ابعاد الخفجى-سياسة:وسط الزخم السياسي الذي يشهده الشارع المصري على خلفية عزل الرئيس محمد مرسي من منصبه، تحل اليوم الذكرى الأولى لرحيل اللواء عمر سليمان الذي عرف على مدى تاريخه الطويل بكونه الصندوق الأسود الذي يحفظ كل أسرار الرئيس الأسبق حسني مبارك. فالرجل الذي ولد في 2 يوليو 1936، وتلقى تعليمه في الكلية الحربية بالقاهرة، وانضم للقوات المسلحة، وتلقى تدريباً عسكرياً في الاتحاد السوفيتي بعد ذلك، ارتبط بعلاقة قوية بالرئيس الأسبق حسني مبارك وخاصة في مرحلة ما بعد حادثة محاولة اغتياله في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا التي وقعت في عام 1995، وقتها كان سلميان هو من نصح مبارك باصطحاب سيارته المصفحة أثناء زيارته إلى إثيوبيا للمشاركة في القمة الأفريقية، ولعبت تلك النصيحة دوراً كبيراً في تعميق العلاقة بين الرجلين التي امتدت حتى رحيل الرئيس الأسبق عن الحكم جراء ثورة 25 يناير 2011، حتى إن سليمان كان هو الرجل الذي أخبر مبارك بقرار المجلس العسكري، برئاسة المشير حسين طنطاوي، بأن عليه التنحي من السلطة، بل وكان هو من أذاع بيان التنحي على الشعب وتفويضه للجيش بإدارة شؤون البلاد.
وتولي سليمان إدارة أكثر الملفات الشائكة كرئيس للمخابرات المصرية العامة منذ 22 يناير 1993 وحتى تعيينه نائباً للرئيس في 29 يناير 2011، وأثناء فترة عمله كرئيس للمخابرات العامة، تولى ملف القضية الفلسطينية بتكليف من مبارك، ومنها توليه مهمة الوساطة حول صفقة الإفراج عن العسكري الإسرائيلي جلعاد شاليط والمفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما قام بعدة مهمات دبلوماسية خاصة في السودان، كما عينه مبارك نائبا له في 29 يناير 2011 بعد خمسة أيام من بدء الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بمبارك نفسه، وبعد أن ظل هذا المنصب شاغراً منذ صعود مبارك إلى سدة الحكم في أكتوبر 1981 لرفض الرئيس السابق تعيين نائب له، كما تم تكليفه بعد تعيينه مباشرة بالحوار مع قوى المعارضة فيما يتعلق بالإصلاح الدستوري.
وفي 11 فبراير 2011 أعلن مبارك تنحيه عن السلطة وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شؤون البلاد، وقام عمر سليمان بتسليم سلطته هو الآخر إلى المجلس الأعلى منهيا فترة توليه نيابة الرئاسة، وفي يوم 6 أبريل 2012 أعلن ترشحه لانتخابات رئاسة الجمهورية، قبل يومين من غلق باب الترشيح، إلا أن اللجنة العليا للانتخابات قررت استبعاده بعد استبعاد أكثر من 3 آلاف من التوكيلات التي قدمها، ليصبح عددها الإجمالي 46 ألفا، وهو رقم أكبر من النصاب الرقمي المطلوب المحدد بثلاثين ألفا، لكن اللجنة ذكرت أنه جمع هذه التوكيلات من 14 محافظة فقط بدلاً عن 15 محافظة.
وفي 19 يوليو 2012، استيقظ المصريون على نبأ وفاة سليمان الذي وافته المنية عن عمر يناهز 76 عاما، في مستشفى “كليفلاند” بولاية أوهايو الأميركية تاركاً وراءه كثيراً من علامات الاستفهام سواء حول فترة حكم مبارك أو حتى حول رحيله المفاجئ، خاصة بعدما أعلن مدير مكتبه اللواء حسين كمال أنه ليست لديه أدلة دامغة حول تعرض سليمان لعملية اغتيال، لكنه أضاف في الوقت ذاته أن هناك كثيراً من المؤشرات التي تشير لحدوث ذلك، على حد قوله.
07/19/2013 11:04 ص
الرحيل الغامض لـ”صندوق مبارك الأسود” يتجدد في ذكرى وفاته
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.alkhafji.news/2013/07/19/43153.html