ابعاد الخفجى-سياسة:
تصاعدت أمس ردود الفعل حول تسليح طرفي النزاع في سورية، في كل من بروكسل وموسكو وتل أبيب، إذ قرر الاتحاد الأوروبي رفع الحظر عن تسليح المعارضة، فيما أكدت واشنطن دعمها للقرار الأوروبي برفع الحظر على الأسلحة في سورية. وردت روسيا بالإعلان عن تزويد النظام بصواريخ أس 300 المطور، فيما حذرت إسرائيل باتخاذ إجراءات في حال إتمام صفقة الصواريخ.
ففي بروكسل، قرر وزراء الخارجية الأوروبيون رفع الحظر المفروض على الأسلحة للمعارضة السورية، مع استمرار تطبيق بقية العقوبات، التي فرضت منذ عامين، على النظام السوري. وينسجم هذا القرار مع رغبة بريطانيا وفرنسا، الوحيدين بالاتحاد الأوروبي اللذين يطالبان منذ أشهر بتسليح المعارضة المعتدلة. واعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيج إثر اجتماع منتصف ليل الاثنين الثلاثاء “أنه القرار السليم” لأنه “يوجه رسالة بالغة القوة من أوروبا إلى نظام الأسد”.
ولن يتم إرسال أي قطعة سلاح أوروبية قبل الأول من أغسطس المقبل، وهو الموعد الذي حدده الوزراء “لإعادة درس” موقفهم، خاصة أن عدة دول أوروبية مثل النمسا والسويد وبلجيكا وهولندا أعلنت أنها لا تنوي تسليح المعارضة. وأكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين إشتون أن تقديم السلاح “يهدف إلى حماية المدنيين” ويخضع لعدد من الشروط، وخصوصا لجهة مراقبة الجهات التي سيسلم لها السلاح بهدف تجنب وصوله إلى مجموعات متطرفة. وأوضحت أنه تم تمديد بقية العقوبات بحق النظام السوري لاثني عشر شهرا.
في المقابل، اتهم نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف أمس الاتحاد الأوروبي “بسكب الزيت على النار” بعد قراره تسليح المعارضة، مشيرا إلى أن هذا القرار قد يضعف فرص مؤتمر السلام الذي تحاول روسيا والولايات المتحدة تنظيمه. وفي الوقت نفسه، رد على القرار بأن روسيا لن تلغي خططا لتزويد سورية بنظام للدفاع الجوي لأن ذلك سيساعد على ردع الذين يعتزمون التدخل في الصراع.
وأوضح ريابكوف في مؤتمر صحفي أن الصواريخ أرض جو المتطورة من طراز اس-300 المقرر تسليمها إلى سورية تشكل عامل “استقرار” هدفه ردع أي مخطط لتدخل خارجي في النزاع.
وأضاف “نعتبر عملية التسليم هذه عامل استقرار ونرى أن إجراءات كهذه تردع إلى حد كبير بعض العقول المحتدة من التفكير بسيناريوهات يتخذ فيها النزاع منحى دوليا بمشاركة قوات أجنبية”. وتابع “أن الأمر يتعلق بتسليم أسلحة دفاعية لحكومة البلاد للدفاع عن البنى التحتية والجيوش”. وأكد ريابكوف أن العقد المتعلق بالصواريخ وقع “قبل سنوات” مع الحكومة السورية. ولم يكشف مسؤولون روس عما إذا كانت الصواريخ أرسلت بالفعل إلى سورية، كما لم يوضح ريابكوف ذلك أمس.
وكان لإسرائيل موقف آخر، حيث حذر وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون أمس من أن إسرائيل “تعرف ما ستفعله” إذا سلمت روسيا الصواريخ لسورية. وقال يعالون إن “شحن الأسلحة لم يتم وآمل ألا يتم. لكن إذا وصلت الصواريخ إلى سورية، فسنعرف ما علينا أن نفعله”. وأبانت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن يعالون يلمح بذلك إلى غارات جوية جديدة يمكن أن تشنها إسرائيل، كما فعلت مطلع الشهر الجاري قرب دمشق.