ابعاد الخفجى-اقتصاد:لم يصدق عوض الغامدي عينيه، وهو يقرأ العرض الأسبوعي لأحد مراكز التجزئة في الخبر، استشعر للحظة أن أسعار زمن السبعينيات عادت من جديد، «كرتونة الدجاج زنة 1000 جرام للحبة بـ 80 ريالاً، بدلاً من 115»، هكذا يقول الإعلان، اتصل بزوجته على الفور، ليخبرها بالنبأ السعيد، لم تصدقه في البداية، فأقسم لها أنها الحقيقة، وصل إليه صوتها مشبعاً بالفرحة والسرور، طلبت منه أن يستأذن من عمله، ليذهب إلى المحل لشراء كرتونة دجاج، فأكد لها أنه سيفعل في التو واللحظة.
وصل الغامدي لمركز التسوق بعد دقائق معدودة، توجه مسرعاً صوب ثلاجة الدجاج، أدار عينيه بحركات حلزونية بحثاً عن أي إعلان يشير إلى تخفيضات، لم يجد شيئاً، استعان بعامل المركز، جاءه الخبر كالصاعقة «الدجاج المخفض انتهى قبل قليل، وأن كميات جديدة ستصل في المساء»، العبارة الأولى أصابته باليأس، والثانية أعادت إليه بعض الأمل، قرر أن يعود في المساء، ولكنه قبل أن يغادر المركز، دفع 85 ريالاً في شراء بعض الحلويات والأغراض الاعتيادية لمنزله.
في المساء عاد بصحبة زوجته وأطفاله، حددوا قبلتهم صوب ثلاثة الدجاج، بحث كل منهم عن العرض الحلم، فلم يعثروا عليه، سأل الغامدي المسؤول، فأخبره بأن كميات الدجاج نفدت قبل 5 دقائق، تملك اليأس منه وزوجته أكثر وأكثر، وقبل أن تغادر الأسرة مركز التسوق، اشتروا بعض الحلويات ولعب الأطفال بـ235 ريالاً، في صباح اليوم التالي، مر الغامدي على المركز ذاته أثناء ذهابه للعمل، لعله يجد فيه الدجاج المخفض، فلم يجد سوى الحسرة وخيبة الأمل، فاشترى طبقاً من المعجنات بـ22 ريالاً، للإفطار، ثم ذهب إلى حال سبيله. ويقول الغامدي: «لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، ولكننا في المملكة، نلدغ من مراكز التسوق كل أسبوع، مع العروض الوهمية التي تعلن عنها، وتكون خادعة»، مطالباً وزارة التجارة بـ «مراقبة هذه العروض ومنع الغش فيها»، متسائلاً «كيف يسمحون لأنفسهم بمغازلة مشاعرنا بتخفيضات وهمية لسلع غير موجودة في الأساس». وقال «هذا نصب واحتيال ولكن لا يعاقب عليه القانون، فقد انفقت 340 ريالاً طمعاً في تخفيضات لا تزيد على 35 ريالاً». ويكشف عامل في مركز تسويق أن «القائمين على المركز، يتفننون في إغراء الزبائن، بتخفيضات كبرى، على سلعة أساسية، مثل الدجاج أو البيض أو الأرز، علماً أن المعروض منها قليل جداً، مدركين أن الزبون سيأتي طمعاً في الحصول على السلعة المخفضة، وأنه لن يبرح المركز إلا بعد أن يشتري سلعاً أخرى ولو لم يكن في حاجة إليها». وأضاف «لدينا تعليمات أن نكذب على العميل بأن السلع المخفضة انتهت قبل دقائق، حتى يستشعر الزبون أن العرض حقيقي وجاد».
05/04/2013 10:16 ص
فخاخ مراكز التسوق تحصد ضحاياها أسبوعياً.. باللعب على وتر التخفيضات
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.alkhafji.news/2013/05/04/24085.html