ابعاد الخفجى-محليات:تعتبر محافظة حفر الباطن من اهم المحافظات الحيوية نظرا لوقوعها على مفترق اربعة طرق دولية رئيسية وهي طريق الرياض وطريق الدمام وطريق الكويت وطريق الشمال
وكونها محافظة تشهد تحركا كبيرا بعدد المارين لهذه الطرق الا انها لم تحظ باهتمام كبير على تلك الطرق مما ساهم في تزايد اعداد المطالبين من ابناء المحافظة بسرعة انهاء المعاناة على تلك الطرق موجهين سؤالهم لوزارة النقل الى متى والارواح تزهق بسبب الواقع المرير لها والإهمال الواضح من قبل المتعهدين والتأخير الحاصل في انهاء تلك المشاريع التي سخرت لها الدولة الملايين لكي ينعم بها ابناء الوطن ولماذا لم يتم تحقيق الوعود التي اطلقها بعض المسئولين باننهاء تلك المشاريع بوقت بسيط.
ويأتي طريق الدمام حفر الباطن أهم الطرق الأربعة نظرا لارتباط المحافظة بالمنطقة الشرقية وكذلك تزايد اعداد المسافرين عبر هذا الطريق الذي يمتد لمسافة حوالي 490 كيلو مترا في حين نجد أن المسافة التي تتبع لفرع وزارة النقل بحفر الباطن وضمن حدودها الادارية حوالي 160 كيلو مترا الى مركز السعيرة وهذه المسافة تتخلها 4 تحويلات ، أخطرها الأولى والتي تمتد لمسافة تصل الى قرابة 40 كلم والممتدة من بعد القيصومة وقبل الصداوي .
وفي المقابل يأتي طريق حفر الباطن الكويت والذي يمتد لمسافة 90 كيلو مترا يحتضن هو الآخر تحويلة تمتد حوالي 30 كيلو مترا ، اما طريق الشمال والذي يتبع لحفر الباطن منه حوالي 120 كيلو مترا الى حيث مركز شعبة نصاب وفيها يوجد تحويلتان الأولى بمسافة تمتد نحو 20 كلم، وبذلك يكون الطريق الواصل بين المحافظة والرياض هو الأقل مخاطر ووجوداً للتحويلات.
المسافة التابعة للنقل ضمن نطاق حفر الباطن الاداري من ناحية الطرق المؤدية الى المحافظة من المنطقة الشرقية والمنطقة الشمالية ودولة الكويت تصل نحو 370 كلم تتضمن 7 تحويلات بمعدل نسبي يصل الى وجود تحويلة كل 50 كلم ويعني ذلك أن المسافة التابعة للنقل ضمن نطاق حفر الباطن الاداري من ناحية الطرق المؤدية الى المحافظة من المنطقة الشرقية والمنطقة الشمالية ودولة الكويت تصل نحو 370 كلم تتضمن 7 تحويلات بمعدل نسبي يصل الى وجود تحويلة كل 50 كلم وهذا المعدل يحمل في طياته المخاطر الفادحة التي ذهب ضحيتها أبرياء .
وحصدت تلك الطرق هذا العام أرواحاً بالجملة عبر حوادث مأساوية آخرها «عروس حفر الباطن» وخمسة أشخاص من أسرتها وتسجل الأرقام النسبة الأكبر في الحوادث على طريق حفر الباطن الدمام والذي يسجل شهرياً أعدادا للحوادث عليه وازداد العدد بعد الاصلاحات التي يشهدها وزيادة التحويلات التي طرأت عليه مؤخراً حيث أصبح طريقاً واحداً باتجاهين لمسافات طويلة تسبب في حوادث أخرى سابقة جميعها مروعة .
ولا يقل طريق الرقعي خطورة في وضعه وتحويلاته حيث وقعت عليه حوادث منها تلك الأسرة العربية القادمة من دولة الكويت مكونة من أب وأم وابنهما وكانت نهاية حياتهم على هذا الطريق ولا يزال نزيف الدماء مستمرا في هذا الطريق وعدد الضحايا يتسارع خلال الاجازات ومواسم الحج وفي الغالب تكون الحوادث مروعة وضحاياها أكثر من شخص.
