ابعاد الخفجى-اقتصاد:
لاتزال أسعار الإسمنت في أسواق مكة المكرمة مرتفعة، رغم بدء وصول الكميات المستوردة وتوزيعها، إلا أن السعر وصل إلى 18 ريالاً للكيس في الأسواق المفتوحة البعيدة عن إشراف وزارة التجارة، فيما يصل إلى 20 ريالاً في حالات شح الكميات، وهو ما بدا واضحاً خلال الأيام العشرة الماضية. كما أن سوق الإسمنت الخاضع لإشراف «التجارة « مهدد بزيادة الأسعار، إذ يعمد أصحاب الناقلات لعرض الأسعار بزيادة نصف ريال للكيس والبيع بـ 14.5 ريال، خاصة وأن الكميات المقدرة بنحو سبعة آلاف كيس أصبحت لاتفي باحتياجات السوق، و رصدت جولة « الشرق» على السوق الخاضع لإشراف التجارة استمرار الوزارة في التناقض في إدارة عمليات البيع، إذ إنها طلبت التصاريح في اليوم الأول لبيع المستورد، فيما تهاونت في الإلزام بها من أجل استلام الكمية في اليوم التالي.
من جهته، قال الرئيس السابق للجنة المقاولين في غرفة مكة المكرمة عبدالله الصعيدي لـ» الشرق» ، إن التوجيهات الملكية تعزز من وجود الإسمنت في السوق، وهو ما بدأنا نراه من وفرة الكميات، إلا أن السوق مازالت بحاجة إلى ضخ كميات كبيرة حتى نلمس انعكاساتها على السوق ومدى تأثيرها على الأسعار. وأضاف أن تقديرات المقاولين تشير إلى أن سوق الإسمنت في مكة يحتاج إلى ستة آلاف كيس يومياً، لضمان عدم تكرار الأزمة وتفادياً للضرر من عمليات رفع الأسعار، ومنعاً لعودة السوق السوداء.
وقد نفدت أولى كميات الإسمنت المستورد من الأردن والموزعة عن طريق شركة إسمنت المنطقة الشمالية في أسواق مكة أمس الأول، وتم البيع بسعر 14ريالاً للكيس، تحت إشراف وزارة التجارة. وأكدت شركة إسمنت المنطقة الشمالية في بيان أمس، أنها مستمرة في ضخ الكميات المحددة لها من قبل وزارة التجارة والصناعة، وأنها شكلت فريق عمل بالتعاون مع الوزارة لوضع خطة مشتركة من أجل تعزيز أسواق المنطقة الغربية بالإسمنت المستورد. وقال الرئيس التنفيذي لشركة إسمنت المنطقة الشمالية المهندس سعود العريفي « هناك كميات إضافية ستصل تباعاً، والشركة تتابع مع الوزارة الكميات المستوردة أولاً بأول. وأَضاف أن شركات الإسمنت بما فيها إسمنت المنطقة الشمالية ستستورد خلال العام الحالي الكميات المخصصة لها بما يتوافق مع احتياجات الأسواق المحلية، متوقعا أن يؤدي ضخ كميات الإسمنت المستورد في الأواق المحلية إلى سد حاجة السوق بما فيها منطقة مكة المكرمة التي تشهد مشاريع عملاقة تنفذها الحكومة عبر توسعات للمسجد الحرام والمشاعر المقدسة.