ابعاد الخفجى-محليات:أعلن الكتاب والمحللون عن فرحتهم بفوز فريق “الفتح” ببطولة دوري المحترفين السعودي، مشيرين إلى أن هذا الفوز جاء بمثابة هدية غير متوقعة لعشاق الكرة السعودية، تعلن عن دخول بطل جديد إلى حلبة الصراع على البطولات، ومؤكدين أن هذا الفريق كالغزال الذي مرق بين فرق ترهلت، ومطالبين بدعم الفريق ورعايته.
وتحت عنوان “افرحي يا مدينة التمور” يصف الكاتب الصحفي عبد الرحمن إبراهيم الموزان في صحيفة “الرياض” فرحته، قائلاً: “لو كنت في الأحساء لرقصت طرباً وفرحاً، ومشاركاً في ذلك العرس الكروي الجميل الذي تجلى بتحقيق الفتح البطولة الطويلة والمهمة على الميادين الرياضية السعودية، والتي حققها أولئك الأبطال الذين قهروا كل الظروف والمصاعب العديدة؛ منها المادية والمناخية، وبذلك الجهد الجهيد الذي بُذِل من قبل الإدارة واللاعبين والمدرب، خططوا جميعاً لليلة يتسلمون فيها نتاج وحصاد سنوات عمل مدروس فوق أرض قاحلة، تتصدع فوقها الرؤوس، وتتألم القلوب وهي تعيش في وسط أزمات مالية وصلت إلى أن بعض عقود اللاعبين في الأندية الأخرى تفوق ميزانية هذا النادي (الأنموذجي) في كل شيء”، ويضيف الموزان: “اليوم.. أسعد وأنا أرى هذا النادي (الحساوي) الأصيل يحقق المعجزة بإمكانياته البسيطة بل والمحدودة، وقد آن الأوان لرجال الأعمال بالمنطقة الشرقية أن يقدِّموا الدعم المالي لكي يستمر عطاء هذا الكيان”.
وفي صحيفة “عكاظ” يرى الكاتب الصحفي خلف الحربي أن الفتح قد كشف ضعف الفرق السعودية، ويقول: “جاء الفتح إلى دوري المحترفين (خفيفا) لا يثقل كاهله أعضاء شرف يتلاعبون بمصيره ويتخذون منه وسيلة للظهور، ولا ترهقه قائمة من النجوم الذين يريدون من الفريق كله أن يتمحور حول أمزجتهم الصعبة، ولا يشتته إعلام ضيق الأفق يقوده رغماً عنه إلى صراعات خارج الملعب، ولا تزعجه جماهير يحركها أعضاء الشرف والنجوم والإعلام أكثر مما تحركها النتائج، وقد استفاد الفتح من (خفته) كي يمر كالغزال بين أندية ترهلت بدهون التصريحات وظهر الشحم الزائد في كل أنحائها، فلم تعد قادرة على اللحاق بهذا الغزال القادم من الشرق”، ويضيف الحربي: “فوز الفتح ببطولة الدوري جاء بمثابة هدية غير متوقعة لعشاق الكرة السعودية بعد أن تحول دوري كرة القدم إلى منازلات محدودة بين فريقين أو ثلاثة، والباقي تصريحات صحفية أو صفقات لا تؤدي إلى شيء أو خناقات وشجارات صغيرة تكشف حالة الضعف الشديد التي اعترت الكرة المحلية؛ حتى أصبحت الصفحات الرياضية تركز على قرارات لجنة الانضباط أكثر من تركيزها على المواهب الجديدة التي ظهرت في الدوري”، وينهي الكاتب قائلاً: “فاز الفتح بالبطولة؛ لأنه اكتشف منذ لحظة دخوله إلى دوري المحترفين أنه لا يواجه فرقاً كبيرة بقدر ما يواجه (لافتات) وشعارات براقة وتصريحات طنانة وعناوين صحفية فارغة، وأدرك أن كل هذا (الهيلمان) ليس له قيمة في الملعب”.
ويطالب الكاتب الصحفي عبد الله اليوسف في صحيفة “عكاظ” صُناع الكرة السعودية بوضع الفتح نموذجاً لهم ويقول: “على من يحرِّك كرة القدم السعودية اتحاداً أو رابطة أن يجعلوا من نموذج الفتح هدفاً لصناعة مثيل، وأن يجد هذا النادي المكافح حقه من الرعاية والتسويق؛ فأبناء النموذجي لا يريدون مدحاً وثناءً واحتفالية مختلفة في يوم التتويج بقدر ما يريدون دعماً يليق بمنجزهم، ودفعاً لمستقبلهم الذي سيكون أصعب من تحقيق المنجز، فهل يعي مسيروها دورهم قبل أن ينقلب الثناء إلى تحسُّر على مجد لم يشتركوا في صياغة ثباته؟”.