وهناك على طريق الشمال يشكل الطريق بتحويلته وبمرتفعاته ومنخفضاته اضافة الى منعطفاته خطرة فادحة على عابري الطريق ولعل أبرزها تلك المنطقة المتواجدة قرب «القلت» هذا المكان شهد حوادث مميتة ذهب نتيجتها أرواح، واضافة الى مخاطر التحويلات نجد سوء السفلتة بارزاً في أجزاء من تلك الطرق خاصة طريق حفر الباطن وطريق الشمال.
وعلى ذات السياق فان تلك الطرق تشهد حركة كبيرة من قبل الشاحنات التي تفتقر لعدد من الوسائل يساهم في وقوع الحوادث المرورية مثل عدم تحديد وقت لمرور تلك الشاحنات ومتابعة تنفيذه وكذلك عدم وجود اضاءة خلفية لتلك الشاحنات، اضافة الى السرعة الكبيرة لسائقي تلك الشاحنات والذي يكون بالمتهور.
أين ذهبت تصريحات المسئولين؟
التحويلات الكثيرة أحد أسباب الحوادث
وتساءل الجميع عن التصريحات السابقة التي أطلقتها الوزارة ومدى مراحل تنفيذها مستغربين من الحال رغم ضخامة المعلومات التي صرح بها وكيل وزارة النقل المساعد للشؤون الفنية المشرف العام على إدارة الطرق والنقل في المنطقة الشرقية المهندس محمد السويكت عند التقائه في وقت سابق مع أعضاء المجلس المحلي بحفر الباطن وبحضور محافظ حفر الباطن عبدالمحسن بن محمد بن العطيشان ، حيث أبلغ السويكت خلال اللقاء ان ميزانية النقل للعام الجديد 1433 هـ – 1434هـ اعتمدت دراسة وتصميم الدائري بحفر الباطن وكذلك تقاطع مركز الذيبية والطريق الفرعي لمركز الصفيري، بجانب إعادة إنشاء الطريق الدولي الذي يمر بمحافظة حفرالباطن والذي يمتد من النعيرية مروراً بحفرالباطن حتى الحدود الادارية للمنطقة الشرقية، كما شملت المشروعات المدرجة اعادة انشاء طريق حفرالباطن الرقعي الطريق السابق، وتبلغ تكلفة هذه المشاريع حوالي 490 مليون ريال. كما قال: إن زيارته تمهد لإنجاز هذه المشاريع، وستكون المحافظة ورشة عمل لإنجازها بأسرع وقت مع الاهتمام بالجودة والذي يعد ركيزة مهمة وكبيرة وكذلك الحرص على السلامة المرورية بالنسبة للحركة المرورية أثناء إنشاء المشاريع. وأكد ان ميزانية الطرق بالمنطقة الشرقية للعام الحالي اكثر من 490 مليون ريال .اما مشاريع حفرالباطن تم اعتمادها من العام الماضي بقيمة 490 مليون ريال كمشروع تنفيذي واعتمد الان للتصميم ومن ثم الاستماع للأولويات واحتياجات المحافظة، .واشار السويكت انه من الضروري التنسيق مع الجهات المعنية وتحديداً البلدية. واضاف انه تم اعتماد مبنى لفرع الوزارة بحفرالباطن بمبلغ خمسة ملايين ريال وسيتم مراجعة التصميم كي يكون ملائماً وينعكس ايجابيا على العاملين بالفرع وكذلك يلبي احتياجات المواطنين، كما تم اعتماد انشاء ميزان على طريق حفرالباطن والرقعي الذي يبعد 90 كليومترا لكي يخفف حركة الشاحنات التي تدخل المحافظة. وأشار في تصريحه أن الجسور التي تقع على الطرق التابعة للوزارة ستكون من ضمن مسؤوليتها كتقاطع الذيبية الذي اعتمد تصميمه وسيتم تنفيذه في العام المقبل وكذلك سيتم إعداد تصميم تقاطعات أخرى كتقاطع الكلية وحسب ما تأتي الأولوية من المجلس المحلي.
