ابعاد الخفجى-اقتصاد:عزا عدد من تجار المشالح في الأحساء تراجع الإنتاج إلى قلة السعوديين الذين يمتهنون حياكة المشالح، ونقص عدد العمالة الآسيوية بعد الحملة الوطنية لتصحيح أوضاع العمالة المخالفة، وارتفاع الأسعار بعد قرار وزارة العمل برفع كلفة رخصة العامل الوافد، التي ألقت بظلالها على صناعة المشالح وتسببت في ارتفاع أجور العمالة بنسبة 80%، وتراجع الإنتاج بنسبة 40%، وارتفاع أسعار المشالح بنسبة 30%. وتوقَّع التجار الذين تحدثوا لارتفاع الأسعار بنسبة 45% مع دخول شهر رمضان وعيد الفطر.
وأوضح التاجر عبدالله القطان أن مثل هذه الفترة من كل عام تشهد ارتفاعاً في نسبة الطلب على المشالح، بالتزامن مع إقامة عدد من المناسبات بجانب قرب رمضان وأيام العيد، إذ تشهد محلات بيع المشالح هذه الأيام تزايد نسبة المتسوقين السعوديين والخليجيين الذين يفضلون اقتناء المشلح الأحسائي الذي يمتاز بجودته وشهرته. وأشار إلى ارتفاع نسبة المبيعات إلى أكثر من 65% مقارنة بسائر الأيام. وأكد القطان أن عدداً من المشاغل في المنطقة تعيش حالة معاناة بسبب عدم قدرتها على الإيفاء بالتزاماتها تجاه عملائها، مرجعاً ذلك إلى قلة عدد السعوديين العاملين في هذا المجال، وترحيل مجموعة من العمالة المدربة بعد الحملة الوطنية، وارتفاع أجرة العامل من 250 ريالاً إلى 450 ريالاً في اليوم، ما يؤدي إلى رفع التكلفة على التاجر، وبالتالي ارتفاع الأسعار بنسبة 30%. ولم يستبعد أن تشهد أسعار المشالح خلال الأيام القادمة ارتفاعاً يصل إلى 45% من سعرها الحالي مع تزايد الطلب وتراجع الإنتاج.
من جهته، أفاد التاجر جواد النجار أن الطلب يتزايد على المشالح الصيفية مثل أبوغاط، أبوغاطين، الديلوكس، خصوصاً ذات الألوان الفاتحة مثل الأبيض، البيج، والأسود، مضيفاً أن كثيراً من المتسوقين يبحثون عن المشالح الأحسائية المصنعة بأيدٍ سعودية، التي تتراوح أسعارها بين 2500 – 6000 ريال، لمعرفتهم بقيمتها ومكانتها مقارنة بالمستورد. وأشار إلى أن تأثير المشالح المستوردة على المُصنَّع محلياً في مثل هذه الأيام محدود جداً، فكثير من المتسوقين يبحثون عن الجودة لذا يفضلون المصنع محلياً. واتفق مع القطان في أن نقص العمالة في هذه الفترة، التي يتزايد فيها الطلب، تسببت في عجز المشاغل عن تلبية طلبات العملاء، مشدداً على أهمية إيجاد حل لهذه المشكلة من خلال تدريب عدد من الشباب السعودي على ممارسة هذه المهنة، وتفعيل دور شركات الاستقدام، بحيث يحصل صاحب العمل على العمالة التي يحتاجها أثناء الأزمات.
يُذكر أن الأحساء تعدّ المورد الرئيس للمشالح لسوقي السعودية والخليج، ويوجد فيها نحو خمسين معملاً لتصنيع المشالح تنتج أكثر من 45 ألف مشلح سنوياً تفوق مبيعاتها مائة مليون ريال. وتستحوذ ثلاثة مشاغل كبرى في الأحساء على 35% من الإنتاج، وتتوزع الكمية المتبقية بين باقي المعامل بنسب متفاوتة.