ابعاد الخفجى-اقتصاد:
بعد النجاح الذي حصدته من ترؤسها لنسختي منتدى جدة التجاري الأولى والثانية، حرصت عضو مجلس إدارة الغرفة نشوى عبدالهادي طاهر على الوقوف بنفسها على جميع تفاصيل النسخة الثالثة لتعطي نموذجاً في نجاح المرأة السعودية.
طاهر تحدثت عن تفاصيل المنتدى الذي ينطلق اليوم برعاية أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، حيث أوضحت أن “التوطين” يمثل تحديا أكبر لسوق العمل في المملكة، لكنها في ذات الوقت تحارب “السعودة الوهمية”، داعية التجار إلى استثمار المنحة الملكية الحالية لتعديل أوضاع العمالة.
ألمحت إلى السعي لتمكين المرأة تجارياً بعد النجاح في تأنيث صفة “المدير”، فيما أكدت سعي الغرفة إلى إزالة كل المعوقات التي تواجه المستهلك والتاجر على حد سواء.. تطرقت إلى ما تم بالتوصيات السابقة، إضافة إلى تفاصيل أخرى كثيرة .
في البداية.. ما الجديد الذي يحمله منتدى جدة التجاري في نسخته الثالثة؟
يحمل أفكاراً ورؤى جديدة ويقام تحت عنوان “تمكين التجارة الوطنية بمعايير التنافسية العالمية” ويضم نخبة من المتحدثين ليناقشوا عددا من المواضيع الهامة التي تتركز حول التستر التجاري وآثاره وسبل معالجته متمثلاً في الكرسي العلمي للأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة بجامعة الملك عبدالعزيز إلى جانب سياسات التوطين وفجوة المهارات في سوق العمل، والوساطة كحل بديل للمنازعات، إضافة إلى تنافسية الموانئ السعودية ولوجستيات النقل، ثم التنافسية العادلة في ظل تنامي الممارسات الضارة بالاقتصاد والتجارة السعودية والخليجية.
قضية التستر التجاري تأتي على رأس المحاور.. هل يتواكب ذلك مع حملة ملاحقة العمالة المخالفة التي تجري حالياً؟
قضية التستر التجاري تعد أهم القضايا الحالية، وطرحها يأتي تأكيدا لمخرجات كرسي الأمير مشعل بن ماجد للتستر التجاري الذي يمكن أن يخرج بحلول مثالية بالتعاون مع الشركاء لمحاربة هذه الظاهرة التي أصبحت من الظواهر التي تشكل مصدر قلق كبير لقطاع كبير من المواطنين وتشكل ضغطاً اقتصادياً عليهم وخلقت وضعاً تنافسياً غير متكافئ.
ونجهز للمنتدى منذ أشهر عديدة قبل ما يحدث حالياً، ونسعد بطرح هذه القضية في هذا الوقت بالذات للتشديد على خطورة وتبعات التستر وفي ظل المنحة الملكية الممنوحة بتصحيح أوضاع العمالة على مدار ثلاثة أشهر حيث نحث الجميع على استثمارها، وهناك جهود قامت بها أجهزة الدولة على مختلف مستوياتها للتصدي لهذه الظاهرة، ورغم ذلك لا تزال مستمرة، مما يستلزم تكاتف الجهود للقيام بعمل جماعي لتقليص الظاهرة، والقضاء على النتائج السلبية على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والقانونية والسياسية بالمملكة.
وماذا عن سياسات التوطين وفجوة المهارات في سوق العمل وهو ثاني المحاور التي سيتم تناولها؟
التوطين هو التحدي الأكبر ليس للمملكة وحدها ولكن للعالم كله، وتمثل سياسات التوطين هاجساً رئيساً للقيادات الإدارية في القطاعين العام والخاص، فنحن كقطاع خاص نسعى لتوطين حقيقي مع الابتعاد عن (السعودة الوهمية)، لذا تكاتفت الجهود في التركيز على محورين أساسيين. يتمثل الأول فيهما في إيجاد فرص وظيفية متنوعة تسهم في تحقيق أهداف التنمية الشاملة. والثاني في تنمية المهارات الوظيفية المختلفة التي تغطي كافة الاحتياجات الوظيفية لسوق العمل، ورغم هذه الجهود المبذولة لمواجهة التحديات، إلا أن الفجوة مازالت تتسع بين الفرص الوظيفية المتاحة والمهارات المطلوبة في سوق العمل.
