ابعاد الخفجى-محليات:شرع المركز الوطني للقياس والتقويم في بادرة جديدة تعد الأولى من نوعها لحفظ وتعزيز مكانة اللغة العربية بين نظيراتها من اللغات الأخرى والارتقاء بها إلى الاعتماد الدولي والتخاطب بها على مستوى الشعوب والحكومات، إلى تطبيق اختبار جديد لقياس مدى إجادة اللغة العربية لغير الناطقين بها.
ويعد الاختبار الذي يعتزم المركز الوطني للقياس والتقويم تطبيقه مشابها لبعض الاختبارات العالمية المقدمة للغة الانجليزية، وسط توقعات بأن تجد الخطوة الجديدة قبولاً كبيراً بين الأوساط المحلية والدولية, يأتي ذلك في الوقت الذي بدأت «اللغة الانجليزية» تسيطر فيه على المشهد العالمي خلال السنوات الأخيرة.
وعقد «قياس» البارحة الأولى ندوة تحمل عنوان: «البرامج الدولية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها وقياس مخرجاتها» في العاصمة, تستمر لمدة يومين، في خطوة من شأنها تطوير الأدوات المستخدمة لعقد اختبارات قياس اللغة العربية لغير الناطقين بها.
واتفق المشاركون في الندوة على أن اختبارات تحديد المستوى ستساهم بشكل كبير في دعم اللغة العربية على الصعيد العالمي، حيث ستكون هناك رغبة أكبر للتعلم حتى يتم اجتياز الاختبار، وهو ما يشابه اختبارات التوفل الانجليزي.
من جهته، أوضح إبراهيم الرشيد مدير إدارة العلاقات والإعلام والاتصال في المركز الوطني للقياس والتقويم «قياس»، أن الهدف الرئيس من هذه الندوة دعم مقياس «اختبار اللغة العربية المُقنّن لغير الناطقين بها» والتعريف به عالميًا, مبيناً أن الندوة تأتي ضمن مساهمة مركز القياس في تلبية أحد احتياجات اللغة العربية ضمن الجهود المبذولة في تدريسها لغير الناطقين بها».
وأضاف: «سيجمع فيها عدد من الكليات والأقسام والمعاهد المعروفة عالمياً والتي جمعت همها وهِمَّتها لتعليم اللغة العربية ليستمع بعضها إلى بعض ويتم تبادل الخبرات والتجارب، ويشاركهم المركز في ذلك مضيفًا إليها تجربته في تطوير «اختبار اللغة العربية المقنَّن لغير الناطقين بها».
وأشار إلى أن اللجان العلمية رجحت أنه من أفضل سبل تحقيق هذا الهدف دعوة الأطراف المعنية بتعليم اللغة العربية لغير أهلها للتعريف بجهود كل طرف، واستفادة كل واحد من خبرة الآخر في مجال اختصاصه» لافتاً إلى أن الطرف الأول تمثله كليات اللغة العربية والدراسات الإسلامية وأقسام اللغة العربية والمعاهد الدولية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.
وأضاف: «هذه الهيئات التعليمية تدرس طلابها اللغة العربية من أجل تحقيق مستوى معين من الكفاية في المهارات اللغوية الأساسية، أما الطرف الثاني فهو مركز القياس الذي يتمثَّل دوره في قياس ما تحقَّق من هذه الكفايات لدى الدارسين في هذه البرامج».
يذكر أن مركز «قياس» بذل في أثناء مراحل تطوير هذا المقياس جهده في الالتزام بالمعايير والمواصفات التي تؤهله لأن يكون مقياسًا عالميًا، ويطمح في أن يسمع من المختصين في تعليم اللغة العربية لغير أهلها آراءهم ويتدارس السبل الكفيلة بنشره وتكييفه لاحتياجات برامج اللغة العربية حول العالم.
على صعيد آخر أشار الدكتور يوسف سراج عميد كلية الدراسات الشرقية في جامعة سيان للدراسات الدولية، إلى أن هذا العصر شهد انتقال تعليم اللغة العربية من المدارس الأهلية إلى المعاهد والجامعات الحكومية في أواسط القرن العشرين, مشيراً إلى أنه في بداية القرن العشرين، ظهرت العديد من المعاهد والجامعات الحكومية التي تتسابق في فتح الأقسام الخاصة لتعليم اللغة العربية ودراسات الحضارة الإسلامية.
وأضاف: «القرن العشرون من أهم العصور في تاريخ تطور تعليم اللغة العربية في الصين، ومن خلال هذا القرن حدث انتقال كبير وقفزة عالية في تعليم اللغة العربية بالصين وتم الارتقاء بمستوى تعليمها».