ابعاد الخفجى-رياضة:
ضاعفت الصفقات المالية الضخمة الأخيرة التي أتمتها أبرز الأندية السعودية، من رغبة الصغار في ممارسة كرة القدم بحثاً عن الوصول يوماً ما إلى الظفر بأرقام مماثلة بجانب الشهرة التي يتمتع بها هؤلاء النجوم، وألقى هذا التوجه بظلاله أيضاً على معظم الأسر السعودية، وباتت تتطلع لتهيئة الأجواء المناسبة لأبنائها لتطوير قدراتهم الكروية بعد أن لمسوا التحول الكبير والمتسارع، الذي شهدته اللعبة كمظهر اجتماعي راق بعدما كانت في وجهة نظرهم مجرد لعبة يمارسها “الفاشلون” دراسياً.
وأجبرت قلة المساحات الترابية في المدن الكبيرة والصالحة لممارسة الكرة، الباحثين عن صقل مواهب أبنائهم واستغلال الإجازة الصيفية إلى التوجه نحو الملاعب المخصصة للعب بالإيجار، وكذلك الأكاديميات الكروية المنتشرة بكثرة في مختلف أحياء المدن، وهي مغطاة بالعشب الطبيعي مقابل أسعار تتفاوت حسب موقع الملعب ومستوى زراعته وتوفر الإمكانات الملائمة، وهو توجه يضاعف بالتأكيد من “المصروفات” الأساسية لتلك الأسر بيد أن معظمها يرى أن الأمر يستحق، ووصفه آخرون بأنه “استثمار للمستقبل”.
ويجسد الطفل نايف “10 سنوات” ذلك “الهوس”، حيث أشار إلى أنه يمارس كرة القدم منذ ثلاث سنوات بشكل معتاد في ملعب ناد صحي مخصص للأطفال مع فريق يتشكل من عدد ثابت من اللاعبين، وينظم بعض اللقاءات مع فرق مدارس مختلفة ويحقق نتائج إيجابية، ويفضل نايف اللعب كمهاجم وهو يحرز كثيراً من الأهداف ويلعب بكلتي قدميه، مضيفاً: “أتمنى أن أصبح لاعب كرة مشهوراً في المستقبل مثل نايف هزازي”.
وكشفت جولةأن الطلب على استئجار أحد تلك الملاعب لساعتين من قبل مجموعة من المراهقين أو الأطفال لا تقل رسومه عن 200 ريال في فترة الظهيرة أو العصر، وتقفز مساء إلى 300 و500 ريال في بعض الملاعب الراقية والمجهزة، في حين تؤجر الأندية الصحية صالاتها المغطاة والمكيفة والمخصصة للألعاب المختلفة للهاربين من الأجواء الحارة، والسعر هنا لساعتين لا يقل عن 600 ريال، والخيار الأخير أكثر ملاءمة للفتيات أيضاً وفي حال عدم توفره يلجأن إلى استئجار ملاعب في فلل خاصة.
ورغم تذمر كثيرين من ارتفاع الأسعار، أكد أحد العاملين في هذه الملاعب ارتفاع الطلب على استئجارها، معترفاً أن مشاركة الصغار في قيمة الملعب يسهم في تخفيف الأعباء على أسرهم، مضيفاً أن تزايد الإقبال بسبب “سعي كثير من الأسر لشغل أوقات فراغ أبنائها في هذه الفترة التي يقل فيها السفر نتيجة اقتراب شهر رمضان”.