وماذا عن المحور الثالث (الوساطة كحل بديل للمنازعات)؟
الوساطة التجارية هي وسيلة قانونية تستخدمها غرفة جدة والكثير من الجهات ذات العلاقة لفض المنازعات التجارية مثلها مثل التحكيم، والإحصاءات تؤكد أن أكثر من ملياري ريال سنوياً تضيع على الاقتصاد الوطني بسبب طول مدة التقاضي في المحاكم، ويتم اللجوء عادة للوساطة بحثا عن حلول عملية للعدالة البطيئة التي قد تستمر لسنوات عدة في أروقة المحاكم، فهي إذاً وسيلة توفيق بين متخاصمين عن طريق تدخل طرف ثالث بهدف محاولة تقريب وجهات النظر بينهما تمهيدا لتسوية ودية، رغم أن الوساطة تشبه المساعي الحميدة في كونها وسيلة ودية للتقريب بين المتنازعين، ومن المهم طرح هذا الأمر عبر المنتدى بشكل موسع بهدف توفير الجهد والمال وإنهاء آلاف القضايا قبل أن تصل إلى المحاكم.
هناك تركيز على تنافسية الموانئ السعودية ولوجستيات النقل؟
قرار مجلس الوزراء الموقر بإنشاء شبكة نقل بمدينة جدة كان حلما لسكان العروس تحول إلى حقيقة، وجدة هي بوابة الحرمين الشريفين وميناؤها هو الشريان الرئيسي للمملكة، ومن هنا تتزايد أهمية تنافسية الموانئ، وسيتناول النقاش رحلة البضائع كنشاط متكامل يعمل على تسهيل توحيد المستندات وكفاءة الموانئ، بما يضمن تدفق السلع والخدمات والمعلومات بكفاءة وفعالية ابتداء من المادة الخام ووصولا إلى المستهلك النهائي بالصورة التي تحقق رضا العميل وربحية التاجر.
يبدو أن التنافسية في ظل تنامي الممارسات الضارة بالاقتصاد والتجارة السعودية والخليجية هي العنوان الأهم في المنتدى؟
أصبح الإغراق والدعم والزيادة غير المبررة في الواردات والقرصنة التجارية من الظواهر الاقتصادية السلبية التي تؤدي إلى الإضرار بمصالح المنتجين والمصنعين في المملكة وباقي دول مجلس التعاون الخليجي وتحد من مقدرتهم التنافسية في ظل الانفتاح التجاري الذي تشهده المنطقة الخليجية وخصوصا مع انضمام جميع الدول الخليجية لعضوية منظمة التجارة العالمية.
ومن المهم الكشف عن الظواهر السلبية في هذا الأمر وضعف التعاون أو عدم معرفة جميع التجار والصناع في المملكة وباقي دول مجلس التعاون الخليجي ماهية وأشكال ومسببات وطرق معالجة هذه الممارسات الضارة بالتجارة الوطنية وفق قوانين التجارة العالمية.
ما الفارق بين المنتدى الحالي والمنتديات السابقة؟
النسخة الحالية تأتي امتداداً وتكملة للمنتديات السابقة، فقد كانت انطلاقة المنتدى بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص ومجلس الشورى في عام 2009، واستمر في نسخته الثانية في وضع الأسس الجوهرية عن طريق التنسيق المستمر بين القطاع الخاص والقطاع العام ووضع النظريات محل التطبيق العملي على أرض الواقع.
متى بدأتم التجهيز للنسخة الحالية؟
بدأت مع فريق العمل منذ أكتوبر 2012 من خلال تكوين اللجنة العلمية برئاسة الدكتور حسان العنقري عميد كلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبدالعزيز سابقا، عضو مجلس الشورى الحالي، وقد أتاحت هذه المناسبة التعاون مع كوكبة من المختصين في علوم الاقتصاد والإدارة من أعضاء هيئة تدريس جامعة المؤسس، الذين يمثلون الشريك المعرفي للمنتدى منذ انطلاقه في 2009.
وكيف تم اختيار المحاور؟
اتفقنا على الواقعية في اختيار المواضيع عن طريق النتائج لفرق العمل المكونة من أعضاء اللجنة التجارية والذين قاموا بوضع خبراتهم الطويلة في الحلول المقترحة للتحديات التي يواجهها التاجر ومن ثم الخروج بالتوصيات للتعاون مع الجهات المختلفة سواء قطاع خاص أو قطاع عام ووضع خطة عمل لتطبيقها بما فيه الصالح العام.
إلى أي مدى يصل سقف الطموحات في النسخة الثالثة للمنتدى؟
هناك كطموح وتفاؤل كبير جدا، والتغيير المنشود الذي نبحث عنه سيتحقق على المدى البعيد، ووجود المنتدى يعد بلا شك مطلوبا من ناحية عملية ليكون حجر الأساس لتغييرات وتحولات قادمة بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (يحفظه الله)، حيث نسعى لتحقيق الصالح العام للبيئة التجارية والبنية التحتية التي يعتمد عليها وذلك هو الهدف العام للجميع.
البعض يرى أن كثيرا من المنتديات تحولت إلى تنظير و(كلام فقط) ولا يتم تفعيل التوصيات على أرض الواقع؟
قد يحدث هذا بالفعل في بعض المنتديات.. لكن الوضع يختلف في المنتدى التجاري فقد حرصنا من البداية على تفعيل التوصيات، والتجاوب الكبير الذي حدث من جميع الجهات لتفعيل توصيات النسختين السابقتين من المنتدى دافعا للحضور القوي للمنتدى الحالي من مسؤولين حكوميين بمستويات رفيعة كمتحدثين في المنتدى من مختلف القطاعات، إضافة إلى حضور كبار رجال الأعمال وسيدات الأعمال من مدينة جدة، ومن مناطق عديدة في المملكة بشكل عام.
أوصى المنتدى في دورتيه السابقتين بتشكيل لجنة تنفيذية دائمة العضوية تحت مظلة وزارة التجارة ماذا تم في ذلك؟
تم تشكيل اللجنة وعقد اجتماع يضم جميع الجهات الحكومية المذكورة لتقديم التحديات التي يواجهها التجار واقتراحات الحلول، وقامت الجهات المسؤولة بالرد على اقتراحات الحلول موضحاً فيها خططهم المستقبلية بالنسبة لاتجاهات هذه الجهات، وبدء انعقاد اجتماعات فردية مع كل جهة على حدة للبدء في إبداء وجهات النظر والوصول إلى الهدف المرجو لتعود منفعته على الطرفين، كما تم إصدار خطاب المؤسسة العامة للموانئ باستمرار الجهود التي تبذلها للارتقاء بالخدمات التي تقدمها.
ماذا عن تغليظ العقوبات وعدم الاكتفاء بالتشهير بالمتلاعبين بأسعار السلع الأساسية والمنتجات المغشوشة والمقلدة.
قامت وزارة التجارة بإنشاء رقم مجاني مباشر للإبلاغ عن المتلاعبين بالأسعار والمنتجات المغشوشة والمقلدة، وكذلك إنشاء لجان مخصصة لدراسة التغييرات في أسعار السلع الاستهلاكية.
ماذا قدمتم للمرأة في مجال متابعة المعاملات الخاصة بها؟
قطعنا شوطاً كبيراً في تمكين المرأة.. فقد تم إلغاء المدير من السجل التجاري الخاص بالمرأة، وتم تأنيث هذه الصفة، وبات بإمكانها أن تكون مديرة لمشروعها أو تعيين مديرة امرأة تقوم بإدارة أعمالها في الشركة أو المؤسسة المسجلة في السجل التجاري.. وهو إنجاز كبير للمنتدى.
إلى ماذا توصلتم بشأن إنشاء هيئة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة؟
تم تأسيس مركز تنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الغرفة التجارية الصناعية بجدة الذي يقوم بلقاءات دورية لمجلس الإدارة ووضع أهداف لتنمية المنشآت الصغيرة من خلال متابعة أعمال أصحاب وصاحبات الأعمال ومحاولة تذليل الصعوبات التي تواجههم عن طريق تقديم الاستشارات، ومن أبرز الأنشطة والإنجازات في مجال المنشآت الصغيرة والناشئة إقامة دورات تدريبية وورش عمل مع شركات عالمية ومراكز متخصصة في ريادة المشاريع الصغيرة، وتوقيع مذكرات تفاهم مع جمعيات وشركات عالمية للقيام بمجموعة من البرامج في ريادة الأعمال وحاضنات الأعمال إضافة إلى المشاركة في معارض للمنشآت الصغيرة حول المملكة.
ما دور المرأة في منتدى جدة التجاري؟
نتطلع إلى أن يحقق الحدث التجاري المنتظر التواصل للمرأة والرجل في آن واحد مع الجهات المعنية، فالمرأة هي نصف المجتمع، وليست كائنا منعزلا عن الرجل، ونسعى لوضع حلول مرضية للمشاكل التي تواجه التاجر والمستهلك وتبسيط المنظومة التجارية، والمنتدى يجمع كلا من المسؤولين في القطاع الخاص والقطاع العام والسلطة التشريعية تحت سقف واحد بهدف إيجاد حلول عملية وتوصيات قابلة للتنفيذ خلال الفترة القادمة لتسهيل الأنظمة والإجراءات المطلوبة وانتهاء المعاملات التجارية ورفع كفاءة الخدمة لتوفير بيئة عمل نموذجية.