ابعادها-متابعات:تعتبر المحافظة على نظام غذائي متوازن ومزاولة الرياضة والنشاط الجسدي أحد أهم أركان علاج مرض السُكري بنوعية, الأول والثاني, حيث يجب على المريض اتباع غذاء متوازن يمنحه الطاقة اللازمة ويمنع ارتفاع مستوى السكري إلى مستويات عالية غير مستحبة. كما أن التحكم في مستوى السكر يساعد في الحد من سرعة تطور مضاعفات مرض السكري على كل من القلب, العين, الكلى, والأطراف.
ونظراً لأن الناس تختلف رغباتهم في نوعية الأكل المفضلة لديهم, كما أن ثقافة حساب السعرات الحرارية ومقياس السكري لازالت جديدة على مجتمعنا, يُنصح بأن تتم استشارة خبير تغذية متخصص في أمراض السكري حتى يستطيع تحديد احتياج الشخص بحسب رغباته وبحسب الضروري له من ناحية عناصر الغذاء الأسياسية. كما أنه يجب استشارة الطبيب بخصوص نوعية النشاط الرياضي, وكميته, وفترته والاحتياطات التي يجب أخذها قبل وبعد ممارسة الرياضة حتى لا يصاب المريض بهبوط أو ارتفاع مستوى سكري الدم فجأة.
معتقدات خاطئة تتعلق بالسكري والغذاء والرياضة:
من المهم جداً توضيح نقطة أنه لا صحة لما يسمى بحمية مرضى السكري وطعام مرضى السكري الخاص, ففي الحقيقة, يستطيع مريض السكري تناول نفس طعام العائلة بشرط أن يلتزم بالكميات التي تم تحديدها من قبل اخصائي التغذية, فالأكل الصحي هو مطلب أساسي لجميع أفراد العائلة وليس لمرضى السكري فقط.
ومن المعتقدات الخاطئة أيضاً أن يعتقد مريض السكري بأن أفضل طريقة للتحكم في السكري هي الامتناع أو تقليل عدد الوجبات, وهذا غير صحيح, بل في الحقيقة الامتناع عن تناول أي من الوجبات قد يتسبب في انخفاض مفاجئ في مستوى السكر في الدم مما قد يؤدي إلى غيبوبة وعواقب غير صحية.
أما المعتقدات الخاطئة والتي تتعلق بالرياضة فهي أنه لا يسمح لمريض السكري بمزاولة الرياضة, وهذا الكلام غير صحيح, حيث إن مريض السكري يستطيع الحصول على جدول متكامل من طبيبه عن النشاطات الرياضية والتي يمكن مزاولتها بأمان من قبل مريض السكري, حتى اولئك الذين يشكون من مضاعفات السكري أو لديهم عوائق جسدية تمنعهم من مزاولة الرياضة بسهولة كالبدانة أو روماتيزم أو ماشابه.
ماهي الأشياء التي يجب توافرها في النظام الغذائي لمريض السكري؟
– العناصر الأساسية من قائمة الغذاء.
– البدائل لهذه العناصر.
– مستوى السكر والكربوهيدرات: وهذه مهمة خصوصاً بالنسبة للمرضى الذين يستخدمون الإنسولين.
ماهي عناصر الغذاء الأساسية والتي يجب توافرها في الطعام اليومي؟
هنالك خمس عناصر أساسية تُشّكل مايعرف بعناصر الوجبة الأساسية والتي يجب أن تتضمن الوجبة هذه العناصر أو بدائلها, وهذا يعرف بنظام الصحن والتي توصي به منظمة السكر الامريكية. ويقوم هذا النظام على فكرة أن يتخيل مريض السكري طبقاً بعرض 9 انشات (أو مايعادل 27 سم), ويقوم بتقسيمه إلى نصفين, النصف الأعلى ينقسم إلى نصفين آخرين (أصبحوا ربعين الآن). بحيث يوضع في النصف الأكبر الخضروات الغير نشوية مثل الخس, الجزر والسبانخ, إلخ.
وفي الربع الأول يتم وضع النشويات مثل خبز النخالة, والبطاطس, إلخ.
وفي الربع الثاني يتم وضع اللحوم كالدجاج أو السمك.
ومع هذه الوجبة يتم تناول كأس حليب أو لبن منزوع الدسم, بالإضافة إلى حبة فواكة.
المكونات:
1. الكثير من الخضروات والفواكه: ويجب اختيار الفواكه والخضار ذات مقياس سكر قليل.
2. كميات معقولة من النشويات: ويفضل استخدام النخالة أفضل من الدقيق الأبيض, كما تشمل الأرز والمعكرونة, وجميع أنواع النشويات الأخرى والأطعمة المصنوعة من الحبوب والدقيق. ومن الخطأ اتباع حمية قليلة النشويات (الكربوهيدرات) في مقابل زيادة الدهون. فالنشويات تمثل 50 % من مصدر الطاقة لدى مرضى السكري, وهذا أمر مقبول.
3. بعض من الألبان ومشتقاتها كالأجبان وغيرها.
4. بعض من البروتين: كاللحم والبيض ويفضّل اللحم الأبيض كالدجاج والأسماك.
5. القليل جدا من الدهون المشبعة : ويفضل الدهون النباتية وبكميات قليلة جداً, نظرا لاحتوائها على سعرات حرارية عالية.
6. الفيتامينات والمعادن.
كمية النشويات (الكربوهيدرات) والإنسولين:
من المهم لمرضى السكري أن يعلموا كمية الكربوهيدرات في كل وجباتهم وخصوصاً المرضى الذين يتناولون الانسولين قبل الوجبات, أو يستخدمون مضخة الإنسولين, حيث يتم تحديد جرعة الإنسولين بناء على كمية النشويات (الكربوهيدرات) التي يتم تناولها من قبل المريض, أما المرضى الذين على جرعة ثابتة من الإنسولين, فيجب عليهم الإلتزام بنفس المقدار من النشويات. أثبتت الدراسات فعالية هذه الطريقة, وأعني تحديد جرعة الانسولين بناء على كمية النشويات في الوجبة, في التحكم بمستوى السكر.
معدّل السكر (Glycemic index):
وهذا مقياس يستخدم لقياس كمية السكر التي تنتجها الأطعمة المختلفة, وكلما كان المعّدل صغيراً, كان الطعام أفضل وبصفة عامة, يتم تقسيم الأطعمة إلى :
– أطعمة ذات معدل سكر منخفض (<55): مثل الجوز, العدس, لوز, حبوب كاملة, معظم الفواكة والخضروات.
– أطعمة ذات معدل سكر متوسط (56-69): موز, رز بسمتي, بطاطس, زبيب, عصير عنب.
– أطعمة ذات معدل سكر عال (>69): رز أبيض, كورنفليكس.
كمية الكربوهيدرات (Glycemic load):
وبالرغم من أن نوعية ونوع الكربوهيدرات (النشويات) مهمان للغاية في تحديد سكر الدم, إلا أن كمية النشويات ( أو مايعرف بGlycemic load ) مهم للغاية, ويتم الآن محاولة استخدامها في تنظيم الوجبات لدى مرضى السكري.
وفي الختام, من المستحسن أن يتّم الحصول على خطة علاجية شاملة الرياضة والغذاء لكل مريض بمرض السكري, والأفضل من خلال الطبيب المعالج, وعدم الانسياق وراء الدعايات التي ليس لها أساس طبي.