ابعادها-متابعات:تعد الدهون واحدة من مجموعات المركبات الكيميائية الموجودة في كل الحيوانات والنباتات، وتتكون الدهون من ثلاثة عناصر أساسية هي (الكربون، والهيدروجين، والأكسجين) والدهون هي أحد الأصناف الغذائية الرئيسية الثلاث المهمة للجسم والصنفان الآخران هما البروتينات والكربوهيدرات.
ويطلق على للدهون الحيوانية والنباتية مسمى “زيت” إذا كانت سائلة عند درجة حرارة 25مْ. ولا تذوب الدهون والزيوت في الماء لكنهما يذوبان في الكحولات والأيثر والكلورفورم والبنزين. وشحوم البقر والضأن والماعز والإبل صلبة عند درجة حرارة 25مْ أي عند درجة حرارة الغرفة. وهناك دهون طرية عند درجة حرارة الغرفة مثل الزبد وشحم الخنزير والسمن النباتي.
وتستخدم الدهون في مجالات متعددة وكثيرة. فهي مصدر غذاء غني بالطاقة للحيوان والنبات، ويختزن الدهن تحت سطح الجلد في معظم أنواع الحيوانات وكذلك جلد البشر، وتقوم طبقات الدهن المترسبة مقام العازل الحراري. أما الطبقات الدهنية التي تحيط بحدقة العين وحول أعضاء أخرى من أعضاء الحيوانات فإنها تقوم مقام الواقيات ضد الإصابات. ويختزن معظم الدهن عند النباتات في البذور. وتستخدم مؤسسات صناعية كثيرة الدهون الحيوانية والنباتية في تصنيع منتجات متنوعة.
أما بالنسبة للأهمية الغذائية للدهون فتعتبر مصدراً مهماً للطاقة في الغذاء. وهو وقود أكثر فاعلية من الكربوهيدرات أو البروتينات، ذلك لأن الجرام الواحد من الدهن يعطى 9 سعرات حرارية من الطاقة بينما يعطى الجرام الواحد من الكربوهيدرات ومن البروتينات حوالي 4 سعرات حرارية، أي أقل من نصف ما يعطى الدهن من طاقة.
ونظراً لما للدهون من مكون عالٍ من الطاقة فإنها تكون الشكل الأكثر كفاية للجسم من أشكال الوقود المختزن. ويمكن للجسم أن يختزن الدهن حتى ولو كان جافاً تقريباً، ولكنه يحتاج إلى مقدار كبير من الماء لاختزان الكربوهيدرات والبروتينات. ويحول الجسم الكربوهيدرات والبروتينات إلى نسيج شحمي أثناء التخزين، وإذا ما أحتاج الجسم إلى وقود إضافي استمد ذلك من الدهن المخزون.
مما تتكون الدهون ؟
تتكون من مواد تسمى الأحماض الدهنية ومن كحول يطلق عليه جليسرول. وتعرف بعض الأحماض الدهنية بالأحماض الدهنية الجوهرية، وهي ضرورية في نمو الجسم والمحافظة عليه، إذ لا يملك الجسم أن يصنع أحماضاً دهنية جوهرية مما يستدعي وجودها في الغذاء. تكون الأحماض الدهنية الجوهرية الوحدات البنائية للأغشية التي تُكَّون الحواف الخارجية في أية خلية من خلايا الجسم. وتشكل هذه الأحماض كذلك كثيراً من التركيبات المعقدة، داخل خلايا الجسم. بل تشكل الأحماض الدهنية الجوهرية جزءاً رئيسياً من أغشية الشبكية، أي الجزء من العين الذي يحول الضوء إلى نبض عصبي. وتدخر الأحماض الدهنية الجوهرية في المشابك التي تمثل نقاط الالتقاء بين الخلايا العصبية.
تنقسم الدهون الغذائية إلى مجموعتين عامتين رئيسيتين هما دهون مرئية، ودهون غير مرئية. ومعظم الناس يعرفون الدهون المرئية التي يتناولونها كدهن اللحوم والزبدة وزيوت السلطة. بيد أن بعض الأفراد لا يعلمون الدهون غير المرئية الموجودة في بعض الأغذية كالحليب والبيض والسمك والجوز. وتنتشر الدهون غير المرئية انتشاراً متناثراً في أجسام بعض الحيوانات والنباتات، وتكثر في مثل هذه الدهون الأحماض الدهنية الجوهرية بشكل خاص.
الدهون ومشاكلها الصحية
يعتقد كثير من العلماء أن التحكم في استهلاك الدهون ربما ساعد في خفض الخطر في تطور مرض شريان القلب التاجي. يحدث هذا المرض نتيجة ترسب الكوليسترول، والكوليسترول عبارة عن مادة شمعية بيضاء تترسب على جدران الشرايين الداخلية التي تغذي القلب. تغدو جدران الشرايين أحياناً صلبة وخشنة وضيقة، وكثيراً ما تحدث النوبات القلبية نتيجة جلطة دموية تسد الشريان التاجي المتقلص.
تسمى أنواع معينة من الدهون الدهون المشبعة، ويبدو أنها تزيد من كمية الكولسترول في الدم، ولذلك ينصح كثير من الأطباء بتجديد ما يؤخذ من الأغذية الغنية بالكولسترول وبالدهون المشبعة. وفي المقابل يوصي الأطباء بتناول أغذية غنية بالدهون غير المشبعة والدهون عديدة اللاتشبع، حيث يبدو أنها تخفض الكولسترول في الدم. لقد نشر الباحثون عام 1984م دليلاً يفيد أن انخفاض مستويات الكولسترول العالية في الدم يقلل من مرض القلب. ولكن علماء كثيرين يقرون أن عوامل أخرى، كالتدخين والإجهاد وقلة التمارين الرياضية أو ازدياد الوزن يسهم في تطور مرض القلب التاجي، على الأقل بالمقدار الذي يفعله الغذاء.
يسمى الإفراط في تراكم الدهون في النسيج الدهني بالسمنة. وقد تكون البدانة نتيجة للإفراط في الغذاء والإقلال من التمارين أو الاضطرابات الغددية. ويغدو علاج البدين أكثر تعقيداً وبخاصة إذا كان المرض كالتهاب الزائدة الدودية وتليف الكبد ومرض القلب التاجي ومرض البول السكري.