ابعاد الخفجى-سياسة:
رفض البيت الأبيض التعليق على الأنباء التي أفادت بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما يقف منفردا ضد كل مستشاريه في قضية المقترحات المقدمة له بدعم المعارضة السورية. وكانت مجلة “فورين بوليسي” قد نشرت تقريرا ذكرت فيه أن كل مستشاري الرئيس الذين تجمعهم لجنة خاصة في مجلس الأمن القومي تسمى “لجنة كل الهيئات” اقترحت على أوباما تعزيز المساعدات المقدمة للمعارضة السورية بحيث تشمل مناظير ليلية وقمصان واقية من الرصاص. ووقع على الطلب كل الممثلين في اللجنة من وزارة الخارجية ووزارة الدفاع ومجلس الأمن القومي والمخابرات المركزية ومخابرات وزارة الدفاع وكافة الأجهزة المعنية الأخرى.
وقال الموقعون في اقتراحهم إن غياب الولايات المتحدة عن “تسليح المعارضة السورية يفسح الباب لدول أخرى كي تلعب ذلك الدور بما يؤدي إلى إبعاد الأجهزة الأميركية عن أي قدرة على التأثير أو معرفة ما يدور داخل قوات المعارضة. وقدم الاقتراح للرئيس في اجتماع سبق زيارة وزير الخارجية جون كيري إلى روما لحضور الاجتماع الأخير لمؤتمر أصدقاء سورية.
وقال الباحث الأميركي في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى آندرو تابلر “لقد رفض الرئيس الاقتراح ليعلن بذلك إصراره على ألا يمنح المعارضة السورية ما يمكنها من حسم الموقف عسكريا في مواجهتها مع قوات بشار الأسد. الرئيس من الوجهة العملية يقف ضد كل مستشاريه الدبلوماسيين والاستراتيجيين والعسكريين. إنه أمر يثير الدهشة حقا”. وتابع “سيتحتم على الحكومة أن تمضي في الاتجاه الذي يأمر به الرئيس. والواضح أنه متمسك تماما بموقفه. كل من يعملون بالحكومة وكثيرون غيرنا يرون أن الرئيس يرتكب خطأ فادحا بموقفه. علينا إذن أن نقف على الخط الجانبي فيما تذوب سورية وتنهار تماما”.
ويتمسك الرئيس الأميركي بسياسة مفادها أن “تمكين متطرفين إسلاميين من تحقيق انتصار عسكري على قوات الأسد يمكن أن يعني تحول سورية إلى قاعدة للإرهاب، كما يمكن أن يهدد السلام الفعلي بين سورية وإسرائيل الذي حافظ عليه بشار الأسد”. وكان أوباما قد اوصى مساعديه بإاجراء توازن بين الخيارين المتمثلين في ترك الأمور في سورية تمضي في مسارها الحالي أو مساعدة المعارضة. وقد قدم المساعدون وقادة الأجهزة المعنية توصيتهم المشار إليها استجابة لطلب الرئيس. إلا أنه رفض التوصية في نهاية المطاف.