ابعاد الخفجى-رياضة:
ما زالت تداعيات فوز الفريق الأول لكرة القدم بنادي الفتح في بطولة دوري زين للمحترفين تلقي بظلالها على المشهد الرياضي السعودي، وفي الوقت الذي رأى فيه عدد من المراقبين أن إنجاز فريق الفتح (النموذجي) صنع خارج أسوار مدينة الأحساء في إشارة إلى عدد كبير من اللاعبين الذين تعاقدت معهم الإدارة من مختلف مناطق المملكة، رفض الفتحاويون هذه الآراء جملة وتفصيلاً، مؤكدين أن كرة القدم لا تعترف بمثل هذه الأمور، بل تقاس بحجم الجهود المبذولة سواء الإدارية أو الفنية.
وكان فريق الفتح الذي أحدث انقلاباً كبيراً في تاريخ الدوري السعودي بحصوله على لقب ظل محتكراً ولسنوات طويلة على الأندية الكبيرة، قد دعم صفوفه بعدد كبير من لاعبي الأندية الأخرى أمثال عدنان فلاتة، ومحمد شريفي، وعبده برناوي وبدر النخلي وأحمد الموسى وعبدالله القرني وآخرون أعادوا اكتشاف أنفسهم، وكانوا في الموعد تماماً بمستوياتهم المميزة التي أسهمت في تتويج الفريق الفتحاوي بطلاً للدوري قبل جولتين من النهاية.
رجيع الأندية
اللافت للنظر أنه منذ فوز الفتح بلقب الدوري للمرة الأولى في تاريخه، والحملات ضده لم تتوقف، وبعد العزف على وتر ضعف الدوري وتراجع مستوى الفرق الكبيرة، حاول آخرون التقليل من الإنجاز بالحديث عن دور عدد من اللاعبين من خارج منطقة الأحساء أو ما يطلق عليهم بـ»رجيع الأندية»، لكن تظل الحقيقة ماثلة أمام الجميع وهي أن «النموذجي» فتح الباب على مصراعيه أمام جميع الفرق لإعادة النظر في سياسة تفريط النجوم التي كان الفريق الفتحاوي الرابح الأكبر منها بحصوله على خدمات لاعبين وضعوا بصمتهم في الموسم الرياضي الحالي.
عصر الاحتراف
وسخِر المشرف العام على كرة القدم في نادي الفتح محمد السليم مما أثاره كثيرون حول أن إنجاز فريقه صنع بواسطة لاعبين من خارج محافظة الأحساء، وقال لـ»الشرق»: «هذا الأمر ليس دقيقاً، نحن في عصر الاحتراف، وما قدمه هؤلاء اللاعبون يحسب في المقام الأول لإدارة النادي التي نجحت في تأهيلهم من جديد، وتهيئتهم نفسياً لمواصلة الركض في المستطيل الأخضر، والمساهمة مع زملائهم في منافسة فرقهم السابقة على تحقيق الإنجازات»، وزاد: الفتح يتميز بالعمل الجماعي والانسجام، وكل اللاعبين أبناء النادي سواء كانوا من خارج المنطقة أو داخلها، والعلاقة بينهم قائمة على الاحترام والحب المتبادل، وإذا كانت الأمور تقاس بمثل هذه المعايير، فإن الفتح يملك في صفوفه عدداً كبيراً من لاعبي المنطقة في مقدمتهم عبدالله الهويشيل، عبدالعزيز أبوشقراء، حسين المقهوي، حمدان الحمدان، محمد الفهيد وأحمد بوعبيد».
أجواء مثالية
ووصــــــف السليم أجواء نادي الفتح بالمثالية، منوهاً بالتناغم والانسجام الكبيرين بين اللاعبين، مستدلاً بشارة القيادة التي منحت لحارس المرمى محمد شريفي رغم وجود اللاعب حمدان الحمدان الذي يعد أقدم لاعب في الفريق، وأوضح: «الحمدان أقدم من محمد شريفي في الفتح، وعلى الرغم من ذلك منحت شارة القيادة إلى شريفي بحكم سنه في الفريق، وسط تأييد ومباركة الحمدان»، لافتاً إلى التزام اللاعبين بتطبيق الاحتراف على أكمل وجه، وحرصهم على أن يكون فريقهم دائماً في المقدمة.
وعدّ استقطاب لاعبي الأندية حقاً مشروعاً لإدارة الفتح، طالما استغنت عنهم إدارات أنديتهم، وأوضح: «اللاعبون الذين انتهت علاقتهم مع أنديتهم وانضموا للفتح تعاملنا معهم بالشكل الصحيح، وركزت الإدارة في البداية على الجوانب النفسية، خاصة ممن كانوا تحت تأثير عدم نجاحهم من أنديتهم، مشيراً إلى أن تعامل الإدارة الاحترافي وجهود المدرب التونسي فتحي الجبال أسهمت في إخراج هؤلاء اللاعبين من حالة الإحباط، ومنحتهم الثقة لتقديم أفضل ما لديهم، مضيفاً أن الإدارة حرصت على تحفيز اللاعبين بالمكافآت والرواتب أولاً بأول، إضافة إلى تشجيعها المعنوي لهم بعد أية مباراة، الأمر الذي انعكس إيجاباً على مستواهم، وبالتالي استفاد الفريق من خبراتهم وإمكاناتهم في تحقيق الانتصارات والحصول على لقب الدوري، معترفاً بأن النادي مر بضائقة مالية شأنه في ذلك شأن الأندية الأخرى، غير أنه عرف كيف يتعامل مع هذه الأزمة، ويخرج إلى بر الأمان.