من مواد الإغاثة منذ اندلاع القتال في منتصف أبريل الماضي، لافتة إلى جهود المفاوضات المكثفة لإنجاح عمليات الإغاثة وضمان عدم سقوط المزيد من القتلى من المدنيين أو عمال الإغاثة الذين قُتل منهم 18 فردا حتى الآن.
وتفيد الإحصاءات بأن نحو 3.9 ملايين شخص فروا من منازلهم في السودان، منهم 3 ملايين إلى ولايات أخرى بعد اندلاع الصراع بين القوات المسلحة السودانية وميليشيات الدعم السريع.
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية، أنه رغم تعرض إقليم غرب دارفور لهجمات شديدة من قبل أفراد قوات الدعم السريع، إلا أن الإقليم يستضيف حاليًا نحو 119 ألفًا و500 نازح في 9 مواقع.
وعن وضع اللاجئين في تشاد، تقوم السلطات المحلية ومفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين بتوفير المأوى في مخيمات اللاجئين القائمة وإنشاء مخيمات جديدة، إلا أن نحو 4 آلاف أسرة تعيش في العراء في مخيم تانجي نظرا لتكدس خيام اللاجئين الجدد، وذلك مع استمرار تدفق الفارين يوميًا.
ووفقا للمنظمة الدولية للهجرة بلغ عدد العابرين من دارفور إلى تشاد منذ نهاية أبريل الماضي أكثر من 350 ألفً شخص.
وتستكمل تشاد بناء مخيم “أركوم” لاستقبال اللاجئين من مواقع الإيواء المكتظة بالقرب من “أدري”، فيما قررت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنشاء مخيم جديد في منطقة تينجوري لترحيل اللاجئين من “أدري”، في ظل تزايد أعداد اللاجئين السودانيين الذين يصلون يوميا إلى شرق البلاد.
وأفادت مصادر إعلام محلية في تشاد بأن الفارين من العنف في غرب دارفور إلى شرق تشاد يعانون من ظروف قاسية، بما في ذلك نقص الغذاء وعدم كفاية مواد الإيواء، وسط هطول أمطار غزيرة؛ مما أدى لوفاة ما لا يقل عن 65 طفلاً بسبب سوء التغذية.
وفي ولاية النيل الأبيض، رصدت المنظمة الدولية للهجرة وصول أكثر من 272 ألفا و300 شخص، فروا من عمليات القتال في ولاية الخرطوم يقيم أكثر من نصفهم مع ذويهم، فيما يعيش 30% منهم في مخيمات، و9.8% في مساكن مستأجرة، والباقي في مدارس أو مبان عامة أو في مناطق مفتوحة، فيما تبلغ الملاجئ المؤقتة في الولاية 83 ملجأ.
وأدى هطول الأمطار وانهيار العديد من المراحيض في الملاجئ، إلى تكاثر البعوض والذباب الذي ينشر الأمراض، فضلًا عن تسجيل عدد كبير من لدغات الثعابين، فيما تقوم غرفة الطوارئ بإعداد عدد من المدارس الثانوية كملاجئ بديلة عن مباني المدارس الابتدائية التي تضررت جراء الأمطار، كما يعاني اللاجئون من نقص الأدوية ووسائل الوقاية من البعوض وغياب أي آلية لمكافحة الأوبئة، بما يهدد بكارثة صحية إذا لم تتدخل الجهات المعنية بشكل عاجل.
روابط ذات صلة
وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الوزاري بشأن الأوضاع في السودان
وعلى الجانب الآخر، يعاني أعضاء المنظمات والوكالات الإنسانية، وفق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بسبب انعدام الأمن والعوائق البيروقراطية ونهب المباني والمستودعات الإنسانية في جميع أنحاء البلاد، ليصل إجمالي عدد الوفيات لما لا يقل عن 18 من عمال الإغاثة، وجرح أو احتجاز آخرين، فيما تعرضت منشآت الرعاية الصحية إلى 53 هجوما نتج عنها 11 حالة وفاة و38 إصابة، وفقًا لنظام مراقبة الهجمات على مقدمي الرعاية الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية.