ابعاد الخفجى-رياضة:
أعادت حمى انتخابات رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم التي ستحسم غداً إلى الأذهان المعركة «الضارية « التي شهدتها كوالالمبور منذ ثلاث سنوات عندما تواجه القطري محمد بن همام مع البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة للفوز بمقعد في المكتب التنفيذي للفيفا.
ويتكرر السيناريو هذه المرة بين الإماراتي يوسف السركال والمرشح البحريني من أجل الفوز بالمقعد الدولي ورئاسة الاتحاد الآسيوي، ويظهر في المشهد هذه المرة المرشح السعودي حافظ المدلج، الذي يتوقع انسحابه في غضون سويعات قليلة.
تحول فندق مندرين إلى خلية نحل بعد توافد وفود المرشحين الثلاثة حتى وصول الشيخ أحمد الفهد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي، الذي تعمد تجنب مواجهة يوسف السركال، كما أن الأخير لم يكن يرغب في اللقاء به أيضاً على خلفية التراشق الإعلامي بين الرجلين.
وعدّ الفهد الانتخابات التي أيد فيها صراحة المرشح البحريني شأناً آسيوياً يهم المجلس الأولمبي الآسيوي في الوقت الذي اتهم فيه السركال المسؤول الكويتي بالتدخل بدون وجه حق، لدرجة أن السركال أعلن صراحة أنه سيرفع شكوى إلى الفيفا ضد تدخل الفهد في شؤون الانتخابات الآسيوية، وذهب السركال أبعد من ذلك عندما أكد أنه سيتدخل في انتخابات المجلس الأولمبي الآسيوي حتى تكون المعاملة بالمثل.
وفاجأ السركال الجميع عندما ذكر أنه لا يوجد لعب نظيف في الانتخابات طالما أن المجلس الأولمبي الآسيوي إنحاز إلى أحد المرشحين وقام بعملية تعبئة لكسب الأصوات وهو ما لا تقبله الأخلاق، ثم تساءل، لست أدري لماذا يأتي أحمد الفهد بوفد كبير إلى هنا، وكأنه هو المرشح لهذه الانتخابات، مؤكداً أن مَنْ يذهب وراء الفهد سيخسر.
السركال والمدلج
المتابعون لشأن الانتخابات هنا في كوالالمبور، يحاولون فك شفرة التحالفات، خاصة الجانب الخفي فيها، فالكل يعرف أن حافظ المدلج، الذي يحمل قبعة المرشح التوافقي يؤيد السركال وهناك اتفاق بين الرجلين وتوافق حول الإستراتيجية، في المقابل يسود الغموض مصير كثير من الأصوات مثل: الصوت العراقي والصوت اليمني، وستكون الساعات الأخيرة هي الحاسمة بين المرشحين وقد تتغير التحالفات، لكن المؤشرات تؤكد أن المنافسة ستكون فعلاً بين السركال وسلمان في ظل غياب تام للمرشح التايلندي ماكودي، الذي يقال إن حظوظه ضعيفة جداً لكن دوره سيكون حاسماً في الفصل بين المرشحين العربيين، وربما يتحكم ماكودي في حزمة من أصوات الآسيان.
ولكن السؤال الأكبر الذي يطرحه الجميع هنا، ما هو الدور الذي سيلعبه أحمد الفهد بوصفه رئيساً للمجلس الأولمبي الآسيوي، وبوصفه مؤيداً للمرشح البحريني، بالتأكيد فإن وزن أحمد الفهد سيكون مؤثراً في اللعبة الانتخابية، خاصة في الدورة الثانية إذا لم يحقق أي مرشح الثلثين من الدورة الأولى.