ابعاد الخفجى-سياسة:
240 دقيقة، قضاها مسؤولون خليجيون في قاعة اجتماعات داخل أمانة مجلس التعاون في الرياض، للتدارس وبحث تداعيات “زلزال إيران” على دولهم.
وفيما كان الارتياح سيد الموقف عقب استعراض التقارير الخاصة بكل دولة على حدة والإجراءات التي اتبعتها وقت حدوث الزلزال وفي الساعات اللاحقة له، جاءت اللغة الخليجية واضحة في انتقاد طهران وغياب شفافيتها في التعاطي مع مدى انعكاس الزلزال على مفاعل بوشهر النووي، والذي يشكل مصدر قلق للخليجيين، داعيا الوكالة الدولية للطاقة الذرية لزيارة المفاعل والتأكد من سلامته.
أمين عام مجلس التعاون الدكتور عبداللطيف الزياني، الذي ترأس اجتماعات الأمس، اتهم إيران صراحة بعدم التجاوب مع الدعوات المنادية بضرورة انضمامها للاتفاقية الدولية للسلامة النووية. لكن لغة الزياني، في تصريحاته للإعلاميين، بدا عليها الارتياح الكامل، لناحية دقة الإجراءات التي اتخذتها كل دولة خليجية بعد الزلزال الذي ضرب إيران الثلاثاء الماضي، وشعرت به دول المجلس.
إيران “متهمة”
وهاجم الدكتور عبداللطيف الزياني، إيران، متهما إياها بغياب الشفافية بشأن برنامجها النووي. وقال “سبق أن دعت دول المجلس إيران إلى ضرورة التزامها بالمعايير الدولية للأمن والسلامة في منشآتها النووية، والانضمام إلى اتفاقية السلامة النووية، وانتهاج مبدأ الشفافية التامة في برنامجها النووي، إلا أن إيران، مع الأسف الشديد، لم تبد أي تجاوب في هذا الاتجاه، ولم تتفهم طبيعة المخاوف التي تنتاب المجتمع الدولي من برنامجها النووي”.
3 درجات على مقياس ريختر
وكشف أمين عام “مجلس التعاون”، عقب الاجتماع، أن بعض الدول الخليجية سجلت 3 درجات على مقياس “ريختر” نتيجة “زلزال الثلاثاء”. ورد على سؤال حول أهم التأثيرات السلبية التي طالت دول المجلس نتيجة الزلزال الإيراني، بالقول “ليس هناك أمور سلبية كانت في الردات التي حدثت بسبب الهزة. لكن هناك دولا وصل بها الهزات إلى مستوى 3 درجات”.
وأشاد الزياني بالإجراءات التي تم اتخاذها من قبل عناصر الدفاع المدني في الدول المتأثرة بزلزال إيران، واصفا إياها بأنها كانت “صحيحة وسريعة”، والتي تضمنت إخلاء للمباني العالية”.
التعاون مع “الطاقة الذرية”
وبعد دقائق من وقوع الزلزال الذي ضرب مدينة بوشهر الإيرانية، فتحت أمانة مجلس التعاون خط تواصل مباشر مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال الزياني إن دول الخليج تابعت الموضوع وتداعياته طوال الـ48 ساعة اللاحقة للحظة وقوع الزلزال. وحول الردود التي تحصلت عليها الدول الخليجية من الوكالة الدولية حول عدم تأثر مفاعل بوشهر بالزلزال، قال الزياني “نحن ننتظر رد الوكالة الدولية للطاقة الذرية بهذا الخصوص”.
زيارة “المفاعل”
وخلص اجتماع المسؤولين والمختصين في اللجان الوطنية للطوارئ بدول مجلس التعاون، بالتأكيد على ضرورة أن تبادر الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإرسال فريق فني متخصص لمعاينة المفاعل النووي الإيراني في بوشهر والوقوف على الأضرار المحتملة، والتأكد من سلامة المنشآت النووية الإيرانية في بوشهر. وقال إن المجتمعين أكدوا على أن مسؤولية سلامة المنشآت النووية تقع على جمهورية إيران الإسلامية، وضرورة التزام إيران بالمعايير الدولية للأمن والسلامة في المنشآت النووية.
“الخطر” قائم
ومنذ سنوات، والدول الخليجية الست، تنادي بخطورة مفاعل بو شهر النووي، وخصوصا في ظل عدم انضمام إيران للمواثيق الدولية الخاصة بالسلامة النووية، إضافة إلى بناء المفاعل الهش. الزياني رد على سؤال لـ”الوطن” حول إمكانية تطور موقف دول المجلس بالدعوة لضرورة إزالة المفاعل من تلك المنطقة، بالقول “اجتماعنا اليوم كان عن موضوع التسربات المحتملة من مفاعل بوشهر. الهزات تحدث، المهم أن يكون هناك تعاون وشفافية فيما يحدث للمفاعل النووي. وهذه مسؤولية دولية تقع على عاتق الوكالة الدولية للطاقة”.
