ابعاد الخفجى-محليات:تستمر الجهود المبذولة والمقدمة من دوريات حرس الحدود البحرية على سواحل المنطقة الشرقية بحسب الخطط المرسومة في الجانب البحري، والتي تزداد كفاءتها ومقدراتها وجاهزيتها في أيام العطل الصيفية والمناسبات الأخرى،
لتشمر عن سواعدها لمواجهة الحوادث الطارئة من غرق وتجاوز وإنقاذ مراكب، فنجد السواحل البحرية هذه الأيام تشهد كثافة كبيرة من قبل المتنزهين على الشواطئ الممتدة على سواحل المنطقة الشرقية من الشمال وحتى الجنوب مما يحمّل ذلك الدوريات البحرية مسؤولية المتابعة والمراقبة الدقيقة والمستمرة للسواحل، وتبقى ثقافة المتنزهين عائقا في بعض الأوقات وتحول دون جريان الخطط المرسومة للتعامل مع رواد الساحل.
80 بالمائة أطفال
وأوضح الناطق الإعلامي لحرس حدود المنطقة الشرقية العقيد البحري خالد بن خليفة العرقوبي أن عدد الغرقى بلغ في شهر شعبان ذروته هذا العام حيث بلغ العدد 18 حالة غرق قد توفى من بينها ثلث العدد حيث بلغ العدد 6 حالات وفاة كان النصيب الأكثر للأطفال الذي وصل نسبة 50 بالمائة، مرجعا الأسباب للتهاون والإهمال وعدم مراقبة الأطفال أثناء التنزه والذي كثيرا ما يؤدي غرق طفل إلى غرق آخرين من الأسرة وهذا ما حدث في الحادثتين الأخيرتين، مشيرا أن ما نجده بعد وقوع حوادث الأطفال بأن في الأغلب يكون الرجال في جانب والنساء كذلك بعيدين عن بعضهم البعض مما يعتمد كل منهم على الآخر بوجود الأطفال معهم، ويكون في الأغلب الأطفال قد ولجوا البحر وقد يكون هناك انتباه بعد فوات الأوان وخاصة أن حالات الوفاة التي حدثت هذا الشهر كانت في أماكن ممنوع السباحة فيها بل هناك لوحات إرشادية تحث على ذلك.
وبيّن أن نسبة الغرقى من الأطفال بصفة عامة تصل إلى نسبة 80 بالمائة، مشددا على ضرورة الانتباه لهم وتحذيرهم من السباحة بصفة عامة في البحر وخاصة في الأماكن الممنوعة والتي وضعت فيها إرشادات ولوحات لذلك والتي يتواجد بها عمق وانحدارات وتيارات مائية قوية قد تفتك بمن يجيد السباحة والابتعاد عن المغامر والمجازف فيها سواء من يجيد السباحة أو غيره، كما شدد على الاهتمام ومراقبة ورعاية الأطفال والحرص على ذلك في مختلف المواقع وخاصة الساحلية وعدم منحهم الأطواق الهوائية والتي تعتبر خطرة عليهم وقت استخدامها.
غرقى من خارج المنطقة
وأكد العقيد العرقوبي أن حالات الوفيات جراء الغرق التي حصلت في الساحل الشرقي خلال الشهر الماضي جاءت ثلثاها من خارج المنطقة الشرقية وثلث من مكان بعيد نوعا ما عن الساحل ، حيث جاءت نسبة 70 بالمائة تقريبا من المنطقة الجنوبية وهم رجلان و طفلتان وبلغت نسبة 30 بالمائة من المنطقة وهي تحديدا من النعيرية وهم طفلة وأربعينية، مضيفا أنهم وجدوا أن أكثر ما يكون الغرقى والوفيات من خارج المنطقة الشرقية وذلك بسبب عدم علمهم بمخاطر البحر والثقافة تجاه ذلك، مبينا أن الغرق يحدث بسبب الوثوق في البحر أو عدم العلم بحالة التيارات وعدم التقيد باللوحات الإرشادية المنتشرة على السواحل وكذلك المجازفة في السباحة والابتعاد عن الشاطئ مما يسبب الجهد والإعياء والتعب لمن يمارس السباحة ومن ثم يحدث ما لا يحمد عقباه وهو الغرق أو الوفاة لا سمح الله تعالى، وحرس الحدود يحذر من مغبة ذلك ويشدد بعدم السباحة في المناطق الممنوعة وعدم المجازفة بالتوغل كثيرا عن الشاطئ وحتى لمن يجيد السباحة لأن البحر لا يمكن الوثوق به فكثير ما حدثت حالات غرق ووفيات ممن يجيد السباحة.
