ابعاد الخفجى-سياسة:
خرج أمس المئات من المعارضين للنظام اليمني القائم والمطالبين بإسقاط حكومة الوفاق الوطني، في وقت أحدثت اللقاءات التي جرت بين اللواء الركن علي محسن الأحمر، مستشار الرئيس عبدربه منصور هادي لشؤون الأمن والدفاع وقيادات تابعة لجماعة الحوثي جدلاً في الأوساط السياسية، بخاصة في ظل العداء بين الجانبين منذ عشرات السنين.
وكانت صنعاء شهدت صباح أمس تظاهرة ضمت المئات من المؤيدين لإسقاط حكومة الوفاق الوطني، التي يرأسها محمد سالم باسندوة ترجمة لاتفاق نقل السلطة الذي تم التوقيع عليها العام 2011 .
وطالب المشاركون في التظاهرة التي انطلقت من ساحة التغيير في صنعاء باتجاه مبنى مجلس الوزراء، بإسقاط حكومة الوفاق الحزبية وإقالة الفاسدين من مؤسسات الدولة، مركزين بدرجة رئيسة على وزير الداخلية ووزير الكهرباء صالح سميع، كما ردد مشاركون هتافات اتهمت الرئيس هادي باغتصاب الجمهورية بعد انتهاء فترته الرئاسية وشرعيته وشعارات أخرى رافضة للوصاية الدولية على اليمن.
وشارك في التظاهرة عدد من ضباط في الجيش والشرطة كانوا أعلنوا في وقت سابق انضمامهم لساحة التغيير، عدد منهم ينتمي إلى حزب المؤتمر الشعبي العام وآخر إلى جماعة الحوثي.
وشكلت اللقاءات التي جمعت اللواء الأحمر، بشخصيات مرتبطة بحركة الحوثي، نقطة تحول في علاقة الطرفين التي اتسمت بالعداء طوال الحروب الست التي تم خوضها بين الجيش وأتباع حركة الحوثي في الفترة بين 2004 و2010 .
وأوضحت مصادر سياسية أن اللقاءات التي جرت في منزل أمين العاصمة عبدالقادر هلال كرست لمعالجة الأوضاع المحتقنة في منطقة عمران والمناطق المجاورة لها ووضع أسرة آل الأحمر، التي تلقى أبناؤها ضربة موجعة في منطقة نفوذهم في منطقة حاشد، أسفرت عن التوصل إلى اتفاق من 10 نقاط ينص على إزالة كل ما سبب في التوترات أو ما سوف يتسبب بها مستقبلا والتزام جميع الأطراف بالسلم في المنطقة وتحييد لغة القوة والسلاح أو التهديد لغرض نشر الفكر وفرضه على الآخرين.
ونص الاتفاق على منع الجيش أو السلطة في أي محافظة من استخدام القوة لدعم أي طرف سواء كان حزبي أو قبلي، وتشكيل لجنة اجتماعية من مكونات المجتمع في عمران لتطبيع الحياة والتعايش السلمي بين جميع الأطراف ونبذ ثقافة الكراهية والعنف والتحريض في الإعلام والمساجد.
وشدد الاتفاق على أن تكون الدولة ضامنة للاتفاق وتعمل على إزالة هذه الأسباب التي أدت إلى التوتر، وأن تعمل على ترسيخ الثقة بين أفراد المجتمع بحيادية ودون انحياز إلى أي طرف ومغادرة أي مجاميع من خارج المنطقة وعودة المواطنين إلى منازلهم في أمان الله وأمان الدولة.