ابعاد الخفجى _تقنية :
أشارت شركة IDC العالمية للأبحاث إلى ارتفاع عدد صناع القرار المختصين بتقنية المعلومات الذين يسعون لاكتساب فهم متكامل بشأن ملائمة الحوسبة السحابية على أفضل وجه في منشآتهم.
وكشفت الشركة- المختصة في دراسات السوق والخدمات الاستشارية والفعاليات الخاصة بأسواق تقنية المعلومات والاتصالات والتقنيات الاستهلاكية- أنه على الرغم من أن الحوسبة السحابية ما زالت تستحوذ على اهتمام كبير بفضل المزايا التي توفرها من حيث الكفاءة التشغيلية والتوفير في النفقات، إلا أن عدد الشركات المختصة في تقديم الخدمات السحابية بالمملكة في الوقت الحالي يعد على أصابع اليد.
وقال حمزة نقشبندي، كبير محللي خدمات تقنية المعلومات في شركة IDC المملكة العربية السعودية: “إن المنشآت في المملكة كانت تفضل إدارة عملياتها التقنية داخلياً، ولكن هنالك اهتمام متزايد بنموذج تعهيد الخدمات لمصادر خارجية، وتزايد استخدام المنشآت لخدمات الاستضافة والخدمات المدارة. وينظر إلى هذا النمو في تبني الخدمات التي يقدمها متعهدون خارجيون باعتباره الخطوة الأولى اتجاه الانتقال إلى النموذج القائم على الحوسبة السحابية، وذلك مع تصاعد ارتياح الشركات لمفهوم تقديم الخدمة من على بعد”.
وفي الوقت الذي يشهد فيه سوق تقنية المعلومات في المملكة تباطؤاً في تبني الحوسبة السحابية من قبل المنشآت السعودية كمستخدمين نهائيين، يتفق العاملون بتقنية المعلومات في المملكة على أن الحوسبة السحابية لم تنضج بعد.
وأضاف نقشبندي: “تحقق الحوسبة السحابية انتشاراً مهماً على مستوى العالم إلى درجة الاستحواذ على اهتمام صناعة التقنية ومجتمع الأعمال، الأمر الذي يرجح وجود قبولا كبير لدى الرؤساء التنفيذيين لتقنية المعلومات. وقد كشفت دراسة IDC التي أجرتها على المستخدمين النهائيين لتقنية المعلومات أن غالبية المنشآت السعودية ما تزال في مرحلة تقييم المزايا التي توفرها مختلف نماذج الحوسبة السحابية ومدى ملائمتها لأنشطتها، ومن المتوقع ارتفاع الطلب عليها بشكل كبير على مدى العامين إلى الأربعة أعوام القادمة، مما سيتيح الوقت لمقدمي الخدمة لبناء خدماتهم السحابية والاستثمار على توعية العملاء للاستعداد لفترة الازدهار القادمة”.
وبشكل عام، تبدي المنشآت في المملكة اهتماماً أكبر بالحوسبة السحابية الخاصة، وهذا يبدو منطقياً من معطيات ثقافة الشركات السائدة بين المنشآت في دول مجلس التعاون الخليجي والمخاوف الأمنية المرتبطة بالحوسبة السحابية العامة. وفي ظل أن التطبيقات الافتراضية تعتبر مكوناً أساسياً من السحابة الخاصة، لاحظت IDC أن البعض – لا تتجاوز أصابع اليد – من المنشآت السعودية التي لها بنى تحتية افتراضية قد مضت قدماً في التحول إلى بيئة سحابية خاصة متكاملة.
وأشارت IDC إلى أنه وعلى الرغم من المخاوف المرتبطة بالأمن والتحكم والقابلية للاستخدام – التي ما تزال تعيق انتشار تبني الحوسبة السحابية على نطاق واسع- فقد بدأت المنشآت السعودية في إدراك المزايا المرتبطة بالخدمات السحابية، مثل التوفير في التكاليف والتنفيذ السريع والاعتمادية الأكبر. وأوضح نقشبندي أن المنشآت قد استفادت من التطبيقات الافتراضية من ناحية التوفير في التكاليف، وستكون الخطوة المنطقية التالية هي التبني التدريجي للحوسبة السحابية لما تقدمه من توفير في التكلفة من خلال خصائص مثل القياس واسترداد التكلفة، والتي يمكن أن تجعل الرؤية واضحة وتسهل التحكم بشكل أكبر على تكاليف تقنية المعلومات.
وعلى الرغم من أن الآراء بشأن الخدمات السحابية تتميز بأنها إيجابية بشكل عام، فإن ليس من المتوقع تصاعد التبني الفعلي بدرجة كبيرة ما لم يتم نضوج مستوى ومجال الخدمات وإلى أن يصبح مقدمو الخدمة قادرون على التعامل مع المخاوف التي يشعر بها العملاء بشأن أمن البيانات واتفاقيات مستوى الخدمة والجوانب المتعلقة بالمسئولية والمحاسبة.
وتتوقع IDC ارتفاع إجمالي الانفاق على الخدمات السحابية في المملكة العربية السعودية بنسبة 34.86% مقارنة بالعام 2012، أما على المدى البعيد فإن IDC تتوقع توسع الإنفاق إلى معدل نمو سنوي مركب يبلغ 49.7% خلال الفترة بين 2012 و 2016.