هون عليك يا عقلي فالمفترض بك أن تكون عاقلا، ولا تنجر وراء الظنون فقد تتهم بالخرف والجنون ممن لا يقبلون غير صدى صوت عقولهم المتصلبة ، وقد تفقد مصداقيتك عندي وانا اقرب الناس لك ،لقد جعلتني في حيرة من أمري أأضحك أم أبكي ، ما تقوله يدعو الى الضحك لكنه في واقعه بحر من البكاء على شفاه تبتسم.
لم اكن اتوقع أنك تحتوي ذلك الكم الهائل من المعرفة المغلوطة، فتجعلني أضحك حتى الصرع ضحكا ممزوجا بالبكاء حتى الاغماء في دهشة مما يدور داخلك ، لقد أصبحت مزعجا بإيحاءاتك التي تزيدني ألما فكأنك تحملني مسئولية ما يجري.
أحيانا لا أفهمك فقد أقنعتني بأني بلا هوية ، نعم انا كذلك أنا بلا هوية مع انني احمل جنسية وأنتمي الى هذه الأرض فهل أدركت أيها العقل ما انا فيه وتجاوزته أم لعلك تجاهلته وترغب في ان تخفيه.
ما كان يقبله العقل ويتفاعل معه في السابق لم يعد مقنعا الآن ، لأن العقول تغيرت واستنارت ولم يعد ينطلي عليها مشهد الشيطان يخرج من بركان في ثوب انسان متقمصا شكل عذراء جميلة في لباس العفة والطهارة تملأ المكان بضحكاتها و توزع ابتساماتها على أهل الأرض في محاولة منها لإقناعهم بأن عصرهم العصر الذهبي.
عذرا أيها العقل كوني لا أفهمك لا يعني أن تستغل عدم قدرتي على مجاراتك ومحاورتك فأنت تتفوق علي دئما لأنك العقل المدبر والمفكر والمحلل ، تعرف ما في قلبي وما هو على لساني لكنك تتحكم في كل شيء فتمنعني من الافصاح والبوح لأن ما قد اقوله قد لا يعجبك لأنك تخاف فمما الخوف ؟.
تسييرك لي دائما في الاتجاه الذي يعجبك ، لم يعد يعجبني ، أود أن اسلك طريقا آخر لدي رغبة عارمة في التمرد عليك ، فإن فعلت فبأي عقلا سأفعل.
أحتاج عقلا أخر ليساعدني في التمرد عليك ، لكن ولائي وحبي لك جعلني أرفض الفكرة من أساسها فهل أدركت ذلك ايها العقل وسألت نفسك ماذا لو سارت الأمور في الاتجاه الصحيح الذي يجلب لي ولك السعادة.
قد يكون الأمر صعبا، شاقا وشائكا لكنه يستحق المحاولة لكسر حالة الجمود بيننا فمن يدري فقد نفهم بعضنا في النهاية ونصل الى حل يرضي كلينا.