قبل أقل من خمسة أشهر على الانتخابات الرئاسية الإيرانية، المقررة في 14 يونيو المقبل، وفي جو سياسي تطغى عليه الحرب المفتوحة بين مختلف الفصائل المحافظة، تبادل الرئيس محمود أحمدي نجاد، ورئيس البرلمان علي لاريجاني أمس، الاتهام بمحاولات فساد ومحاباة وخروج على الأخلاق، في اتهامات غير مسبوقة بين مسؤولين غارقين في حرب مفتوحة منذ أشهر عدة.
وأثناء نقاش برلماني حاد، بث نجاد تسجيلا صوتيا، يتضمن صوتا قدم على أنه صوت فاضل لاريجاني، شقيق رئيس البرلمان ورئيس السلطة القضائية صادق لاريجاني، يطلب فيه من سعيد مرتضوي، المقرب من الرئيس الإيراني، رشاوى مقابل حصول مرتضوي على دعم سياسي من شقيقيه.
ومرتضوي مدعي طهران السابق، يواجه تحقيقا قضائيا لدوره في مقتل متظاهرين في السجن اعتقلوا أثناء التظاهرات التي أعقبت إعادة انتخاب نجاد المثيرة للجدل في 2009.
ومع رفض الحكومة إقالة مرتضوي، وهو الرئيس الحالي للضمان الاجتماعي، أطلق البرلمان إجراء إقالة ضد رئيسه وزير العمل عبدالرضا شيخ الإسلامي.
وردا على التسجيل الصوتي، اتهم لاريجاني، نجاد بمنع القضاء من التحرك ضد “المقربين منه الذين يواجهون ملفا قضائيا”. وقال: إن “الرئيس لا يحترم ألف باء الأخلاق” و”يشيع عدم احترام الأخلاق في المجتمع بعمله هذا”. واتهم لاريجاني أيضا، نجاد بأنه “هدده” ببث التسجيل الصوتي ضد شقيقه إذا لم يتوقف إجراء إقالة وزير العمل.
وأكد نجاد أن لاريجاني يعرقل “عمل الحكومة”، بإلغائه مراسيم أو تعيينات قررها مجلس الوزراء.
على صعيد آخر أعلن متحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون أمس، أن القوى العالمية اقترحت إجراء جولة جديدة من المحادثات مع إيران بشأن أنشطتها النووية في 25 فبراير الجاري في كازاخستان. وأضاف المتحدث أن فريق أشتون، الذي ينسق الاتصالات الدبلوماسية مع إيران بشأن برنامجها النووي بالنيابة عن الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، مازال يأمل الحصول على تأكيد لموعد ومكان المحادثات من فريق التفاوض الإيراني.
من جانبه قال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، خلال مؤتمر ميونيخ الأمني “سمعت أن مجموعة خمسة زائد واحد، أو ثلاث دول أوروبية زائد ثلاث، ستجتمع في كازاخستان في 25 فبراير”. ولم يوضح ما إذا كانت إيران قد وافقت على الاجتماع. وألمح إلى أنه “يدرس بصورة إيجابية” تصريحات نائب الرئيس الأميركي جو بايدن أول من أمس بأن هناك احتمالا بإجراء محادثات مباشرة مع إيران، مشيرا إلى أنه لا يوجد “خط أحمر للمفاوضات الثنائية” ما دامت لدى الجانب الآخر نية حقيقية لحل القضية.
إلى ذلك قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس، إن مهمة إسرائيل للحيلولة دون امتلاك إيران قدرة نووية أصبحت أكثر تعقيدا منذ أن أعلنت طهران خططها الإسراعبأنشطتها النووية.