مركز لـ”إدارة الطوارئ”
وتتجه دول مجلس التعاون الخليجي إلى تسريع الخطى نحو إنشاء مركز لإدارة الطوارئ، يكون مقره الكويت. وقال الزياني في هذا الخصوص، إن المجتمعين أكدوا على ضرورة الإسراع في بناء الاستراتيجية الخـاصة بهـذا الأمر.
وأضاف “اجتماعاتنا اليوم جاءت كمسعى للاطمئنان على جهـوزية واستعداد دول المجلس للتعـامل مع أي نتائج قد تحدث بسبب الهزات التي ضربت إيران”.
وشدد على أن المسؤولية الملقاة على عاتق اللجان الوطنية للطوارئ في دول المجلس في ظل مثل هذه الظروف مسؤولية جسيمة، الأمر الذي يحتم على هذه اللجان الإسراع في تدارس الوضع بكافة احتمالاته، وإعداد خطط العمل الجماعي المشترك لكيفية مواجهة مثل هذه الأخطار بتعاون وتنسيق شامل ومتكامل.
وأبدى أمين عام المجلس تطلعه للمزيد من التعاون والتنسيق بين دول المجلس لناحية تمرير المعلومات وزيادة فاعلية الربط بين المراكز المختصة الخليجية لرصد أي إشعاعات محتملة، والتنسيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكدا على وجود تحرك دبلوماسي لدعوة إيران للانضمام إلى الاتفاقية الدولية للسلامة النووية.
دعم جهود (5+1)
وأبان الدكتور عبداللطيف الزياني أن دول مجلس التعاون تتابع وتدعم الجهود التي تقودها دول (5+1) لوضع حل لملف إيران النووي. وقال “المفاوضات مستمرة معهم. ونأمل الوصول إلى حل”. وأضاف في كلمته أمام المجتمعين، أن الهزة الأرضية التي تعرضت لها مدينة بوشهر الإيرانية أثارت قلقاً بالغاً في دول المجلس والمجتمع الدولي من احتمال تعرض المفاعل النووي الإيراني في بوشهر، لأضرار قد تتسبب في تسرب إشعاعي، وهو ما سبق لدول الخليج أن نبهت إلى خطورة وضع المفاعل النووي الإيراني في بوشهر، وحذرت من احتمال التسرب الإشعاعي وتأثيراته الضارة على البيئة الطبيعية في منطقة الخليج العربي.
ناقوس خطر
وأكد الزياني أن الهزة الأرضية التي ضربت مدينة بوشهر ينبغي أن تدق ناقوس الخطر حول سلامة المفاعل النووي فيها، باعتبار أنه يقع في منطقة النشاط الزلزالي في إيران، وأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية مطالبة بتحرك سريع لمعالجة الوضع وحماية البيئة الطبيعية من أية أضرار محتملة. وقال إن دول مجلس التعاون سبق أن طالبت إيران بضرورة الانضمام الفوري إلى اتفاقية السلامة النووية وتطبيق أعلى معايير السلامة في منشآتها النووية وانتهاج مبدأ الشفافية في برنامجها النووي لطمأنة المجتمع الدولي بشأن سلامة وأهداف هذا البرنامج.
نتائج الاجتماعات
وصدر في ختام الاجتماعات، تصريح صحفي، جاء على لسان أمين عام مجلس التعاون الخليجي، أوضح فيه أن المسؤولين والمختصين باللجان الوطنية للطوارئ تدارسوا تداعيات الهزة الأرضية التي تعرضت لها مدينة بوشهر في إيران الأسبوع الماضي، والتي يقع فيها المفاعل النووي الإيراني. والإجراءات الاحترازية الواجب اتخاذها لحماية البيئة الطبيعية في دول المجلس، في إطار ما تضمنته الخطة الإقليمية للاستعداد والتصدي للحوادث الإشعاعية في دول مجلس التعاون”. كما تناول الاجتماع متطلبات تنفيذ الخطط الوطنية للطوارئ في دول المجلس، والتجهيزات المتوفرة في دول المجلس لتوفير الحماية اللازمة للقاطنين من مواطنين ومقيمين، وسبل التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية بالطوارئ في دول المجلس، والخطط اللازمة للتواصل مع المنظمات والوكالات الدولية المتخصصة في الطاقة النووية. كما تم الاتفاق على تكثيف التواصل وتبادل المعلومات والتنسيق المشترك بين اللجان الوطنية للطوارئ في دول المجلس.
04/15/2013 10:18 ص
“الخليج” لـ”الذرية”: افحصوا “بوشهر”
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.alkhafji.news/2013/04/15/18499.html