تنفيذ المشاريع الحيوية ببطء
ويصف عدد من المواطنين تلك الطرق بأنها غير جيدة ووضعها أشبه بالخطير وحالها لم يتغير منذ سنوات والمشكلة أن وزارة النقل وخاصة فرع المنطقة الشرقية على علم كامل بالمعاناة التي يتعرض لها مستفيدو تلك الطرق وكذلك هم على اطلاع كامل بتلك الحوادث التي فقدت فيها الارواح بسبب الاهمال الواضح من متعهدي إنشاء الطرق اضافة الى ان وزارة النقل تسير ببطء نحو تنفيذ تلك المشاريع الحيوية وان الايام اثبتت ان جودة تلك الطرق ضعيفة.
وأشار آخرون الى انه يجب الزام جميع الشاحنات التي تسلك تلك الطرق بالقوانين ومعاقبة المخالفين خاصة مايتعلق بزيادة الاحمال وكذلك ان تكون تلك الشاحنات سليمة من ناحية الاضاءة الخلفية والامامية التي تنعدم في اغلبها ، كما طالب المواطنون بتكثيف تواجد النقاط الامنية لأمن الطرق بشكل مستمر لكي تقلل من المخالفات التي يرتكبها سائقو تلك الشاحنات اضافة الى تواجدهم عند التحويلات .وأضافوا انه على وزارة النقل الزام المتعهدين بالتواجد عند التحويلات وعدم الاكتفاء بوضع المجسمات التي لاتفيد ووجودها مثل عدمها وخاصة عند انقطاع الإضاءة الخاصة بتلك التحويلات.
الصيانة غائبة منذ 25 عاماً
من جانبه أوضح عضو المجلس المحلي مضحي بن دغيم الشمري ان حال الطرق التي ترتبط بمحافظة حفرالباطن يرثى لها وان وضعها يزداد سوءاً فترة بعد أخرى . وطالب الشمري الجهات المعنية وخاصة وزارة النقل بسرعة التدخل لإنجاز المشاريع المتعلقة بالطرق والتي وعد بها المسئولون لأكثر من مرة وان إنهاء تلك المشاريع سيحول بإذن الله دون فقدان الأرواح البشرية الناجمة عن سوء تلك الطرق مؤكداً أن أغلب تلك الطرق لم يحدث له أي تغيير خلال 25 سنة الماضية وأن وضعها نستطيع أن نصفه بأنه سيئ مع العلم ان حجم المستفيدين من هذه الطرق يتزايد بشكل ملحوظ.
مطلوب عقوبات صارمة ضد الجهات المنفذة
تشققات وتصدعات في العديد من الطرق.
أما رئيس لجنة النقل والمواصلات بالغرفة التجارية عبدالرزاق المنور فقد أوضح أن المعاناة للأمانة مستمرة لأكثر من ربع قرن وخاصة بطريق حفرالباطن الدمام والذي شهد تزايداً في عدد السيارات التي تسير على هذا الطريق ونستطيع القول بأنها تجاوزت 10000 سيارة ما بين ثقيلة ومتوسطة وصغيرة ، وللأسف لانستطيع الحكم بالمتسبب بوضع تلك الطرق ولكن يكون بين أمرين لا ثالث لهم هو ضعف المقاولين المتعهدين بإنشاء تلك الطرق وكذلك ضعف في جودة المواصفات المستخدمة على تلك الطرق.
وذكر أنه بصراحة لابد على وزارة النقل اتخاذ مبدأ العقوبة والصرامة حيال تلك الجهات المنفذة فإننا بحفرالباطن أصبحنا نفقد الكثير من الارواح بسبب تلك الطرق وبالأمس القريب فقدنا عائلة كاملة وقبلها أشقاء من عائلة واحدة وكذلك عددا من الاسر القادمة على طريق الرقعي، متمنياً من المسئولين بوزارة النقل إنشاء طريق جديد سريع بين محافظة حفرالباطن والمنطقة الشرقية وأن يكون على مواصفات عالية الجودة.