أبعاد الخفجي – أحمد غالي:
البيع على قارعة الطريق قد لا يعد ظاهرة رمضانية، إلا أن الشهر الفضيل يتميز عن غيره بأن كثيراً من الباعة لا يظهرون إلا خلال ثلاثين ليلة ثم يختفون.. ويفسر بعضهم السبب في وجود نكهة خاصة تدفعهم لتكبد عناء الوقوف لساعات طويلة إرضاءً لدوافع روحانية خاصة.
وإن كان بعض ممن التقيناهم يتخذون من هذه المهنة سداً للحاجة إلا أن الغالبية كانت تجمع بين الاحتياج المادي والجو الرمضاني. وكشفت الجولة التي قامت بها الصحيفه على عدد من محلات البيع أنها تأتي بسبب ضعف المادة وسوء الحالة الاجتماعية، حيث إن عدداً من هؤلاء الباعة سعوديون من فئة «البدون»، الذي لا يستطيع أن يشغل وظيفة رسمية إلا بصعوبة بالغة، بسبب عدم حمله الهوية الوطنية، لذا يلجأ للبيع على قارعة الطريق لسد حاجته وكسب رزقه «بعرق جبينه» حسبما أشار عدد منهم.
وقال محمد عفات العامري: نبيع في مبسطنا منذ صلاة العصر وحتى أذان المغرب، ثم نعاود البيع بعد صلاة العشاء إلى الواحدة ليلاً، حيث إن بضاعتنا التي نبيعها الفواكه وبالتحديد «البطيخ والشمام» بالإضافة إلى «الرطب»، حيث نجلب فاكهة البطيخ من منطقة سكاكا، أما فاكهة الشمام فنجلبها من القصيم مع «الرطب»، مشيراً إلى وجود زبائن معروفين يأتون لهم بشكل يومي، ويفضلون الشراء منهم، وقال: جميع ما نجلبه من البطيخ يُباع خلال أيام قليلة ولا يتبقى إلا القليل.
ويضيف: بيعنا في البسطة موسمي يبدأ من شهر 6 ويتكثف في شهر رمضان وليس على مدار العام، كما أنه أقل سعراً من السوق وأنظف بضاعة.
وعن تضرر البضاعة من أشعة الشمس، قال مشعل شقيق محمد: نحفظ البضاعة في «تريلة براد» أو نضعها في «شاحنة دينّا» إذا كانت تريلة البراد ذاهبة إلى الجوف لجلب بضاعة أخرى، وبعد صلاة العصر نخرج البضاعة ونضعها في البسطة وكل خمس دقائق نرشها بالماء البارد الذي يقيها من حرارة الشمس ولا تتضرر، مُشيراً إلى أن لديهم مظلات ولكن لا يستطيعون تركيبها بسبب قرار المنع من البلدية. مطالباً البلدية بتوفير موقع خاص ومظلات رسمية أسوة بالمناطق الأخرى، مثل: النعيرية وحفر الباطن، حتى لو كانت برسوم مالية لن نمانع بالدفع.
المواطن هادي الشمري قال: لا مانع أن يبيع هؤلاء الجائلة في بسطاتهم، بشرط أن يكونوا سعوديين وليسوا عمالة وافدة، لأننا نعلم بحالتهم المادية والاجتماعية، حيث إن أغلبهم «بدون»، ولولا الحاجة الماسة لما لجأ لهذه البسطة ومخالفة الأنظمة، مشيراً إلى أنه يحب الشراء منهم ودعمهم خاصة إذا كانت بضائعهم نظيفة وآمنة، مطالباً بلدية الخفجي بإعطائهم موقعاً رسمياً في سوق الخضار الجديد، مؤكداً أن «قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق» كما يقول المثل.
من جهته، ذكر مدير عام العلاقات العامة والإعلام والمتحدث الرسمي لأمانة المنطقة الشرقية محمد بن عبدالعزيز الصفيان، أن الأمانة تمنع الباعة والعمالة وافتراش الطرق والعربات من البائع الجائر سواءً في الخفجي أو خارجها، كما أن هناك جولات دائمة تقوم بها البلدية ممثلة في إدارة صحة البيئة وقسم النظافة ومراقبة الأسواق بكل ما يتعلق في هذا الشأن ورصد هؤلاء المخالفين وتسجيل العقوبات عليهم.
حيث إن الأمانة تحرص على صحة المواطن والمقيم، كما أنها تدعو كل المواطنين والمقيمين على حد سواء عدم التعاون مع هؤلاء والشراء من قبلهم، كما أن البضائع التي يقومون ببيعها منتهية الصلاحية أو تكون بضائع يكسوها الغموض، منوهاً بضرورة التعاون مع البلديات والإبلاغ عنهم.
التعليقات 4
4 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
نور
08/01/2013 في 7:49 م[3] رابط التعليق
الله يرزقهم ومافيها شىء البياعة رسولنا الكريم كان يرعى الغنم علية الصلاه والسلام
راضي الشمري
08/04/2013 في 9:28 م[3] رابط التعليق
بصراحة تقرير مميز خصوصا في هذا التوقيت بيمنا يشتد الحر علي منطقتنا يزداد الجوالة يبيعون النتجات المعلبة تعت الشمس والبطيخ تحت الشمس وهذا كلة له تأثير على المستهلك
أتمنى من المسؤلين توجية دعوة لباب رزق جميل لكي يساعد هؤلا الشباب اقصد السعوديين منهم
أن يوفروا لهم برادات مخصصة لهذة الاطعمة ومنها مساعده العوائل في محافظة الخفجي
شكرا على هذة التغطية الأعلمية .
تحت النظام
08/05/2013 في 5:35 م[3] رابط التعليق
اعتقد ان نظام البيع على الطرقات والارصفة والساحات هو قمة التخلف والفوضوية ويكفي ان ترى ما يغشى هذه الاطعمة من الحشرات والقاذورات والاتربة لكي تعلم يقيناً ان هذا الطعام لا يصلح للاستخدام الادمي , اضف الى ذلك فعل الحرارة بهذه الفواكه والاطعمة , وانا اسأل سعادة / رئيس البلدية , هل تقبل على نفسك ان تشتري من هذه الاطعمة والاشربة الموجودة لدى باعة الساحات والطرقات أو تطعمها لأهلك وأبنائك ؟؟؟ الجواب معروف مسبقاً وهو ” لا ” اذا على سعادتك ان تتحرك لمنع مثل هذه الظاهرة التي لا تؤثر فقط على صحة المواطن بل تؤثر ايضاً على السوق , فكيف يتم السماح لمن لا يحملون تصريح تجاري بممارسة البيع والشراء قرب محلات تجارية نظامية تمارس نفس النشاط بشكل منظم وتدفع ايجارات وتتحمل مصاريف كهرباء وخلافة ؟ اعتقد ان هذا لا يتفق مع العدالة ولا يحفظ حقوق اصحاب المحلات التجارية النظامية , اوقفوا هؤلاء الفوضويين او ابعدوهم خارج المحافظة أي على الطرقات بعيدا عن المحلات التجارية .
مشعل
10/28/2015 في 12:34 م[3] رابط التعليق
مدام مايبع شي مغشوش ولا خربان وين المشكله بلاعكس سعرهم زين وخلو المواطن يستفيد وهم يستفدون