ابعاد الخفجى-سياسة:لا يزال الغموض يحيط باجتماع عقد في الكونجرس الأميركي حضره مدير وكالة المخابرات المركزية جون برينان الخميس الماضي، وتناول دون ترتيب مسبق موقف إدارة الرئيس باراك أوباما في هذه اللحظة الحساسة على مسار الأزمة السورية. وكان الاجتماع محددا من الأصل لمناقشة وسائل الاستجواب التي تتبعها الوكالة مع معتقلي الإرهاب كما كان محصورا في اثنين من قيادات الكونجرس مع عدد من مسؤولي الإدارة. غير أن الاجتماع تحول بسرعة إلى مناقشة أزمة سورية وانضم إليه عدد أوسع من قيادات الكونجرس بالإضافة إلى نائب الرئيس جوزيف بيدن ونائب وزير الخارجية بيل بيرنز. وكان من بين المشاركين من أعضاء الكونجرس رئيسة الاستخبارات في مجلس الشيوخ دايان فينشتياين ورئيس لجنة الخدمات العسكرية كارل ليفين، بالإضافة إلى أعضاء المجلس ساكبي شامبليس ورون وايدن وسوزان كولنز وآخرين.
وبعد انتهاء الاجتماع رفضت فينشتاين الكشف عما دار في اللقاء بصورة قاطعة إذ قاطعت الصحفيين قائلة “ليس لدي ما أقوله”. وسئلت رئيس لجنة الاستخبارات عما إذا كان اللقاء قد ناقش أساليب استجواب معتقلي الإرهاب فقالت باقتضاب “كلا”. ويعني ذلك أن اللقاء تركز على المسألة السورية وحدها. وذكرت بعض التسريبات من داخل المجلس التشريعي الأميركي أن موضوع النقاش كان نسخة أولية من تقرير وضعته المخابرات المركزية يلخص الوضع الحالي في سورية. وأشارت تلك التسريبات أيضا إلى أن نسخة التقرير لم يطلع عليها إلا فينشتاين وشامبليس لكونهما في لجنة الاستخبارات.
ويأتي اللقاء في سياق خلاف بين المجلس التشريعي والبيت والإدارة حول سياسة الرئيس أوباما تجاه سورية بما في ذلك قراره تسليح المعارضة السورية باعتبار أن القرار ليس كافيا ويتسم بعمومية شديدة في صياغته. وطالب الأعضاء المحتجون بأن يقدم الرئيس تفصيلات أكبر عن خطوته بما في ذلك نوعيات الأسلحة التي سترسل للمعارضة. كما طالبوا بأن يحدد الرئيس ما ستفعله الولايات المتحدة إن لم يكن تسليح المعارضة كافيا لإسقاط الرئيس بشار الأسد، وهو أمر يعني إطالة أمد الحرب في سورية إلى أجل غير معلوم. فضلا عن ذلك فقد طلب بعض الأعداد الإفصاح عن مدى دقة عملية التعرف على هوية مواقف من يتلقون تلك الأسلحة حتى لا تذهب إلى عناصر يمكن أن تستخدمها جماعات إرهابية لاحقا في بلدان الشرق الأوسط أو دول غربية. ومن المعتقد أن الإدارة شرحت لأعضاء الكونجرس الذين شاركوا في الاجتماع خريطة طريق حول مشاركتها في دعم الثوار السوريين وتصوراتها عن مآل الصراع وأساليب التحقق من مصداقية من يتلقون الأسلحة في صفوف المعارضة السورية.