ابعاد الخفجى-سياسة:
بعد فضيحته التي حدثت أول من أمس، واعترافه بتعمد مضايقة الصحفيين، اضطر وفد النظام السوري إلى إرسال الموظف بسفارة دمشق في جنيف محمد المحمد مع نائب وزير الخارجية فيصل المقداد في كل مؤتمر صحفي، لتلقينه ما ينبغي عليه قوله، وما ينبغي التغاضي عنه. في مؤشر يؤكد فشل دبلوماسية “الأسد” التي يبدو أنها لا تجيد سوى لغة التصعيد واختلاق الأزمات.
وكانت كاميرات وميكروفونات وسائل الإعلام في جنيف قد كشفت أول من أمس ما أراد وفد النظام إخفاءه، وعمل على إنكاره منذ بدء جلسات الجولة الأولى لمؤتمر جنيف2، حيث اعترف المقداد بأنه يتعمد تعطيل المفاوضات، ويرفض الإجابة عن أسئلة الصحفيين غير الموالين لنظامه. وذلك عندما كان يتحدث في حوار جانبي قبيل مؤتمر صحفي مع المحمد، وظن أن الميكرفونات والكاميرات مغلقة، إلا أن المفاجأة المدوية هي أن حوار الرجلين التقطته الكاميرات، وأذاعته الميكروفونات.
قال المحمد للمقداد “أنت بالآخر بدك تعطي أسئلة، ما هيك؟”، فأجابه المقداد “ايه طبعاً”، ليسأل المحمد بطبيعية عن اختيار السائلين من الصحفيين، فأجابه المقداد “نحن عم نعطي صورة سيئة كتير، ما عم نعطي الرأي الآخر مجال”. في إثبات لعدم تجاوب رجال وفد النظام مع جميع الآراء واستنكافهم عن الإجابة التي لا تناسبهم في حال فشل رجالهم في عدم إعطاء بعض الصحفيين الفرصة للسؤال. وتكرر ذات الأمر أثناء المؤتمر، عندما التقطت الميكروفونات جملة قالها المحمد لمقداد همساً طالباً منه المغادرة، بعد أن ضاق ذرعاً بعثراته وإخفاقه في التجاوب مع وسائل الإعلام، عندما رد بنبرة غاضبة على أحد الصحفيين ما ينبئ بأن السؤال كان مما سماه المقداد “الرأي الآخر”.