ابعاد الخفجى-سياسة:
أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الولايات المتحدة ستقدم لحلفائها الأوروبيين كل المعلومات التي يطالبون بها حول برنامج التجسس الأميركي على المؤسسات الأوروبية الذي كشفته مجلة ألمانية، فيما حذر الاتحاد الأوروبي الاثنين من أن هذا البرنامج سبب فقدان ثقة وقد يؤدي إلى أزمة سياسية خطيرة.
وأضاف أوباما في مؤتمر صحفي في تنزانيا أن واشنطن تواصل دراسة مضمون مقالات صحافية نقلت عن وثائق قدمها العميل السابق لدى الاستخبارات الأميركية إدوارد سنودن، وهي ستتواصل بالشكل المناسب مع حلفائها الأوروبيين بشأن هذه القضية.
وشدد أوباما على أنه في حال الحصول على جواب ستقدم كل المعلومات التي يريدها الحلفاء، مشيرا إلى أن هناك شيئا ستواصل الولايات المتحدة القيام به مع أجهزة استخباراتها، أي محاولة فهم العالم بشكل أفضل وفهم ما يجري في العواصم.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد هون في وقت سابق الاثنين من تقارير التجسس، وقال إن البحث عن المعلومات لدى دول أخرى ليس شيئا غير مألوف بالنسبة لعدد كبير من الدول.
وقال كيري في مؤتمر صحفي في بروناي إن كل دولة في العالم معنية بالشؤون الدولية وبالأمن القومي تقوم بالكثير من الأنشطة لحماية نفسها وكل المعلومات التي يمكن أن تسهم في ذلك، معتبرا أن هذا الأمر ليس غريبا في الكثير من الدول.
هولاند اعتبر أن العناصر باتت متوافرة لطلب توضيحات من واشنطن (الفرنسية-أرشيف) |
الموقف الأوروبي
وفي المقابل، طالب الاتحاد الأوروبي بشدة الولايات المتحدة بتفسير تقرير نشرته مجلة ألمانية عن أنها تتجسس على الاتحاد، وقال إن هذا أمر صادم لو صدق.
وقال مسؤول أوروبي إنه “إذا تبين أن الأميركيين تجسسوا فعلا على حلفائهم، فسيخلف ذلك أضرارا سياسية. ذلك الأمر يتجاوز إلى حد كبير احتياجات الأمن الوطني. إنه انهيار للثقة وقد يؤدي إلى أمور خطيرة جدا”.
وأكد أن الأميركيين أدركوا جيدا أنه أمر خطير، مشيرا إلى أن أوروبا تنتظر رد واشنطن.
من جهتها قالت المفوضية الأوروبية الاثنين إن منسقة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبيكاثرين آشتون تحدثت هاتفيا مع كيري لإبداء قلقها والطلب منه توضيح الوضع في أسرع وقت ممكن.
وأضافت المفوضية أنه تم كذلك استدعاء السفير الأميركي لدى الاتحاد وليام كينارد للتشاور في الأمر مع كبير الدبلوماسيين بالاتحاد بيير فيمونت.
ورأى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن العناصر باتت متوافرة بما يكفي لطلب توضيحات من واشنطن. وطلب من الولايات المتحدة أن توقف فورا تجسسها على الاتحاد الأوروبي، وقال إن فرنسا لا يمكن أن تقبل بمثل هذه التصرفات.
إلا أن الحكومة الألمانية كانت أكثر حذرا، إذ حذر ستيفن سيبرت المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من أن التجسس على الأصدقاء غير مقبول، مشددا على ضرورة إعادة الثقة بين الجانبين.
أما في فرنسا، فقد قللت وزيرة الاقتصاد الرقمي فلور بليرين من أهمية التجسس الأميركي، وقالت إنه “ليس بدعة”. وأشارت في تصريحات تلفزيونية إلى أنه يجب التمييز بين أمرين: التجسس ضد الاتحاد الأوروبي والبرقيات الدبلوماسية، مشيرة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك في التاريخ، وفق تعبيرها.
بدورها، أعربت وزيرة الخارجية الإيطالية إيما بونينو عن ثقتها بأن تقدم الولايات المتحدة “تفاصيل وتطمينات” تتعلق بتقرير مجلة دير شبيغل.
تبادل معلوماتي
ومن المقرر أن تجتمع مجموعة عمل شكلها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة مطلع يوليو/تموز لتبادل معلومات حول حجم المعطيات التي جمعت عبر برنامج بريزم والضمانات التي يمكن أن تقدمها الولايات المتحدة لمواطني الاتحاد الأوروبي. وقال مندوب للاتحاد “سنرى ما سنحصل عليه”.