ابعاد الخفجى-سياسة:بينما تكتسب المعارك على محور درعا ـ دمشق حدة متزايدة في الوقت الراهن فإن خبراء أميركيين في الأزمة السورية توقعوا أن تتحول تلك الجبهة إلى مصدر استنزاف أساس لقدرات قوات الرئيس بشار الأسد تمهيدا للزحف نحو دمشق. وكانت القوات الحكومية عززت عملياتها في درعا والمناطق المتاخمة لجنوب العاصمة دمشق في محاولة لوقف توسع الجبهة الجنوبية المناوئة إلا أن هجوم القوات الحكومية لم يسفر عن تضييق القوس المحيط بطريق درعا ـ دمشق السريع الذي ينتظر أن يكون أحد المحاور المهمة للاشتباكات في المستقبل القريب.
وقال الباحث بمعهد دراسات الحرب بواشنطن جوزيف هوليداي إن فصائل متعددة من الثوار السوريين تمكنت من تنسيق عملياتها إلى حد كبير لتحقق نجاحات كبيرة منذ فبراير الماضي على جبهة الجنوب. وتابع “في مارس تمكن المسلحون من السيطرة على مركز قيادة عمليات القوات في الشجرة إلى الشمال الغربي من درعا ثم استولت على خان أرنبة التي تبعد نحو 45 كيلومترا إلى الشمال من درعا واستولت على القاعدة الجوية التابعة للواء 38 للدفاع الجوي حيث حصلت على كمية كبيرة من صواريخ كوبرا التابعة للسلاح الجوي. وكان سقوط هذه القاعدة الجوية المهمة نتيجة سيطرة الثوار على الطريق السريع الذي يصل بين خربة غزالة والحدود إضافة إلى سيطرتها على مدينة داعل المجاورة لخربة غزالة”.
ويعني ذلك أن النقطة الأساسية التي تشكل حماية متقدمة لدمشق باتت اللواء المدرع الحكومي الذي يوجد في مدينة نوى. فضلا عن ذلك فإن النظام لا يزال يسيطر على محافظة السويداء وعلى المناطق المتاخمة لجنوب دمشق أي شمال خربة غزالة. غير أن الثوار تمكنوا من تهريب كميات كبيرة من الأسلحة للمناطق التي لا تزال خاضعة لسيطرة النظام جنوب العاصمة فيما انتشرت وحدات المقاتلين فيها استعدادا لصدور الأوامر بالتحرك في اللحظة الملائمة.
وواجه الثوار أعدادا متزايدة من نقاط التفتيش التابعة للنظام التي تحيط بجنوب دمشق فيما واصلت بعض وحداتهم قصف العاصمة بقذائف من مناطق لا تبعد عنها كثيرا. وقال هوليداي “ركز الأسد قواته في جبل قيسون المطل من أعلى على الجنوب. إلا أن المشكلة أن ذلك قد لا يفيده كثيرا. فالثوار لا يخوضون حربا تقليدية تتحرك فيها فرق مدرعة ثقيلة ويمكن رصدها من بعد”.
ويدعو ذلك إلى الاعتقاد أن من المحتمل أن تكون استراتيجية الثوار هي مواصلة استنزاف قوات النظام في الجنوب حتى تتحول إلى ما يشبه قطعة الجبن السويسرية أي مليئة بالفقاعات التي يسهل على مقاتلي المعارضة التسلل إليها واقتلاع المواقع المتناثرة للنظام. كما أن ذلك يعني أيضا حسب قول هوليداي أن الهجوم المضاد محدود التأثير الذي يقوم به النظام الآن على جبهة الجنوب قد لا يحول دون اقتراب موعد “معركة دمشق” التي يرى الباحث الأميركي أنها “ستكون وقفة النظام الأخيرة وستتسم بطابع بالغ العنف إذ إنها تمهد لانهيار حكم الأسد”.
04/16/2013 10:40 ص
باحث أميركي: اقتراب “معركة دمشق” يمهد لانهيار حكم الأسد
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.alkhafji.news/2013/04/16/18833.html