ابعاد الخفجى-سياسة:توقع الباحث في معهد الدراسات الإستراتيجية والدولية الأميركي أنتوني كوردسمان أن يكون سقوط مدينة خان العسل في محافظة حلب تحت سيطرة الثوار السوريين مؤشراً على بداية تدريجية لتحويل زمام المبادرة مرة أخرى إلى أيدي الثوار. وقال إن المتابع لما يحدث على الأرض سيرصد أن التيار المعتدل من المعارضة السورية المسلحة يحقق تقدماً ملموساً على صعيد تنظيم قواته وبناء هيكل للقيادة والتحكم على نحو يكشف عن أن من الممكن حدوث تحول أعمق كثيراً في مسار الأمور قريباً. وأضاف “ليس لدي أوهام عن أن المواجهات في سورية ستنتهي في وقت قريب. ولكن على ثقة بـأننا سنرى المعارضة المسلحة وهي تستعيد زمام المبادرة خلال فترة وجيزة. فحصار حلب يتعرض الآن لمصاعب شديدة وحزب الله يتكبَّد عدداً متزايداً من الضحايا. وفي المقابل فإن هناك علامات على أن إدارة الرئيس أوباما تغلبت على معارضة بعض أعضاء الكونجرس المؤثرين فيما يتصل باستئناف تنفيذ خطة تسليح المعارضة. كما أن أوباما نفسه يشعر بأن الإدارة أضاعت وقتاً ثميناً، وأن تضييع المزيد من الوقت ربما لا يكون ملائماً بالفعل للمصالح الأميركية”.
وكان البيت الأبيض قد عقد سلسلة اجتماعات مكثفة مع أعضاء في الكونجرس منهم باتريك ليهي وكريس جيبسون وكريس مورفي وراند بول ومايك لي وغيرهم لإقناع الأعضاء بإنهاء معارضتهم لصرف اعتمادات المعونات العسكرية للمعارضين السوريين. وجاءت الاجتماعات في أعقاب مشروع القانون الذي قدمه جيبسون وزميله بيتر ويلش قبل أسابيع والذي ينص على حظر صرف أي أموال لتمويل المساعدات العسكرية للمعارضين. وأدت الاجتماعات إلى اتفاق لم تتضح معالمه بعد يقضي بتأجيل أي تحرك معارض لخطة الإدارة بتسليح المعارضة وهي الخطة التي قرر البيت الأبيض تجميدها بعد المعارضة الشديدة من قبل المجلس التشريعي. ويعني الاتفاق بين الجانبين أن أي خلافات حول تطبيق الخطة قد زالت ولو لبعض الوقت، ولاسيما أن الإدارة الآن تراجع مواقفها من منظمات ما يسمى بالإسلام السياسي في المنطقة برمتها بعد أحداث مصر وما يقوله الأميركيون إنه فشل كبير من الإخوان المسلمين في حكم مصر بصورة متوازنة على مدار عام كامل ورفضهم التام لكل الاقتراحات التي قدمت إليهم لتصحيح مسار حكمهم في مصر.
من جهة أخرى بدأ الجيش الحر شن عملية عسكرية للسيطرة على معمل القرميد في إدلب، الذي كان الجيش النظامي يستخدمه قاعدةً عسكرية لقصف المدينة، في حين قالت مصادر مطلعة إن حوالي 60 عنصرا من جنود وشبيحة النظام قتلوا في هجوم لمقاتلي المعارضة بحلب. وبث ناشطون صوراً تظهر ألسنة اللهب وهي تتصاعد من المعمل إثر اشتباكات عنيفة دامت ساعات عدة. وكان المرصد السوري قد أشار إلى اشتباكات أخرى حول حواجز عسكرية بريف مدينة جسر الشغور بإدلب، واشتباكات في محيط معسكر القرميد الذي تحاول المعارضة السيطرة عليه. في غضون ذلك، قال ناشطون إن ضريح الصحابي خالد بن الوليد قد دمر بالكامل بعد استهدافه بشكلٍ مباشر من قبل قوات النظام. وأضاف الناشطون أن الاستهداف تم باستخدام الصواريخ، الأمر الذي ألحق أضراراً كبيرة بالمسجد إضافة إلى تدمير الضريح. ويقع المسجد في حي الخالدية في حمص الذي تحاصره وتقصفه قوات النظام بالتعاون مع حزب الله اللبناني. وعلى الجبهات الأخرى اشتبك الجيشان الحر والنظامي أمس في حي بستان القصر بحلب بعدما اشتبكا قبل ذلك في حي الراشدين. وقال المرصد السوري إن مقاتلي الجيش الحر تقدموا باتجاه وسط قرية عزيزة وسط أنباء عن خسائر في صفوف القوات النظامية.
في سياق منفصل رحبت المعارضة السورية أمس بقرار الاتحاد الأوروبي إدراج الجناح العسكري لحزب الله على لائحة “المنظمات الإرهابية”، ودعت الاتحاد إلى محاكمة مسؤولي الحزب الشيعي بسبب “جرائمهم” في سورية. واعتبر الائتلاف السوري أن هذا القرار “خطوة في الاتجاه الصحيح،” مشدداً على “ضرورة قيام دول الاتحاد باتخاذ إجراءات عملية تساهم في وقف تدخل ميليشيا الحزب في سورية”.
07/24/2013 8:16 ص
اجتماعات بالبيت الأبيض لإقناع الكونجرس بتسليح المعارضة السورية
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.alkhafji.news/2013/07/24/44330.html