كشف العقيد العرقوبي عن أن نسبة الإناث تفوق نسبة الذكور في حالات الغرقى حيث وصلت النسبة حوالي 2 من 3 وذلك نتيجة مجازفة بعض النساء والأطفال في السباحة وهن ليس لديهن علم جيد بالسباحة.ونصح بعدم محاولة إنقاذ غريق لمن لايعرف كيفية ذلك أو إجادة السباحة بشكل احترافي، مشيرا إلى أنه حدثت حالات غرق جماعية بسبب محاولة إنقاذ غريق ولعدم إجادة السباحة تكون النتائج مضاعفة العدد وبالتالي حالات الوفاة.
تفوق نسائي في الغرق
كشف العقيد عن أن نسبة الإناث تفوق نسبة الذكور في حالات الغرقى حيث وصلت النسبة حوالي 2 من 3 وذلك نتيجة مجازفة بعض النساء والأطفال في السباحة وهن ليس لديهن علم جيد بالسباحة، وكثير منهن من يسبحن أثناء الليل مما يصعب أحيانا على ذويهن الانتباه لهن إلا بعد فوات الأوان في حالة الغرق، كما يكون في بعض الأحيان التبليغ عن حالة الغرق متأخرة أو غير دقيقة بسبب الارتباك مما يكون هناك حالات وفاة.
وفي هذا الصدد، أكد العرقوبي أن حرس الحدود يجد كثيرا من العوائل المكونة من مجموعة من النساء تأتي للبحر للتنزه مع فتية وليس كبار في السن وهذه من أسباب الغرق، فوجدنا أحيانا أن العائلة التي تعرضت للغرق لا يتعدى عمر من معهم من الذكور عن 19 عاما وهذا من أسباب عدم السيطرة على العائلة الأمر الذي يؤدي إلى نتائج فادحة وخسارة في الأرواح وهذا ما نحذر منه في حرس الحدود.
شاطئ نصف القمر
أكد العقيد العرقوبي وجود اهتمام بشاطئ نصف القمر “الهاف مون” نظرا لزيادة أعداد المتنزهين فيه فهو مكان وقطب رحى الغرق، وأرجع الأسباب لكثرة رواده وزواره وخاصة من خارج المنطقة الشرقية، وشهرته والسمعة التي اكتسبها الشاطئ بالإضافة لطول ساحله، وتوفر الخدمات العديدة فيه، مشيرا إلى أن شاطئ نصف القمر بسحره يستطيع أن يجذب ويسيطر على نسبة 70 بالمائة من الزوار القادمين من خارج المنطقة، مشيرا إلى أن شاطئ الخبر والعزيزية والخفجي تأتي ثانيا “نصف القمر”.
دور إعلامي وتثقيفي
يقوم حرس الحدود بدور إعلامي وتثقيفي في كل مناسبة وعطلة كانت صغيرة أو كبيرة لرواد الشواطئ، وأشار الناطق الإعلامي لحرس المنطقة الشرقية أنهم يقومون بتوزيع البروشورات التثقيفية والمطويات التي تسهم بزيادة الوعي والثقافة لمن يرتادون الشواطئ، مبينا أن هناك أطفالا ولجانا تطوعية تقوم بهذه المهمة الضرورية، التي أسهمت فيها هذه اللجان التطوعية التي يفوق عددها 50 متطوعا بزيادة الوعي والثقافة، كما أن هناك لجنة نسائية تقوم بنفس الدور لتثقيف الطرف الآخر عن مخاطر البحر.
المدارس والأنشطة الصيفية
دعا العقيد العرقوبي أن تزود مدارس الطلاب بالثقافة الشاطئية، ونشر الوعي أثناء التوافد على الشواطئ، ومن المهم أن يكون ذلك بخطط ممنهجة في أيام الدراسة، كما بين العرقوبي أنه ومن الضروري زيادة وعي الطلاب في البرنامج الصيفية التي تستثمر طاقات الشباب والنشء في أيام الإجازات، واستغلال ذلك ليزداد الوعي لدى الناشئة، وخاصة للمجتمعات التي لا تطل مواقعها الجغرافية على البحار.
إنقاذ ومراقبة للصيادين
ومن جانب آخر أكد العقيد خالد العرقوبي أن عمليات الإنقاذ البحري والمراقبة لا تشمل فقط المتنزهين والممارسين للسباحة فقط بل تشمل عمليات الإنقاذ التي تقدم لكثير من الصيادين وزوارقهم المتعطلة بوسط البحار إما لأعطال فنية أو لنفاد الوقود، مشيرا أنه خلال الشهر المنصرم تم إنقاذ ما يقارب 12 زورقا تضم أكثر من 25 فردا في نواح متفرقة ببحار المنطقة الشرقية، كما تم ضبط 7 زوارق كانت تبحر في أماكن محظورة، وضبط 3 زوارق بحرينية تتبع لصيادين كان على متنها 9 بحارة وكانت تبحر في مياهنا الإقليمية.