ابعاد الخفجى-رياضة:كان الوسط الرياضي يعتقد أن عقدي لاعبي الهلال وأندرلخت البلجيكي، أحمد الفريدي وأسامة هوساوي هما الأعلى، بعد أن وقع الأول للاتحاد بـ28 مليون ريال، والثاني للأهلي بـ35 مليون ريال في نوفمبر الماضي، لكنه أصيب بالذهول مرة أخرى، وهو يرى رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي، يعلن التعاقد مع صانع لعب الاتفاق يحيى الشهري، في أكبر صفقة في تاريخ الكرة السعودية بقيمة 48 مليون ريال.
كثير من المنتمين لهذا الوسط بات يصف هذه المبالغ الضخمة في الإنفاق على اللاعبين بالتبذير وإهدار المال، خاصة وأن القيمة الفنية لهم لا ترقى لهذه الأرقام الفلكية، فقيمة الفريدي المالية في سوق الانتقالات العالمية (400 ألف يورو)، وهوساوي (1.5 مليون يورو)، والشهري (600 ألف يورو)، ما يكشف أن اللاعبين الثلاثة يتقاضون أكثر من قيمتهم الحقيقية بالسوق بواقع 98.5 مليون ريال وذلك حسب موقع “ترانسفير ماركت” لتحديد أسعار اللاعبين.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، لماذا تجاوزت صفقات اللاعبين الحد المعقول؟
يجيب الخبير الاقتصادي الرياضي الدكتور راشد الفوزان، “أن السبب يعود إلى ندرة المواهب من جهة، ورغبة أندية ثرية في تحقيق بطولة الدوري بعد غياب طويل”.
ويقول الفوزان: “تفتقر الأندية السعودية إلى لاعبين مميزين في جميع المراكز، في الحراسة والدفاع والوسط والهجوم، وهو السبب الذي أدى إلى تدهور مستوى المنتخب السعودي لكرة القدم، وبالتالي جعل الأسعار ترتفع وتصل إلى هذا الحد”. ويضيف: “هناك إدارات أندية غابت طويلا عن تحقيق إنجازات كبيرة، فالنصر والأهلي لم يحققا بطولة الدوري السعودي منذ سنوات عدة، فتلجأ إدارتاهما إلى الإنفاق المالي من أجل تحقيق هذا الهدف، وهما تريدان اختصار الزمن، لأن الاستثمار في الشباب أو الفريق الأولمبي يحتاج إلى وقت، وهذه سياسات قصيرة الأجل ونتائجها موقتة”. ويتابع: “المفارقة العجيبة أن الذي يعقد هذه الصفقات هي الإدارة وليس المدرب”.
ويرى الفوزان أن نجاح العمل يتأتى من استكمال أربعة عوامل هي: الإدارة والمدرب والمحترفون الأجانب والمال، ولن يتحقق إلا باكتمال جميع هذه الأضلاع”. ويكمل: “المستفيد من هذه الصفقات اللاعب والنادي الذي عليه أن يعرف كيف يوظف المبالغ التي حصل عليها بالطريقة الصحيحة، بالإضافة إلى وكيل أعمال اللاعب الذي يحصل على نسبته المحددة، لكن الجهة المتضررة هي المنتخب السعودي، حيث إن هذه الأموال تقتل طموحات اللاعب، وبالتالي لا يقدم الروح والمستوى المطلوبين مع منتخب بلاده، لذا يجب ألا تشكل ندرة المواهب حجر عثرة أمام الكرة السعودية، فالجهد الذي يبذله اللاعب وحسن انضباطه يثمران عن النجاح ويحققان الإنجازات حتى إذا كانت درجة الموهبة التي حباه الله بها منخفضة”.
من جانبه، يؤكد المدرب الوطني نايف العنزي، أن هذه الصفقات مبالغ فيها وهي تنطوي على سلبيات كبيرة وتخلو من أية إيجابيات، ويقول: “المبالغ التي تنفق على اللاعبين لا تمثل قيمتهم الحقيقية، والأولى أن تستثمر في البنية التحتية للنادي من حيث بناء منشآت وملاعب والاهتمام بالفئات السنية، لكن رؤساء الأندية لا يعملون للمستقبل بل لتحقيق بطولات تسجل باسمهم خلال فترة رئاستهم، فهم يبحثون على اللاعب الجاهز الذي يحقق لهم طموحاتهم، وهذا يؤثر حتما على مستوى الكرة السعودية، وكلما جاء رئيس يعمل بنفس طريقة السابق للأسف”. ويضيف: “المفروض أن العملية تكون في يد هيئة الشرف بالنادي التي عليها أن تحمل الرئيس مسؤولية العمل الاستثماري المستقبلي للنادي، ولا بد أن يفرض على الرئيس من قبل هذه الهيئة الشرفية توفير نجوم للمستقبل، فلا ينفق الرئيس أموال الشركة الراعية للنادي في نجم، وعليه أن يخصص مبلغا لإعداد النشء وهي الفئة المغذية للفريق الأول”.
06/10/2013 8:47 ص
“صفقات” رؤساء الأندية “تدمر” الكرة السعودية
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.alkhafji.news/2013/06/10/33578.html